نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة تورونتو الكندية مهد الإنسولين وأبحاث الخلايا الجذعية

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة تورونتو الكندية مهد الإنسولين وأبحاث الخلايا الجذعية
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة تورونتو الكندية مهد الإنسولين وأبحاث الخلايا الجذعية

نافذة على مؤسسة تعليمية: جامعة تورونتو الكندية مهد الإنسولين وأبحاث الخلايا الجذعية

تقع جامعة تورونتو في مدينة تورونتو بمنطقة أونتاريو في كندا. تأسست بناءً على ميثاق ملكي صدر عام 1827 وحملت اسم «كينغز كوليدج»، لتصبح بذلك أول مؤسسة للتعليم العالم داخل المستعمرة التي عرفت آنذاك باسم كندا العليا.
في البداية، خضعت الجامعة لإدارة كنيسة إنجلترا. وفي عام 1850 تحولت إلى اسمها الحالي تتألف الجامعة من 12 كلية تختلف كل واحدة عن الأخرى في طابعها وتاريخها، وتتميز كل منها بقدر كبير من الاستقلال الذاتي فيما يتعلق بإدارة شؤونها المالية والمؤسساتية. كما يوجد حرمان جامعيان يتبعانها في سكاربورو وميسيساغا.
أكاديمياً، تشتهر جامعة تورونتو بالحركات المؤثرة التي ولدت داخل رحمها ومناهجها التعليمية المتميزة بمجالات النقد الأدبي ونظريات التواصل، فيما يعرف بصورة جمعية باسم «مدرسة تورونتو». كما كانت الجامعة مهد الإنسولين وأبحاث الخلايا الجذعية، وكذلك أول مجهر إلكتروني عملي وتطوير تكنولوجيا اللمس المتعدد، ورصد أول ثقب أسود الذي أطلق عليه «نجم الدجاجة إكس ـ 1» وتطوير نظرية المسائل كثيرة الحدود غير القطعية الكاملة.
اللافت أن الجامعة تتلقى الحجم الأكبر من التمويلات السنوية المخصصة للبحث العلمي بفارق كبير عمن يليها من الجامعات الكندية الأخرى. كما أنها أحد عضوين فقط من خارج الولايات المتحدة داخل اتحاد الجامعات الأميركية. أما العضو الآخر فجامعة مكغيل في مونتريال.
تتصدر جامعة تورونتو الجامعات الكندية، تبعاً لأحدث نسخة صادرة من «قائمة كيو إس لترتيب الجامعات العالمية».
وقد ارتقت الجامعة درجة واحدة عالمياً عن المركز الذي احتلته العام الماضي، لتستقر حالياً في المركز 31 بين أفضل جامعات العالم، بجانب كونها أفضل جامعة كندية على الإطلاق.
ومن بين مؤشرات التصنيف الستة التي جرى الاعتماد عليها في تقييم الجامعات، سجلت جامعة تورونتو درجة مرتفعة على نحو خاص لسمعتها الرفيعة من حيث مستوى الأكاديميين العاملين بها، حيث احتلت المركز الـ17 عالمياً على هذا الصعيد.
كما قدمت الجامعة أداءً قوياً عام 2017 على مستوى تصنيف الجامعات تبعاً للمادة العلمية، ذلك أنها جاءت بين الـ10 الأفضل عالمياً فيما يخص ستة مواد علمية، بينها التعليم والجغرافيا والتمريض وعلوم الحاسب الآلي وأنظمة المعلومات.
في قلب الحياة الاجتماعية والثقافية لجامعة تورونتو، يوجد «هارت هاوس»، مركز أنشطة طلابية ضخم على الطراز القوطي الجديد تأسس على يد رجل الخير وأحد خريجي الجامعة، فنسنت ماسي، وأطلق عليه اسم جده، هارت. افتتح المركز عام 1919 وعبارة عن مجمع يرمي لنشر ثقافة الأسرة الواحدة بين طلاب الجامعة. لعب نموذج «هارت هاوس» دوراً نافذاً في تصميم المراكز الطلابية داخل جامعات أخرى، خاصة «ويلارد ستريت هول» داخل جامعة كورنيل.
جدير بالذكر أنه تخرج في جامعة تورونتو ثلاثة ممن حملوا لقب الحاكم العام في كندا وأربعة رؤساء وزراء و4 قيادات أجنبية و10 قضاة بالمحكمة العليا، علاوة على ارتباطها بـ10 من الحاصلين على جائزة نوبل.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.