حراك اقتصادي في السودان بعد 35 يوماً من رفع العقوبات

TT

حراك اقتصادي في السودان بعد 35 يوماً من رفع العقوبات

يشهد السودان في يومه الخامس والثلاثين لرفع العقوبات الاقتصادية حراكاً اقتصادياً لافتاً، حيث تستقبل البلاد حالياً مجموعة كبيرة من المستثمرين والوفود التجارية لبحث فرص الاستثمار التي تطرحها الخرطوم.
ووقع الرئيسان السوداني والموريتاني الأسبوع الماضي على 35 اتفاقية تبادل تجاري واستثمارات مشتركة بين البلدين، وتطوير الاستثمارات السودانية بنواكشوط في مجال الاتصالات.
بينما أكد رئيس الغرفة التجارية بدولة الكويت، خلال زيارة للخرطوم بداية الأسبوع الحالي، جاهزية الغرفة للاستثمار في مجال الصمغ العلاجي بولاية النيل الأزرق بجنوب شرق البلاد، ومشروع تطبيق الأنظمة التقنية الحديثة لتجميع وتعبئة محصول الكركدي.
ووقعت مجموعة «اميفارما» الدوائية السودانية عقداً مع شركة أردنية لإنشاء مصنع للأدوية في السودان يغطي 20 في المائة من احتياجات البلاد، وتبلغ تكلفته نحو 20 مليون دولار.
وفي شرق البلاد، وضع رجل الأعمال السوداني علي العشي، حجر الأساس لمشروع قرية العشي السياحية بمنطقة كلاناييب في الساحل الجنوبي لمدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، بحضور عدد من المسؤولين والشركات السياحية العاملة في بورتسودان.
وفي مجال صناعات النفط والغاز، اختتمت مجموعة «قلوبال» الروسية زيارة أمس للخرطوم، بحثت خلالها فرص الاستثمار في مجال الاستكشاف والإنتاج النفطي، وبناء المنشآت النفطية.
وبحث وفد شركة «ستيت بتروليوم» الكندية خلال زيارة للخرطوم الشهر الماضي فرص الاستثمار في مجال النفط والغاز في السودان.
وتستضيف الخرطوم هذه الأيام، ملتقيات ومؤتمرات دولية، لبحث اختيار السودان مركزاً إقليمياً لصناعة السكر.
كما تعكف الحكومة على إعداد المشروعات التنموية والاستثمارية التي ستعرضها خلال اجتماعات مجموعة «بريكس» نهاية العام الحالي في الصين.
وكان نحو 90 من رجال الأعمال بدولة المغرب قد شاركوا في ملتقى بالخرطوم نهاية الشهر الماضي، تم فيه الاتفاق على التعاون التجاري وانسياب التحويلات المالية والاستثمار في مختلف المجالات الاقتصادية النشطة.
ويقوم بنك السودان المركزي بعمل اتصالات مكثفة مع مراسلي البنوك الأجنبية في العالم منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لتيسير التعاملات المصرفية للبلاد بعد رفع العقوبات عن تعاملاتها المالية مع الخارج.
والتقى محافظ بنك السودان المركزي، حازم عبد القادر، بوفد من بنك «يوباي» الإيطالي وبالمدير العام للبنك اللبناني الفرنسي، موريس إسكندر.
ووفقاً لمصادر مصرفية، فإن البنكين الإيطالي واللبناني، قدما تسهيلات وزيادات في سقف التمويل، لاستيراد السلع الاستراتيجية (القمح والدواء ومدخلاته والمنتجات البترولية)، في حدود 100 مليون يورو، بجانب تمويل استيراد احتياجات القطاع الصناعي عبر بنك التنمية الصناعية.
وفرضت الولايات المتحدة العقوبات للمرة الأولى على السودان عام 1997، وأعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في يناير (كانون الثاني) الماضي موافقة مبدئية على تخفيف العقوبات عن السودان. وفي يوليو (تموز) أرجأت إدارة الرئيس دونالد ترمب قرار رفع العقوبات بشكل دائم 3 أشهر، وبدأت الولايات المتحدة في إجراءات رفع العقوبات الشهر الماضي.



«بنك اليابان» يشير إلى احتمال قريب لرفع الفائدة

صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
TT

«بنك اليابان» يشير إلى احتمال قريب لرفع الفائدة

صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)

قال بنك اليابان المركزي إن زيادات الأجور تتسع في اليابان؛ حيث جعل النقص في العمالة الشركات أكثر وعياً بالحاجة إلى الاستمرار في رفع الأجور، ما يشير إلى أن الظروف المواتية لرفع أسعار الفائدة في الأمد القريب مستمرة في الظهور.

