تركيا تبدأ مناورات شرق المتوسط تحت مظلة {الناتو}

بعد 3 أيام من تدريبات مصرية ـ يونانية في رودس

TT

تركيا تبدأ مناورات شرق المتوسط تحت مظلة {الناتو}

بعد أقل من أسبوع من انتهاء مناورات مصرية يونانية مشتركة في جزيرة رودس، أعلنت قيادة القوات البحرية التركية عن انطلاق مناورات عسكرية مشتركة شرق البحر المتوسط تحت مظلة مجموعة الناتو البحرية الدائمة الثانية، التي بدأت أمس (الثلاثاء)، وتستمر حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. وذكرت قيادة القوات الجوية التركية، في بيان، أن تركيا تستضيف المناورات التي تشارك فيها قوات بحرية من كل من الولايات المتحدة وبلغاريا وبريطانيا ورومانيا إضافة إلى قوات بحرية وجوية وخفر السواحل من تركيا. وأشار البيان إلى أن المناورات تهدف إلى تدريب القوات البحرية المشتركة ضد التهديدات والمخاطر الناجمة عن الأزمات الإقليمية، وتدريب موظفي المقرات العسكرية. وذكر البيان أن فرقاطة و21 سفينة و17 مقاتلة ومروحية تركية، وسفينة حربية بريطانية، وفرقاطة و9 مروحيات بلغارية، وفرقاطة رومانية، وسفينتين أميركيتين، تشارك في المناورات.
وتأتي هذه المناورات بعد 3 أيام من المناورات العسكرية المشتركة بين مصر واليونان في جزيرة رودس اليونانية، التي أجريت تحت اسم «ميدوزا - 5»، واعترضت عليها تركيا ووصفتها بأنها خرق واضح للقوانين الدولية.
ويوم الجمعة الماضي، ذكرت الخارجية التركية، في بيان، أنها تلقت من مصادر عسكرية أن مصر واليونان تجريان مناورات هجومية برمائية مشتركة في جزيرة رودس في الفترة بين 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي و4 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، لافتة إلى أن معاهدة باريس للسلام الموقعة عام 1947 تنص على حظر كل أنواع التدريبات العسكرية في رودس التي تخلت عنها إيطاليا لصالح اليونان بشرط نزع السلاح منها.
وأضاف البيان أن تركيا أبلغت تحذيراتها بخصوص المناورات المذكورة، للسفارة اليونانية في أنقرة.
وأجرت مصر واليونان تدريبات عسكرية مشتركة، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015، أحدثها على سواحل البحر المتوسط في أغسطس (آب) الماضي، بهدف تنسيق الجهود والعمل لمواجهة التحديات المتنامية في منطقة البحر المتوسط. وتجدد التوتر بين تركيا واليونان منذ أشهر على خلفية زيارة قام بها وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس إلى جزيرة أغاثونيسي المتنازع عليها في بحر إيجة، وصفتها أنقرة بـ«الاستعراضية»، قائلة إنها لن ترد بالمثل.
وتتنازع اليونان وتركيا، العضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، السيادة على عدد من الجزر في بحر إيجة، وكادت الأمور تصل عام 1996 إلى حد اندلاع حرب بين البلدين.
وفي شرق البحر المتوسط، تطالب تركيا بنصيب للقبارصة الأتراك في الموارد الطبيعية، وسبق أن أرسلت سفناً حربية إلى قبالة سواحل قبرص، كما أعلنت أنها تعتزم البدء خلال العام الجاري في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في منطقتي البحر المتوسط والبحر الأسود.
وكانت تركيا قد تلقت دعوات إسرائيلية للتعاون في مشاريع التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين. حيث أعلنت إسرائيل أنها اكتشفت قرابة 900 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في مياهها الإقليمية. كما اتفقت تركيا وإسرائيل على بدء مباحثات لدراسة إمكانية مد أنبوب غاز يربط بينهما تحت البحر، لإمداد تركيا، ومنها إلى أوروبا، بالغاز الطبيعي المستخرج من البحر المتوسط.
وتعد منطقة شرق البحر المتوسط إحدى أهم المناطق، كونها تتضمن احتياطات استراتيجية ضخمة من الغاز الطبيعي وصلت، وفقاً لتقديرات المسوح الجيولوجية الأميركية، إلى ما يقارب 122 تريليون قدم مكعبة من الغاز.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.