{إسطنبول في العصر العثماني} بمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية

TT

{إسطنبول في العصر العثماني} بمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية

انطلقت في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية فعاليات معرض «إسطنبول في العصر العثماني»، وذلك من 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى 10 فبراير (شباط) 2018. ويتضمن مجموعة نادرة من اللوحات والرسومات التفصيلية النادرة، التي تبرز طبيعة الحياة في مدينة إسطنبول خلال فترة الحكم العثماني.
وينظم معرض «توماس هوب – لوحات من إسطنبول العثمانية» بالتعاون مع متحف بيناكي في أثينا اليونان، ويستعرض المعرض 60 عملاً فنياً أبدعها توماس هوب، التاجر من أصول اسكوتلندية، الذي يعرف أيضاً بكونه مصرفيا ومؤلف وفيلسوفا ومصمم أثاث وجامعا للأعمال الفنية التي تشمل التماثيل واللوحات الأوروبية، كما أنّه يتمتع بخبرة واسعة في مجالي الهندسة المعمارية وأعمال الزخرفة التي كانت سائدة في زمنه، ليكون له بذلك دور بالغ الأهمية بالحفاظ على تفاصيل نمط الحياة في تلك الفترة. وكان هوب قد أبدع في مجالات التصميم والتأليف وجمع الأعمال الفنية، وذلك خلال رحلته الطويلة في منطقة المتوسط، التي استمرت على مدار الربع الأخير من القرن الثامن عشر.
وتتضمن مجموعة الأعمال الفنية التي نفذها توماس هوب، عددا من الرسومات التخطيطية واللوحات المائية، التي تصور الحياة اليومية بكافة تفاصيلها في المدينة في العصر العثماني وتتضمن رسومات تصور الناس والمباني والشوارع.
ويتولى مهمة القيم الضيف على المعرض الذي أقيم أول مرة في أثينا خلال العام الماضي، كل من الدكتور فإني ماريا تسيغاكو، المدير الفخري لمتحف بيناكي، ومينا مورايتيو أمين متحف بيناكي للفن الإسلامي.
وتزخر المدينة بتفاصيل الصور بكافة أرجائها، بالإضافة إلى التعرف على الحياة في عدد من أحيائها. كما يشكل العديد من هذه الأعمال وصفا معماريا للقصور والمساجد والمباني العامة في الدولة العثمانية. وكان هوب عندما زار مدينة إسطنبول، وجد فيها مدينة ذات طابع عالمي، أضحت مكان إقامة العديد من الأجانب القادمين من أوروبا والدول الأخرى.
وكان هؤلاء يعيشون بانسجام إلى جانب المسلمين، المكونات الدينية الأخرى في ظل الإمبراطورية العثمانية، وكونوا معا تنوعا سكانيا متعدد الثقافات في المدينة. وتضمنت لوحات توماس هوب عدداً من المساجد الشهيرة في المدينة القديمة. وقد صورت بعضها في لوحات منفردة، فيما ظهر قسم آخر منها بشكل بارز بين تفاصيل المدينة ومعالمها المختلفة.
أمضى هوب ما يقارب عاما في أرجاء المدينة، مبديا إعجابه بأبرز التفاصيل، ويقوم برسمها أيضاً. وقد بقيت هذه الأعمال في مكتبته حتى وفاته في 1831 لتباع فيما بعد في مزاد نظمته عائلته.
وقد ظن الباحثون أن هذه الأعمال ضاعت، ولكنها بطبيعة الحال أضحت مملوكة لأنطونيوس بيناكيس، الذي اشتراها في ثلاثينات القرن الماضي، وهو مؤسس متحف بيناكي، واحتفظ بهذه الأعمال في مكتبة المتحف.
«إن معرض توماس هوب – لوحات من إسطنبول العثمانية يتيح للزائرين فرصة التعرف على طبيعة الحياة في المدينة التي كانت من أهم المدن وأكثرها نشاطا وحيوية على مستوى العالم». كما علقت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف.
وأضافت إلى «الشرق الأوسط»: «إن توماس هوب ركّز على رسم كل التفاصيل الممكنة في اللوحات التي أبدعها. كما أنّ لوحاته تتميز بكونها متشابكة وغنية بأدق التفاصيل، لتشمل أيضاً تفاصيل الملابس التي كانت منتشرة في إسطنبول آنذاك. ونحن واثقون من أن هذه الأعمال الموجودة في هذا المعرض ستنال إعجاب الجميع من الطلاب المتخصصين بالتاريخ الإسلامي، والمتخصصين بالهندسة المعمارية، والمهتمين بالفنون، ونتطلع لاستقبال الزائرين القادمين لمشاهدة الأعمال الفنية المذهلة والفريدة التي يتضمنها هذا المعرض». بدورها قالت مينا مورايتو أمين متحف بيناكي للفن الإسلامي: «تعد لوحات توماس هوب من الأعمال الفنية التي تحظى بأهمية بالغة في متحف بيناكي.
ونحن مسرورون لإتاحة الفرصة لنا لإحضار هذه المجموعة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعرض للمرة الأولى في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية».
ويسلط معرض توماس هوب – لوحات من إسطنبول العثمانية، أيضا الضوء على حياة الفنان والفترة التي أمضاها في أوروبا والأعمال التي جمعها آنذاك.
وسيحظى الزائرون بفرصة لقراءة التفاصيل ضمن الملاحظات التي وضعها، والمرافقة لمجموعة اللوحات والوثائق التي وضعها في رحلاته.



الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)
الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)
TT

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)
الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية، عكس - وفقاً لعدد من الزوّار - غنى الموروث المصري وتنوّعه من منطقة إلى أخرى.

فرق فنيّة أدت رقصات «التنورة» و«الرقص النوبي» و«الدبكة السيناوية» (الشرق الأوسط)

الفعاليات التي انطلقت، الأحد، في إطار مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى 30 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، اشتملت على عدد من العروض والحفلات الغنائية واستعراض للأزياء التقليدية، والأطعمة الشهية، والفلكلور الشعبي، واللهجات المحلية، لترسم لوحة فنية تعبر عن جمال التنوع المصري.

وتحولت أركان «حديقة السويدي» إلى عرض للأزياء التقليدية من مختلف مناطق مصر، حيث عكست أزياء النوبة، والصعيد، وسيناء، والدلتا، تفردها في الألوان والتصاميم، وتميّز كل زي بطابع جغرافي واجتماعي فريد، مما منح الزوار من المواطنين السعوديين أو المقيمين، فرصة للتعرف على جمال التراث المصري الذي يعبر عن الحرفية والإبداع الفني.

طفل مصري يؤدي وصلة غنائية خلال «أيام مصر» (الشرق الأوسط)

وعلى صعيد المطبخ المصري، أتيحت للزوار فرصة تذوق أشهر الأطباق المصرية التي تعبر عن غنى المطبخ المصري بتنوعه، وبرزت أطباق المطبخ المصري الشهيرة على غرار «الكشري»، و«الملوخية»، و«المسقعة»، و«الفطير المشلتت»، لتقدم تجربة فريدة جمعت بين الطعم التقليدي وطرق الطهي المتنوعة التي تميز كل منطقة.

وتضمّنت فعاليات «أيام مصر» عروضاً موسيقية حيّة ورقصات شعبية مستوحاة من التراث المصري، وأدّت فرق فنية رقصات مثل «التنورة»، و«الرقص النوبي»، و«الدبكة السيناوية»، التي عكست أصالة الفلكلور المصري وفرادته، وسط تفاعل كبير من الجمهور.

وأبدى عدد من الزوّار لـ«الشرق الأوسط» سعادتهم بفعالية «أيام مصر»، وأعرب بعضهم عن شعوره بأجواء تعيدهم إلى ضفاف النيل، وواحات الصحراء، وسحر الريف المصري، واستكشف عدد منهم تنوع الثقافة المصرية بكل تفاصيلها، وأكّد المسؤولون عن المبادرة أن الفعالية شكّلت فرصة لتقارب الشعوب والمجتمعات في السعودية وتبادل التجارب الثقافية.

جانب من الفعاليات (الشرق الأوسط)

وتأتي هذه الفعالية ضمن مبادرة لتعزيز التفاعل بين المقيمين والزوار من مختلف الجنسيات، حيث تهدف إلى تسليط الضوء على الثقافات المتنوعة التي يحتضنها المجتمع السعودي، وتشكل «أيام مصر» نموذجاً حياً لرؤية السعودية نحو مجتمع غني بتعدد الثقافات ومتسق مع قيم التسامح التي اشتملت عليها «رؤية السعودية 2030».