المشهد

المشهد
TT

المشهد

المشهد

كسل‬
• ‫ هذه الأيام تتزايد، عربياً، الأفلام التسجيلية التي تدور حول الأقارب. يختار المخرج شخصية معينة من أهله. قد يكون والده أو والدته أو جدته. أو قد يكون عمّـه أو ابن خالته. يلتقي به. يتفق وإياه على تحقيق فيلم تسجيلي حوله يتناول ذكرياته الخاصة.‬
• من خمسة أعوام وإلى اليوم، صارت لدينا مجموعة لا بأس بها من الأفلام. كان من بين أول هذه الأفلام فيلم سوري أجلس فيه المخرج والدته أمامه وأخذ يطرح عليها الأسئلة. ثم ترك الكاميرا مفتوحة موهماً إياها بأنه يحضر للتصوير وتركها تجلس طويلاً حتى استنجدت به أن يتركها تذهب في حالها («والله تعبت»، قالت له). لم أفهم الغاية من هذا الفعل القاسي.
• في فيلم لبناني من الصنف ذاته. الرجل وقف وراء الكاميرا يطرح أسئلة الماضي على جدته التي فقدت السمع وبعض الذاكرة. وفي البداية يسألها «أنا (فلان) تذكرتيني؟، فترد عليه «مني سامعة» فيكرر طرح السؤال بصوت أعلى مرة ومرتين وثلاثا وفي كل مرّة بصوت أعلى إلى أن سمعت وبطريقة ما قبلت أنه من العائلة.
• إلى ذلك، هناك حقيقة الفارق بين فيلم يعتمد على المقابلات وفيلم يعتمد - فقط - على المقابلات. الأول يملأ المساحات بجهد مواز للبحث في الموضوع والإتيان بشواهد ونبش في الوقائع والثاني يكتفي بأن يسأل ويصور الجواب.
• هذا الوضع الثاني هو كسل فاضح إن لم يكن أيضاً خلو موهبة. ويا لها من بداية فقيرة الخيال ومفتقرة إلى الإبداع. أكاد أتخيل حال المخرج وهو يبحث عن موضوع ولا يجده فيقرر كبديل التوجه إلى أحد المعمّـرين من أسرته وسؤاله.
• أحد الأفلام الأخيرة مقابلات مع سجينات ليس بينهن من هي قريبة للمخرج. هذا هو كل الفيلم بينما في فيلم سابق قابل سجينات، قامت المخرجة باختيار موضوع مصاحب تملأ به المساحة الفارغة بين المقابلة والأخرى، إذ طلبت منهن القيام بتمثيل مسرحي داخل السجن. بذلك أخرجت الموهبة الدفينة ومنحتهن تحقيق ذواتهن ومنحت الفيلم ومشاهديه عملاً لا يُنـسى.
• الكسل الذي هو عصارة مثل التجارب المذكورة أعلاه يخفق في الإشارة إلى أنّ هناك موهبة ما تستحق أن تحقق فيلماً ناهيك عن الاستمرار في صنع الأفلام. أول ما يكتفي المخرج بالبسيط من التحدي وشكله، يكون وضع كلمة النهاية قبل العنوان. وفي الوقت الذي تتكاثر الأفلام، وكلها باتت غير تجارية وهذا ليس دليل صحة، فإنّ المطلوب هو الجهد الحاسم للتميز والعمل بمقتضى ما هو مطلوب فنياً لإنجاز الفيلم، عوض المطلوب كنص أو كموضوع.
م. ر


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
TT

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)

خطرت فكرة اعتزال السينما في بال نجم بوليوود، عامر خان، في خضمّ فترة التأمل التي أمضاها خلال جائحة كوفيد-19، لكنّ الممثل والمنتج الهندي بدّل رأيه مذّاك ويعتزم مواصلة مسيرته المهنية الغنية التي بدأت في سبعينات القرن العشرين.

وقال خان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال مقابلة أجرتها معه في لندن، إنه مرّ قبل بضع سنوات بمرحلة إعادة نظر ذاتية.

