الجيش اللبناني يوقف اثنين من أبرز قياديي «داعش» في عرسال

أعلن عن ضبط مخزن أسلحة للتنظيم في رأس بعلبك

TT

الجيش اللبناني يوقف اثنين من أبرز قياديي «داعش» في عرسال

أعلن الجيش اللبناني، يوم أمس، عن توقيف اثنين من أبرز قياديي تنظيم داعش في بلدة عرسال الواقعة على الحدود الشرقية، كما ضبط مخزن أسلحة عائدا للتنظيم الذي كان يحتل أراضي لبنانية في منطقة رأس بعلبك المتاخمة لسوريا، خلال استكمال عمليات البحث وتفكيك العبوات الناسفة التي خلّفها عناصره الذين خرجوا من لبنان بصفقة عقدوها مع «حزب الله» نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي.
وأفادت مديرية التوجيه في الجيش، بأنه «نتيجة للرصد والمتابعة، أوقفت مديرية المخابرات في عرسال اثنين من أبرز قياديي تنظيم داعش الإرهابي، وهما اللبناني إبراهيم أحمد زعرور والسوري عدي حسين الخطيب، اللذان شاركا في المعارك ضد الجيش اللبناني في عرسال». وأوضحت أنهما متهمان بـ«رصد ومراقبة تحركات الجيش، وتخطيطهما عمليات إرهابية عدة بواسطة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة لاستهداف مراكز عسكرية، إضافة إلى مشاركة الثاني في تفجير مقر هيئة علماء القلمون في عرسال، واستهداف دورية الجيش أثناء توجهها إلى مكان الانفجار وتواصله مع أبو الورد المرتبط بانتحاريي القاع».
وفي بيان آخر، أعلن الجيش عن ضبط قوة منه في أحد المغاور بمحلة وادي رافق - جرود رأس بعلبك، على الحدود الشرقية مع سوريا، «مخزنا من مخلفات الجماعات الإرهابية، يحتوي قنابل وقذائف ورشاشات ورمانات يدوية وذخائر متوسطة وخفيفة».
من جهتها، أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام»، إلى أنّه «وفي إطار متابعة أعمال البحث وتفكيك العبوات التي يقوم بها الجيش في جرود رأس بعلبك وجرود القاع، تم العثور على كمية من السلاح مخبأة في أحد المغاور في محلة وادي رافق من مخلفات (داعش)». وأوضحت الوكالة أنه تم نقل هذا السلاح إلى إحدى ثكنات المنطقة، فيما لا تزال أعمال البحث وتفكيك العبوات وتفجيرها قائمة منذ خروج عناصر «داعش» من الجرود قبل شهرين، لافتة إلى أن الجيش فكك الكثير من العبوات وفجر بعضها.
وخرجت عناصر «داعش» من لبنان في شهر أغسطس (آب) الماضي في إطار صفقة مع «حزب الله» أدت إلى ترحيل العناصر المتطرفة إلى محافظة دير الزور، وذلك بعد صفقة مماثلة عقدها الحزب مع عناصر «جبهة النصرة» الذين تم نقلهم إلى محافظة إدلب.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.