إسرائيل ترفض تمكين آلاف الطلبة من مغادرة قطاع غزة

أكثر من 16 ألف مواطن فلسطيني يطلبون الرحيل لأغراض العمل أو العلاج

TT

إسرائيل ترفض تمكين آلاف الطلبة من مغادرة قطاع غزة

كشفت مصادر في السلطة الفلسطينية أن الإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي بدأت تشدد خلال الشهور الأخيرة، وبشكل خاص، منذ انطلاق جهود المصالحة الفلسطينية، من إجراءات إصدار التصاريح لأزيد من 16 ألف مواطن في قطاع غزة، يطلبون مغادرته لأغراض العمل أو العلاج، وبينهم مئات الطلبة الجامعيين، الذين يدرسون في الخارج، المهددين بسبب ذلك بفقد حقهم في الالتحاق بالدراسة.
وأكدت جمعية «جيشاه - مسلك» الإسرائيلية هذه المعلومات، إذ كشفت أنها عالجت في الشهور الأخيرة ملفات عشرات الطلاب الجامعيين، موضحة أن هناك عقبات بيروقراطية تضعها سلطات إسرائيل دون مبرر قانوني أو منطقي، وأنها توجهت باسم 30 طالباً جامعياً فلسطينياً بالتماس إلى محكمة العدل العليا لتمكينهم من الالتحاق بجامعاتهم في دول الخارج، وكنتيجة لذلك سارعت الإدارة المدنية في إصدار تصاريح لهم خلال أسبوعين. لكن من لم يتوجه إلى المحكمة لم يحصل على تصريح، وهناك خطر بأن يفقد حقه في التعليم، لأن الدراسة الجامعية بدأت في الشهر الماضي بجميع الجامعات. ولهذا توجهت الجمعية إلى المحكمة من جديد، ودعت الطلبة إلى التوجه إليها لمعالجة قضاياهم بسرعة.
ومن بين الطلبة المحرومين إيمان سويطي (35 عاماً)، وهي باحثة تعد أطروحة الدكتوراه في تطوير طواحين الهواء لإنتاج الطاقة، التي تم قبولها لإجراء بحوث في جامعة كامبريدج البريطانية. ورغم أن الدراسة بدأت في الجامعة منذ مطلع الشهر الماضي، إلا أن سلطات إسرائيل لا تزال تمتنع عن إصدار تصريح لها بالخروج.
وأكد النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتفاقم، والحصار الإسرائيلي يشتد، وعملية إعادة إعمار ما دمره عدوان 2014 تسير ببطء شديد في ظل عدم إيفاء المانحين بكامل التزاماتهم المالية، وإعاقة الاحتلال دخول مواد البناء، وفرض قيود مشددة. وشدد الخضري، في تصريح صحافي، أمس، على أن الاحتلال يمارس حصاراً ممنهجاً يستهدف فيه الإنسان الفلسطيني في تفاصيل حياته اليومية كافة، اقتصادية وصحية وبيئية وتعليمية وغيرها، وقال إن «المواطن في غزة يعيش ظروفاً بالغة التعقيد»، مشيراً إلى أن معدلات البطالة تقترب من 50 في المائة، فيما تقترب من 60 في المائة؜ في صفوف الشباب، وشدد على أن الحصار يعيق كل إمكانية لأي نمو اقتصادي يُخفف من حدة هذه المعدلات الخطيرة والمخيفة، خصوصاً في ظل استمرار التقييد الخطير لحرية حركة البضائع من وإلى غزة، وكذلك حركة الأفراد.
وبيَّن الخضري أن الاحتلال لا يزال يضع قائمة ممنوعات من السلع والأصناف تصل إلى نحو 500 صنف يُمنع دخولها غزة، أهمها المواد الخام اللازمة للصناعات المختلفة، وهو ما يفاقم من معاناة القطاع الصناعي والتجاري، مشيراً إلى أن الاحتلال لا يزال يغلق معبر المنطار - كارني، بشكل كامل، وهو المعبر الذي كان معداً للاستيراد والتصدير ويتميز بكفاءة عالية، وكذلك معبري الشجاعية وصوفا، فيما يفتح فقط معبر كرم أبو سالم الذي يعمل ضمن سياسة قوائم السلع الممنوعة، رغم تسلم حكومة التوافق معابر غزة.
وفي هذا السياق قال الخضري «في حال لم يتم تدارك الوضع برفع الحصار، والتراجع عن كل القرارات التي اتخذت بحق غزة، فإن الأوضاع الإنسانية ستستمر في التدهور والسوء».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.