تخوض جمهورية آيرلندا الملحق الأوروبي الثامن في تاريخها، عندما تحل ضيفاً على الدنمارك القوية اليوم ذهاباً على ملعب باركن شتاديون في كوبنهاغن، فيما خطا منتخب كرواتيا خطوة عملاقة نحو بلوغ نهائيات كأس العالم المقررة في روسيا الصيف المقبل بفوزه العريض على نظيره اليوناني 4-1، وحذا حذوه نظيره السويسري العائد بفوز ثمين من آيرلندا الشمالية 1 - صفر.
ويخوض منتخب جمهورية آيرلندا الملحق بذكريات متفاوتة، إذ نجح ثلاث مرات على غرار تفوقه على إيران، وبلوغه نسخة 2002، فيما خسر أربع مرات أشهرها أمام فرنسا في 2009.
وتواجهت آيرلندا مع إيران في ملحق تصفيات مونديال 2002، عندما شاركت آخر مرة في الحدث العالمي الكبير، ففازت ذهاباً 2 - صفر وخسرت إياباً صفر - 1، لكن في ملحق 2010 منيت شباكها في الوقت الإضافي بهدف مثير للجدل بعد لمسة يد من المهاجم الفرنسي تييري هنري.
وتبحث آيرلندا عن مشاركتها الرابعة في تاريخها بعد 1990 و1994 و2002، علماً بأنها بلغت المراحل الإقصائية في مشاركاتها الثلاث، وخصوصاً في الأولى عندما وصلت إلى ربع نهائي 1990.
ولم تخسر آيرلندا في آخر أربع مباريات ضد الدنمارك (فوزان وتعادلان)، وتخطتها في 2007 بنتيجة ساحقة 4 - صفر.
من جهتها، تبحث الدنمارك عن مشاركة خامسة بعد 1986 (ثمن النهائي)، 1998 (ربع النهائي)، 2002 (ثمن النهائي) و2010 (خرجت من دور المجموعات)، وتبدو مرشحة قوية لتخطي الملحق الحالي الذي سيحسم الثلاثاء المقبل إياباً على ملعب أفيفا في دبلن.
وحلت آيرلندا وصيفة في مجموعتها الأوروبية الرابعة، بفارق نقطتين عن صربيا الأولى، فيما حلت الدنمارك وصيفة لبولندا بفارق خمس نقاط في المجموعة الخامسة.
وعاد إلى تشكيلة آيرلندا لاعب الوسط جف هندريك، بعد تعافيه من إصابة في ظهره تعرض لها خلال فوز فريقه بيرنلي على ساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي.
كما عاد إلى التمارين الآيرلندية الظهير ستيفن وارد، في ظل غياب لاعبي الوسط ديفيد مايلر لإيقافه وجيمس ماكارثي لإصابة عضلية بفخذه.
بدورها، تعول الدنمارك، التي خسرت مرة يتيمة على أرضها في آخر 8 مباريات، على صانع ألعاب توتنهام الإنجليزي كريستيان أريكسن.
وقال عنه مدربه النرويجي آجي هاريدي: «تشعر دوماً بأنه سيخلق الفرص، وينتج ما هو مميز. غالباً ما يصنع لاعب مماثل، قادر على تحقيق أمور رائعة، الفارق عندما تكون المباراة متقاربة، خصوصاً أمام فريق منظم جيداً مثل آيرلندا».
وسجل أريكسن 8 من أهداف الدنمارك العشرين في التصفيات، فيما أضاف توماس ديلايني لاعب وسط فيردر بريمن الألماني أربعة أهداف.
وعده الآيرلندي الشمالي مارتن أونيل مدرب آيرلندا بأنه «من أفضل اللاعبين في العالم».
ويتعين على المنتخب الآيرلندي الذي يطلق عليه «الجيش الأخضر» إيقاف أريكسن الذي يقدم مستويات رائعة مع توتنهام، وقد علق نجم خط الوسط المهاجم قائلاً: «نعرف أنها ستكون مباراة صعبة أمام فريق آيرلندي قدم تصفيات جيدة. يلتزمون بخطتهم، وخطتهم حتى الآن كانت القتال والانطلاق في المرتدات». ويحوم الشك حول مشاركة المدافع سيمون كيار الذي تعرض لإصابة عضلية بفخذه، مع فريقه إشبيلية الإسباني بمواجهة برشلونة الأسبوع الماضي.
وتشهد المباراة لقاءً جديداً بين المدربين الصديقين أونيل وهاريدي بعد أن لعبا جنباً إلى جنب في مانشستر سيتي ونوريتش الإنجليزيين قبل أكثر من ثلاثة عقود.
