جدل في بريطانيا بعد ظهور مسلمين في إعلان للكريسماس

لقطة من إعلان «تيسكو» وتظهر فيها أسرة مسلمة تحتفل بالكريسماس (يوتيوب)
لقطة من إعلان «تيسكو» وتظهر فيها أسرة مسلمة تحتفل بالكريسماس (يوتيوب)
TT

جدل في بريطانيا بعد ظهور مسلمين في إعلان للكريسماس

لقطة من إعلان «تيسكو» وتظهر فيها أسرة مسلمة تحتفل بالكريسماس (يوتيوب)
لقطة من إعلان «تيسكو» وتظهر فيها أسرة مسلمة تحتفل بالكريسماس (يوتيوب)

ندد بريطانيون بردود الأفعال العنصرية تجاه إعلان خاص بالكريسماس ظهرت فيه أسرة مسلمة.
والإعلان الذي أطلقته سلسلة متاجر «تيسكو» الأحد الماضي، هو جزء من حملة «مرحباً بالجميع»، حيث ظهرت فيه 14 عائلة مختلفة خلال الاحتفال بالعيد وتناول الديك الرومي، بحسب صحيفة «ديلي ميل».
وفي أحد مشاهد الإعلان يحيي أفراد أسرة مسلمة بعضهم البعض، ويتبادلون الهدايا، استعداداً لعطلة عيد الميلاد.
لكن الإعلان ومدته دقيقة واحدة، أثار حفيظة بعض المشاهدين الذين انهالوا بالعبارات والتعليقات العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، معللين ذلك بأن المسلمين لا ينبغي لهم الاحتفال بالعيد.
وكتب أحدهم على «تويتر»: «أصدرت (تيسكو) إعلاناً لعائلات تحتفل وتستمع بعشاء عيد الميلاد. لماذا تم تضمين أسرة مسلمة في الإعلان؟». وقال آخر: «إعلانكم للكريسماس يتضمن مسلمين، غير أنهم لا يحتفلون بالكريسماس، لماذا إذن؟».
ووصل الأمر بالبعض إلى الدعوة لمقاطعة متاجر «تيسكو» على خلفية الإعلان.
في المقابل، رد آخرون على التعليقات العنصرية بحق المسلمين بانتقادات لاذعة، وكتب مغرد: «أخبار سارّة جداً! مجموعة كبيرة من الحمقى والجهلاء يقاطعون (تيسكو) بسبب إعلانهم لعيد الميلاد، ما يعني أن متاجره لن تكتظ بالعنصريين الجهلاء حينما أقوم بالتسوق فيه».
وقال آخر ساخراً: «أغلقوا (تيسكو) بسبب إعلانهم للكريسماس، الذي يظهر كيف يمكننا جميعاً أن نحتفل معاً بالكريسماس!».
ورأى أحد المغردين أن «من يزعمون أن المسلمين لن ينسجموا في المجتمع، يشعرون بالغضب الآن مع احتفال المسلمين بالكريسماس».
أحد المسلمين دافع عن الإعلان بعد الانتقادات العنصرية، وكتب: «ماذا تعتقدون أننا نفعل في 25 ديسمبر (كانون الأول)؟»، في إشارة للكريسماس.
من جانبها، أصدرت «تيسكو»، سلسلة المتاجر الأكبر في بريطانيا، بياناً أوضحت أنه ينبغي على الجميع أن يحتفلوا بالأعياد. وأضافت: «مرحباً بالجميع في (تيسكو) خلال الكريسماس، وإننا فخورون بالاحتفاء بالطرق المختلفة التي يأتي زبائننا من خلالها على مدار الأعياد».
وبعيداً عن لقطة الأسرة المسلمة في الإعلان، انتقد آخرون إطلاق الإعلان مبكراً، خلال الأسبوع الأول من نوفمبر (تشرين الثاني).



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».