وأضاف: «كان ذلك خلال أزمة كوفيد، وكنت أفكر في كثير من الأمور، وأدركت أنني قضيت حياتي بأكملها في عالم السينما السحري هذا منذ أن أصبحت بالغاً».

وتولى عامر خان بطولة عدد كبير من الأفلام التي حققت نجاحاً تجارياً واسعاً في بلده، ومنها «3 بلهاء» و«دانغال»، و«نجوم على الأرض»، كما اشتهر عامر خان بإنتاج وبطولة فيلم «لاغان Lagaan» الذي كان بين الأعمال المرشحة لجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية عام 2002.

وتابع خان الذي بدأت مسيرته التمثيلية منذ الطفولة في السبعينات، وأصبح لاسمه ارتباط وثيق ببوليوود: «لقد أدركت أنني لم أعطِ حياتي الشخصية الأهمية التي كنت أرغب فيها».

وزاد: «واجهتُ صعوبة في التغلب على الشعور بأنني أهدرت الكثير من الوقت، وكنت أشعر بالكثير من الذنب... كان رد فعلي الأول القول إنني اكتفيت من السينما».

لكنّ عائلته، وخصوصاً ابنه وابنته، أقنعته بالعدول عن الاعتزال. وقال: «في رأسي كنت أقول سأتوقف. ثم لم أفعل ذلك».

والآن، مع اقتراب عيد ميلاده الستين في مارس (آذار)، يريد عامر خان، الذي يعيش في مومباي، «مواصلة التمثيل والإنتاج لبعض الوقت».

«أحب أن أفاجئ جمهوري»

ويعتزم النجم الهندي أيضاً جعل شركته للإنتاج «عامر خان بروداكشنز» منصة «لتشجيع المواهب الجديدة التي تكون أحاسيسها قريبة» من أحساسيسه و«تريد أن تروي القصص» التي تهمه.

ومن ذلك مثلاً فيلم «لاباتا ليديز» Laapataa Ladies الكوميدي عن شابتين من منطقة ريفية في الهند، يطرح موضوع الزواج ووضع المرأة في بلده، وقد شارك في إنتاجه مع زوجته السابقة كيران راو، وحضر أخيراً إلى لندن للترويج له.

ويتناول عدد من أفلام عامر خان قضايا اجتماعية، مثل حقوق المرأة في المناطق الريفية، أو الصناعة الرياضية، أو الضغط المفرط في التعليم العالي أو حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

لكن خان يرفض أن يحبس نفسه في نوع واحد فقط من الأفلام أو الأدوار، وقال في هذا الصدد: «أحب التنويع والتطرق إلى قصص مختلفة. أحب أن أفاجئ نفسي وجمهوري».

ولم يتردد النجم البوليوودي في انتقاد نفسه أيضاً، مشيراً إلى أنه «غير راضٍ» عن أدائه في فيلم «لا سينغ شادا» Laal Singh Chaddha الهندي المقتبس من فيلم «فورست غامب» تم إنتاجه عام 2022، لكنه لم يحظَ بالاستحسان المألوف الذي تُقابَل به أعماله.

وأما في «أن يكون هذا الفيلم أفضل»، في إشارة إلى عمله الجديد «سيتار زامين بار» Sitaare Zameen Par الذي يُطرَح قريباً.

ورغم فوزه بالعشرات من الجوائز السينمائية في الهند بالإضافة إلى ثالث أعلى وسام مدني في بلده، فإن عامر خان يحرص على تقويم كل فيلم من أفلامه.

وشدّد على أن «إخراج فيلم أمر بالغ الصعوبة». وقال: «عندما أنظر إلى الفيلم الذي أخرجناه، ثم إلى السيناريو الذي كتبناه، أتساءل هل حقق الفيلم الأهداف التي حددناها».

وأضاف: «إذا وصلنا إلى ما أردناه، وصنعنا الفيلم الذي أردناه، فيشكّل ذلك ارتياحاً كبيراً».