شكري ينقل رسالة من السيسي إلى ملكي البحرين والأردن

عبد الله الثاني أكد ضرورة مواصلة تعزيز التضامن العربي المشترك

TT

شكري ينقل رسالة من السيسي إلى ملكي البحرين والأردن

تسلم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نقلها وزير الخارجية المصري سامح شكري، تتعلق بالعلاقات بين البلدين والتطورات الإقليمية، وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين وفق بيان للديوان الملكي الأردني.
وحسب البيان، أكد الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله شكري في قصر الحسينية بعمان، عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين الأردن ومصر، والحرص على توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات. كما أكد ضرورة مواصلة جهود تعزيز التضامن والتعاون العربي المشترك وتنسيق المواقف، بما يسهم في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.
وتناول اللقاء التطورات الإقليمية الراهنة، خصوصاً اتفاق المصالحة الفلسطينية، والجهود المستهدفة لتحريك عملية السلام، إضافة إلى آخر المستجدات على الساحتين السورية واللبنانية.
وجرى التأكيد على أهمية تكثيف الجهود لإيجاد حلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، تعيد الأمن والاستقرار لشعوبها، وتجنبها مزيداً من التوتر والعنف.
ووجه الملك عبد الله الثاني الدعوة للرئيس السيسي لزيارة الأردن.
وكان شكري عقد مع وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، جلسة مباحثات أمس في وزارة الخارجية الأردنية، تناولت العلاقات الثنائية وأبرز المستجدات الإقليمية، خصوصاً تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية وجهود تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، بما يسهم في تهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، الهادفة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الصفدي دعم بلاده للجهود المصرية وتثمينها دور مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وبحث الوزيران أيضاً، آخر المستجدات في المنطقة، بما فيها تطورات الوضع في سوريا والمستجدات على الساحة اللبنانية، والأوضاع في العراق وجهود مكافحة الإرهاب.
كما وضع الصفدي نظيره المصري في صورة الاتفاق الثلاثي الأردني - الأميركي - الروسي، حول مذكرة مبادئ منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري.
في غضون ذلك التقى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري، في ثاني محطات جولته العربية بعد الأردن، وسلمه رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتناول تقييم مصر ورؤيتها للتطورات المتلاحقة في المنطقة وتأثيراتها على استقرار الدول العربية وشعوبها.
وقال المتحدث الرسمي للخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، إن «شكري أكد خلال المباحثات على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار دولة البحرين الشقيقة، مشدداً على تضامن مصر الكامل معها، ووحدة مصلحة البلدين، والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي العربي، وإدانة مصر لكل الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تستهدف أمن واستقرار مملكة البحرين الشقيقة».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.