معمرتان تركيتان تكشفان سر العمر الطويل

تخطيتا المائة... وتعتمدان على الغذاء الطبيعي

المعمرة التركية عائشة غل شاهين  -  المعمرة آسيا سوتلو والأحتفال بيوم ميلادها
المعمرة التركية عائشة غل شاهين - المعمرة آسيا سوتلو والأحتفال بيوم ميلادها
TT

معمرتان تركيتان تكشفان سر العمر الطويل

المعمرة التركية عائشة غل شاهين  -  المعمرة آسيا سوتلو والأحتفال بيوم ميلادها
المعمرة التركية عائشة غل شاهين - المعمرة آسيا سوتلو والأحتفال بيوم ميلادها

أكدت معمرتان تركيتان تجاوزت كل منهما المائة عام من عمريهما، أن الطريق إلى العمر الطويل بلا كثير من المتاعب هو الاعتماد على الغذاء الطبيعي الذي يقي الإنسان الحاجة للأطباء والعلاج.
المعمرة التركية عائشة غل شاهين تعيش في ولاية كيليس جنوب تركيا، على الحدود مع سوريا، وتبلغ من العمر 104 أعوام، حيث ولدت في الأول من يوليو (تموز) 1913، وتزوجت وهي في سن صغيرة، وأنجبت 3 أولاد، ولها 30 حفيداً، و3 أبناء لأحفادها.
أصبحت غل شاهين محطاً لاهتمام وسائل الإعلام؛ كونها تعيش بحالة جيدة، وتقول إنها قضت معظم حياتها في الزراعة وتربية الماشية، وإنها لم تزر الطبيب سوى مرتين في حياتها.
وأضافت: «على مدار حياتي كنت أستهلك كميات كبيرة من الدبس، والزبد الطبيعي والحليب واللبن والبيض والخضراوات والفواكه الطازجة».
ولفتت إلى أنها لا تزال تلبي احتياجاتها الخاصة بنفسها دون مساعدة من أحد ولا تعرف معنى كلمة «تعب»، وحتى السنوات الأربع الأخيرة كانت تستيقظ في الصباح الباكر وتصنع خبزها بنفسها، لكنها لم تعد قادرة على الحركة كثيرا خلال الفترة الأخيرة.
وقالت غل شاهين إنها اعتمدت في غذائها على مدى حياتها على الأغذية الطبيعية، فكل شيء طبيعي كان بين يديها، وتضيف: «أمنيتي الآن أن أخرج وأتجول في القرية وأتبادل أطراف الحديث مع سكانها كما كنت في الماضي».
وتنصح غل شاهين أبناءها وأحفادها باستمرار بأن يستهلكوا كميات كبيرة من الدبس والعنب. ويقول ابنها محمد شاهين (70 عاما) إنه كان يذهب بشكل منتظم إلى الجبل برفقة والدته للعمل قبل أن تتراجع حالتها الصحية.
وتابع: «أمي تهتم بالخراف والأبقار التي نمتلكها، وقبل 7 أو 8 سنوات مرضت وبعدها لم تعد تذهب إلى الجبل، ولكن واصلت الاهتمام بالأبقار والخراف هنا بالقرب من المنزل، إلا أنها في السنوات الأربع الأخيرة لم تعد قادرة على ذلك».
أما أكبر معمرة تركية، آسيا سوتلو، التي دخلت عامها التاسع عشر بعد المائة، فتحلم بأن يسجل اسمهما في موسوعة غينيس للأرقام القياسية والهيئات الدولية كأكبر معمر على وجه الأرض.
وباتت سوتلو التي تعيش في محافظة بيتليس جنوب شرقي تركيا، محط اهتمام وسائل الإعلام التركية والأجنبية بعد أن احتفلت في أبريل (نيسان) الماضي بيوم ميلادها الـ118، بحسب ما تشير بطاقة هويتها التي تقول إنها ولدت في 17 أبريل 1899.
العجوز التركية، ترجع سر حياتها الطويلة أيضا إلى تناول الأطعمة العضوية التي تزرع في أرضها، حيث لا تأكل إلا ما ينتج في قريتها قائلة: «كنا دائما نأكل الطعام الذي نصنعه بأيدينا مثل الزبادي والكشك المصنوع من لحم الضأن أو الدجاج والقمح ونشرب الآيران (مشروب مصنوع من اللبن والماء) والأعشاب الطبية التي نجمعها من الجبال... لم يعد هناك طعام صحي هذه الأيام».
سوتلو لم تعد تقوى على الحركة كثيرا بسبب كبر سنها ومعاناتها من السكري وضغط الدم، وأقامت وزارة المرأة والأسرة التركية احتفالا بيوم ميلادها في 23 مايو (أيار) الماضي، حيث زارها مندوب من الوزارة في قريتها في منطقة حيزان في بيتليس ومعه كعكة عيد الميلاد للاحتفال بيوم مولدها.
وتتذكر سوتلو الأيام التي كانت تسير فيها إلى المرتفعات الجبلية لترعى الأبقار وتحلب لبنها وحمل الحطب إلى قريتها، وقد فقدت زوجها قبل 46 عاما عندما كانت في سن الـ73 عاماً.
ولدى المعمرة التركية 69 حفيدا وتقوم على رعايتها زوجة ابنها وتكفل البلدية احتياجاتها وتقوم على رعايتها صحيا.
ولم تقم أي هيئة دولية حتى الآن بإجراءات لتصنيف سوتلو كأكبر معمرة في العالم، حيث تطمح لأن تحقق هذه اللقب قبل وفاتها وأن تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لكن تاريخ ميلادها في بطاقة هويتها من شأنه أن يجعلها أكبر شخص في العالم على قيد الحياة، كما أنها أكبر سنا من إيما مورانو، التي حصلت على لقب أكبر شخص سنا في العالم قبل وفاتها في إيطاليا في أبريل الماضي في سن الـ117، وكانت آخر شخص في العالم ولد في القرن التاسع عشر.
ولدت سوتلو أيضا قبل الجامايكية فيوليت براون، التي ولدت في 10 مارس (آذار) 1900، والمصنفة حاليا كأكبر شخص في العالم من قبل مجموعة بحوث علم الشيخوخة، التي توثق أعمار الناس من خلال وثائق الميلاد ذات المصداقية.



البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
TT

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)

تعُدّ محيطات الأرض، في بعض جوانبها، غريبة علينا مثلها في ذلك مثل الأقمار البعيدة داخل نظامنا الشمسي، حسب موقع «سي إن إن».
وتغطي المسطحات المائية الشاسعة أكثر عن 70 في المائة من سطح كوكب الأرض، وتشمل مناطق غامضة مثل «منطقة الشفق»، حيث يزدهر عدد استثنائي من الأنواع التي تعيش بمنأى عن متناول ضوء الشمس. وقد غامر عدد قليل من الباحثين بخوض غمار مثل هذه المناطق المبهمة.
عندما غاص العلماء في منطقة الشفق والمنطقة القائمة فوقها مباشرة في السنوات الأخيرة، عثروا على أسماك ملونة.
واليوم، تساعد ابتكارات تكنولوجية جديدة العلماء على كشف اللثام عن هذا النظام البيئي الصغير الذي جرى استكشافه في أعماق البحار في خضم عالم سريع التغير.
ويأمل الباحثون في تسليط الضوء على الحياة البحرية الخفية من خلال مشروع طموح يسمى «إحصاء المحيطات».
وتسعى المبادرة العالمية للعثور على 100.000 نوع غير معروف من الأحياء على امتداد السنوات العشر المقبلة. وفي الوقت الذي يعتقد علماء أن 2.2 مليون نوع بحري موجود في محيطات الأرض، فإن تقديراتهم تشير إلى عثورهم على 240.000 نوع فقط، حسب «إحصاء المحيطات».
من ناحية أخرى، من شأن تحديد الأنواع الجديدة تمكين أنصار الحفاظ على البيئة من إيجاد طرق لحمايتها، في خضم التغييرات التي تطرأ على الأرض بسبب أزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن أزمة المناخ ربما تقلل الأنواع الحية داخل «منطقة الشفق» بما يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة قبل نهاية القرن. وإذا لم تفلح جهود كبح جماح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن التعافي قد يستغرق آلاف السنوات.
ومن ناحيتها، تنقلنا الصور والأفلام الوثائقية إلى عالم مذهل بصرياً لمملكة الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأصوات مثل نقيق الطيور تشكل المفتاح لفهمنا لكيفية عيش الكائنات المختلفة.
جدير بالذكر أن أول تسجيل منشور لحيوان صدر عام 1910 من جانب شركة «غراموفون المحدودة»، الأمر الذي سمح للناس بالاستماع إلى شدو طائر عندليب في المنزل.
ويعد هذا التسجيل واحداً من أكثر من 250.000 قطعة أثرية ضمن مجموعة الحياة البرية بحوزة المكتبة البريطانية بلندن، التي تقيم معرضاً جديداً بعنوان «الحيوانات: الفن والعلم والصوت».