القوات الجوية الأميركية: طهران سلحت الحوثيين «باليستياً»

قالت إن إيران جعلت شن هجمات من اليمن أمراً ممكناً

خلال المؤتمر الصحافي للقيادة المركزية الأميركية في دبي أمس («الشرق الأوسط»)
خلال المؤتمر الصحافي للقيادة المركزية الأميركية في دبي أمس («الشرق الأوسط»)
TT

القوات الجوية الأميركية: طهران سلحت الحوثيين «باليستياً»

خلال المؤتمر الصحافي للقيادة المركزية الأميركية في دبي أمس («الشرق الأوسط»)
خلال المؤتمر الصحافي للقيادة المركزية الأميركية في دبي أمس («الشرق الأوسط»)

قال جيفري هاريجيان قائد وحدة جنوب غربي آسيا بالقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية أمس، إن إيران قدمت مساعدة لشن هجمات بصواريخ باليستية من اليمن، موضحاً: «ما شاهدناه بوضوح بعد الهجمات بصواريخ باليستية أن هذه الصواريخ تحمل علامات تدل على إيران، كان هذا واضحاً»، في إشارة إلى الصاروخ الذي أطلقته جماعة الحوثي على الرياض الأسبوع الماضي.
وتابع هاريجيان في مؤتمر صحافي عقدته القوات الجوية الأميركية في دبي البارحة: «بالنسبة لي، فيما يتعلق بمن الذي يقدم هذه الصواريخ وتلك القدرات، هذا يشير إلى إيران».
وتأتي تأكيدات القائد في القوات الجوية الأميركية بعد أيام من إدانة البيت الأبيض الأربعاء الماضي للهجمات الصاروخية التي تشنها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على السعودية، حيث شدد فيها على أن الأنظمة الصاروخية في اليمن لم تكن موجودة قبل الصراع.
وكانت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت السبت الماضي، صاروخاً باليستياً أطلق من داخل الأراضي اليمنية باتجاه العاصمة السعودية الرياض، لتتناثر الشظايا في منطقة غير مأهولة، دون أن يوقع أي إصابات.
واتجه الصاروخ الذي تم إطلاقه بطريقة عشوائية صوب العاصمة الرياض، لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، واعترضته سرايا «البيتريوت»، حيث أدى اعتراضه إلى تناثر الشظايا في منطقة غير مأهولة بشرق مطار الملك خالد الدولي، ولم تكن هناك أي إصابات.
وبالعودة إلى قائد وحدة جنوب غربي آسيا بالقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، قال إن «إيران جعلت شن هجمات بصواريخ باليستية من اليمن أمراً ممكناً»، مبيناً أن السلطات تحقق في كيفية تهريب الصاروخ إلى اليمن.
وفي شأن آخر، قال جيفري هاريجيان إنه من المهم تقديم حلول دبلوماسية تنهي التوتر المحيط بلبنان، وأضاف: «أعتقد أن الهدف هو السعي لإيجاد حلول دبلوماسية»، وتابع: «لا أود الخوض في تفاصيل بشأن تعامل السعودية مع الأمر، لكن أعتقد أننا سنتمكن من إيجاد حل لهذه المشكلة سيسمح للجهود الدبلوماسية بتحقيق النجاح دون الدخول في حرب».
من جهته، قال ستيفن ويلسون نائب رئيس أركان القوات الجوية الأميركية، إن المناورات التي تقوم بها القوات الأميركية مع عدد من دول المنطقة تأتي ضمن التدريبات الاعتيادية، وليست استعدادات لحرب أو غير ذلك، وإنما تأتي ضمن روتين التدريبات.
وأضاف ويلسون أن الولايات المتحدة تجري محادثات لبيع مقاتلات من طراز إف - 35 لدول شريكة، وقال حول الإجابة عن إمكان بيع هذا النوع من الطائرات للإمارات: «فيما يخص الطائرات إف - 35 تحديداً، نتطلع إلى كل شركائنا والدول والحلفاء ومتطلباتهم، وهنا في الخليج يشتركون في كثير من التحديات والعداوات».
وأضاف نائب رئيس أركان القوات الجوية الأميركية: «لذلك نبحث توفير الإمكانات، وبالتالي فالمناقشات تدور حالياً مع الإدارة الجديدة بشأن بيع طائرات إف - 35 لدول شريكة تحتاجها وتطلبها»، موضحاً: «لقد بدأوا العملية، والآن يحتاج الأمر لنقاشات ثنائية بين الدول، وبالتالي فإن المزيد بشأن هذا الأمر يجب أن يأتي من الإمارات».
والشركة المصنعة لطائرات إف - 35 هي «لوكهيد مارتن» بالتعاون مع شركات أخرى، من بينها «نورثروب جرومان» و«يونايتد تكنولوجيز» و«برات آند ويتني» و«بي إيه إي سيستمز».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.