وقال بنك اليابان، يوم الخميس، إن بعض الشركات تدرس بالفعل مدى قدرتها على زيادة الأجور هذا العام، مما يشير إلى ثقة متزايدة باستمرار زيادات الأجور الضخمة التي شهدناها العام الماضي.

وأكد البنك مراراً أن زيادات الأجور المستدامة والواسعة النطاق شرط أساسي لرفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل من 0.25 في المائة الحالية، وهي الخطوة التي راهن بعض المحللين على أنها قد تأتي في وقت مبكر من اجتماع وضع السياسات في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقال كازوشيجي كامياما، مدير فرع بنك اليابان في أوساكا، في إفادة صحافية: «بدلاً من اتباع نهج الانتظار والترقّب، تعلن المزيد من الشركات عن نيتها زيادة الأجور في وقت مبكر أكثر من الماضي... الحاجة إلى زيادة الأجور مشتركة على نطاق أوسع بين الشركات الصغيرة. ويمكننا أن نتوقع مكاسب قوية في الأجور هذا العام».

وفي بيان حول صحة الاقتصادات الإقليمية، أضاف البنك المركزي أن العديد من مناطق اليابان شهدت زيادات واسعة النطاق في الأسعار من قبل الشركات التي تسعى إلى دفع أجور أعلى.

وقال بنك اليابان إن بعض الشركات لم تحسم أمرها بعد بشأن حجم الزيادة في الأجور أو كانت حذرة من رفع الأجور، بينما كانت شركات أخرى تناقش بالفعل تفاصيل وتيرة رفع أسعار الفائدة.

وأضاف البنك المركزي، في البيان الذي صدر بعد اجتماعه ربع السنوي لمديري الفروع، يوم الخميس: «في المجمل، كانت هناك العديد من التقارير التي تقول إن مجموعة واسعة من الشركات ترى الحاجة إلى الاستمرار في رفع الأجور».

وتعد هذه النتائج من بين العوامل التي سيفحصها بنك اليابان في اجتماعه المقبل لوضع السياسات في 23 و24 يناير (كانون الثاني) الحالي، عندما يناقش المجلس ما إذا كان الاقتصاد يتعزز بما يكفي لتبرير رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر.

وقال أكيرا أوتاني، كبير خبراء الاقتصاد السابق في البنك المركزي، الذي يشغل حالياً منصب المدير الإداري في «غولدمان ساكس اليابان»: «أظهرت نتائج اجتماع مديري الفروع أن التطورات الاقتصادية والأسعار تسير بما يتماشى مع توقعات بنك اليابان. وتدعم المناقشات وجهة نظرنا بأن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة في يناير».

كما أوضح بنك اليابان، يوم الخميس، أنه رفع تقييمه الاقتصادي لاثنتين من المناطق التسع في اليابان وأبقى على وجهة نظره بشأن المناطق المتبقية، قائلاً إنها تنتعش أو تتعافى بشكل معتدل. لكن المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي وعدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ألقت بظلالها على آفاق الاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير. ونقلت «رويترز» عن أحد المسؤولين قوله: «نراقب التطورات بعناية، حيث قد نواجه مخاطر سلبية اعتماداً على السياسة التجارية الأميركية الجديدة».

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع هدفه لسعر الفائدة في الأمد القريب إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز) على أساس أن اليابان تسير على الطريق الصحيح لتلبية هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل دائم. وتوقع جميع المشاركين في استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى 0.50 في المائة بحلول نهاية مارس المقبل.

وفي مؤتمر صحافي عُقد بعد قرار بنك اليابان الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة الشهر الماضي، قال المحافظ كازو أويدا إنه يريد انتظار المزيد من البيانات حول ما إذا كانت زيادات الأجور ستشمل المزيد من الشركات في مفاوضات الأجور هذا العام بين الشركات والنقابات. كما استشهد بعدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية لترمب كسبب لتأجيل رفع الأسعار في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقال رئيس مجموعة أعمال كبيرة، يوم الثلاثاء، إن الشركات اليابانية الكبيرة من المرجح أن تزيد الأجور بنحو 5 في المائة في المتوسط ​​في عام 2025، وهو نفس العام الماضي. والمفتاح هو ما إذا كانت زيادات الأجور ستصل إلى الشركات الأصغر في المناطق الإقليمية.

وفي إشارة إيجابية، أظهرت بيانات الأجور التي صدرت في وقت سابق من يوم الخميس أن الراتب الأساسي، أو الأجر العادي، ارتفع بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) لتسجل أسرع زيادة منذ عام 1992.