وقال هاريدي (64 عاماً) الذي يعاونه الهداف الدولي السابق يون دال توماسون لموقع الاتحاد الدولي: «مارتن شخص رائع من جميع النواحي. أحترمه كشخص ومدرب، ولدي ذكريات جميلة من الوقت الذي أمضيناه سوياً في إنجلترا... حتى أنني استأجرت منزلاً له عندما جاء إلى نوريتش».
من جهته، قال أونيل (65 عاماً) الذي يعاونه لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق روي كين: «آجي لديه شخصية قوية، آنذاك لم يكن معتاداً قدوم اللاعبين الأجانب إلى الكرة البريطانية، لكن الاسكندينافيين تأقلموا أكثر من الآخرين».
بدوره، قال كين عن العمل مع أونيل وآيرلندا «أستمتع بالعمل مع مارتن، الجهاز والاتحاد الآيرلندي، والشيء الذي سيشغل بالي في الأيام القليلة المقبلة هو مساعدة الفريق لبلوغ كأس العالم».
كرواتيا وسويسرا على أعتاب المونديال
على جانب آخر، خطا منتخب كرواتيا خطوة عملاقة نحو بلوغ النهائيات بفوزه العريض على نظيره اليوناني 4-1، وحذا حذوه نظيره السويسري العائد بفوز ثمين من آيرلندا الشمالية 1 - صفر في ذهاب الملحق الأوروبي.
في زغرب، فرض المنتخب الكرواتي سيطرته على مجريات اللعب تماماً، واستغل الأخطاء الدفاعية التي ارتكبها منافسه التي تسببت بثلاثة أهداف من أصل أربعة.
تقدم المنتخب الكرواتي الساعي إلى بلوغ العرس الكروي للمرة الخامسة في تاريخه والثانية على التوالي، من ركلة جزاء احتسبها الحكم إثر إعاقة حارس مرمى اليونان أوريستيس كارنيزيس لنيكولا كالينيتش بعد أن فشل في السيطرة على كرة مرتدة من أحد زملائه، لينجح قائد كرواتيا ونجم ريال مدريد لوكا مودريتش في ترجمتها بالدقيقة 13.
ورفع مودريتش رصيده من الأهداف الدولية إلى 12 هدفاً في 102 مباراة.
وسرعان ما أضاف كلينيتش الهدف الثاني بعدها بست دقائق.
لكن اليونان ردت بواسطة قائدها سقراطيس باباستاثوبولوس من كرة رأسية إثر ركلة ركنية مقلصاً الفارق في الدقيقة 30. ولم تنعم اليونان بطلة أوروبا عام 2004 بتقليص الفارق لأكثر من ثلاث دقائق، لأن إيفان بيريسيتيش غير المراقب عند القائم البعيد، استغل تمريرة عرضية ليضيف الهدف الثالث لكرواتيا برأسه من مسافة قريبة في الدقيقة 33. وفي مطلع الشوط الثاني أضاف أصحاب الأرض الهدف الرابع بواسطة أندري كراماريتش بعد أن تابع كرة من مسافة قريبة في الدقيقة 49 إثر خطأ دفاعي جديد.
وحلت كرواتيا ثانية في المجموعة التاسعة بفارق نقطتين خلف أيسلندا مفاجأة التصفيات، التي حجزت بطاقتها للمرة الأولى في تاريخها إلى النهائيات، فيما جاءت اليونان ثانية في المجموعة الثامنة بفارق 9 نقاط أمام بلجيكا المتصدرة.
وكانت أفضل نتيجة حققتها كرواتيا في النهائيات العالمية حلولها ثالثة في نسخة فرنسا عام 1998.
وفي المباراة الثانية التي أقيمت على ملعب ويندسور بارك في بلفاست، تلاقت آمال آيرلندا الشمالية بالوجود بين منتخبات النخبة للمرة الأولى منذ مونديال 1986 بنكسة سقوطها على أرضها أمام سويسرا بهدف وحيد جاء من ركلة جزاء مشكوك في صحتها، إثر لمسة يد غير متعمدة من كوري إيفانز، انبرى لها ريكاردو رودريغيز بنجاح في الدقيقة 58.
وكانت سويسرا خاضت تصفيات ناجحة بجميع المقاييس بجمعها 27 نقطة من أصل 30، ولم تخسر سوى مباراتها الأخيرة ضد البرتغال، لتحتل المركز الثاني بفارق الأهداف فقط عن منافستها بقيادة كريستيانو رونالدو. وتأمل سويسرا في الوجود في النهائيات للمرة الرابعة توالياً.