رحيل إمينالو عن تشيلسي صفعة لأبراموفيتش مالك النادي

الرجل «المكروه» من جميع مدربي الفريق كان له دور غامض بالإدارة الفنية

TT

رحيل إمينالو عن تشيلسي صفعة لأبراموفيتش مالك النادي

أخذت المناورات الجارية خلف الكواليس داخل تشيلسي منعطفا جديدا بإعلان مايكل إمينالو إنهاء عمله في النادي بعد 10 سنوات، في الوقت الذي يدرس فيه النادي المتوج بطلاً للدوري الممتاز، قبول استقالته من منصب المدير التقني.
كان إمينالو قد انضم إلى تشيلسي للعمل كشافاً في ظل قيادة أفرام غرانت قبل أن يرتقي في الهيكل الهرمي الإداري بالنادي ليصبح في نهاية الأمر عضواً بمجلس إدارة النادي. ويعد إمينالو واحداً من أقرب معاوني رومان أبراموفيتش مالك النادي وأكثر من يوليه رئيس تشيلسي ثقته داخل «ستامفورد بريدج». لكن في الوقت نفسه لم يجد إمينالو خلال وجوده في تشيلسي ترحيبا من أي مدير فني تولى أمور الفريق؛ سواء البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي كارلو أنشيلوتي وأخيرا أنطونيو كونتي.
لقد اشتكى هؤلاء المدربون من تدخل إمينالو، ورفضوا نصائحه، ثم عملوا تباعا على تهميشه، متشككين في دوره الغامض، رغم الدعم القوي الذي يحظى به من مالك النادي أبراموفيتش.
وما زال كثيرون من جماهير تشيلسي يعتقدون أن إمينالو كان له دور في الإطاحة بمورينيو الذي يعد أنجح مدربي الفريق على الإطلاق.
وكان إمينالو دائما في علاقة متوترة مع مورينيو، وعندما أقيل الأخير من منصبه قبل عامين خرج يعلق على الأمر دون أن يلفظ مطلقا اسم المدرب البرتغالي، وأشار إليه بـ«هذا الإنسان...» في المقطع المصور الذي استمر 3 دقائق ونصف. وذلك يعكس حالة التوتر خلف الكواليس داخل النادي.
وربما لم يهضم إمينالو مطالب مورينيو باستبعاده من الإدارة الرياضية عام 2013 بمجرد التعاقد مع تشيلسي قادما من ريال مدريد الإسباني؛ ففي ذلك الوقت، كان هناك اجتماع بين مورينيو وإمينالو انتهى بأزمة، لأن المدرب البرتغالي لم يكن راضيا عن طريقة عمل النيجيري صاحب القرار في سوق الانتقالات. ورغم ذلك، فإن النيجيري استمر في عمله بدعم من الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش مالك النادي.
ويسود الاعتقاد بأن مالك النادي بذل جهوداً حثيثة لمحاولة إقناع إمينالو بالبقاء. وعليه، يأتي قرار الأخير بالاستقالة، الذي كان قد لمح إليه للمرة الأولى خلال الصيف، بمثابة صفعة لأبراموفيتش.
كان إمينالو، البالغ 52 عاماً، قد حضر المباراة التي انتهت بهزيمة تشيلسي على يد روما منتصف الأسبوع، والفوز الذي تحقق أمام مانشستر يونايتد الأحد، وصافح اللاعبين أثناء خروجهم من الملعب في نهاية اللقاء، إلا أن ثمة اعتقادا بأن إمينالو أعلن قراره بالرحيل عن النادي صباح الاثنين.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لتشيلسي بروس بك، إن استقالة إمينالو جرى تلقيها «بشعور من الأسى».
يذكر أن إمينالو شارك من قبل لاعبا مدافعا في صفوف نوتس كاونتي والمنتخب النيجيري، وقد شارك في 14 مباراة دولية، وقد ضرب بيده أنطونيو كونتي على الظهر ابتهاجاً بالفوز على مانشستر يونايتد، وإن كان المدرب الإيطالي، على ما يبدو لم يتعرف عليه حينها أو تجاهله. كان إمينالو قد نال هذا الصيف رخصة العمل بمجال التدريب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المعروف اختصاراً باسم «يويفا»، وأبدى خلال الفترة الأخيرة تأييده لكونتي، الذي سبق أن عاون في تعيينه في صيف 2016. ومع هذا، يبدو أن صراع القوى المشتعل في صمت خلف الكواليس، والناشئ، على ما يبدو، من اختلاف في وجهات النظر حول سياسة ضم لاعبين جدد بين كونتي والمديرة صاحبة النفوذ القوي مارينا غرانوفسكايا، كان له ضحاياه.
الملاحظ أن النادي مر بموسم انتقالات عصيب خلال الصيف، بعد أن أخفق في مساعيه لضم مهاجمه السابق روميلو لوكاكو الذي فضل الانتقال من إيفرتون إلى مانشستر يونايتد. كما لم تثمر محاولات ضم لاعبين آخرين مثل أليكس ساندرو من يوفنتوس عن شيء، في الوقت الذي فضل فيه أليكس أوكسليد تشامبرلين الانضمام إلى ليفربول، واختار روس باركلي البقاء في صفوف إيفرتون؛ الأمر الذي تسبب في تفاقم التوترات بين كونتي وغرانوفسكايا وإمينالو.
ومن المعتقد أن الأخير، الذي تضمنت قائمة المهام الموكلة إليه الاضطلاع بجهود كشف على الصعيدين الدولي والمحلي لحساب النادي، لم يشعر بارتياح إزاء التورط في صراع نفوذ ثلاثي الأطراف. وثمة أقاويل تشير إلى أنه ربما يسعى الآن للاضطلاع بدور مشابه داخل نادي موناكو، لكن من المتوقع أن يحرص إمينالو، وهو أب لثلاثة أطفال صغار، على البقاء بعض الوقت بعيداً عن أي عمل.
يذكر أن نادي فيتيس آرنهيم الهولندي، الذي تربطه صلة وثيقة بتشيلسي، فقدَ هو الآخر مديره الفني، قبل يومين، في أعقاب اختيار مو ألاتش الانتقال لنادي ماكابي حيفا، مع تولي كبار كشافي النادي، مارك فان هنتوم، مهام عمله على نحو مؤقت، لذا ربما يكون إمينالو في طريقه للنادي الهولندي.
من جانبه، أكد إمينالو: «الرحيل عن تشيلسي كان قراراً صعباً للغاية بالنسبة لي، لكنني أعتقد أنه القرار الصائب بالنسبة لي ولأسرتي، وللنادي. لقد نلت شرف العمل بجانب بعض أكثر الشخصيات الموهوبة في عالم كرة القدم على امتداد السنوات العشر الماضية، والآن أغادر النادي وأنا فخور للغاية بالإنجازات التي حققتها على امتداد هذه الفترة. وأتمنى لتشيلسي كل النجاح والتوفيق، وأتطلع قدماً نحو متابعة انتصاراته المستقبلية عن بعد».
يذكر أن العقد الذي أمضاه إمينالو في صفوف تشيلسي تزامن مع فوز النادي بثلاث بطولات للدوري الممتاز وبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة والدوري الأوروبي، وعام 2012 بطولة دوري أبطال أوروبا، بينما تعاقب على النادي خلال تلك الفترة 10 مدربين. وتولى إمينالو الإشراف على البرامج الفنية الخاصة بأكاديمية النادي وشبكة الناشئين الدولية، وعاون في إقرار سياسة إقراض اللاعبين الناشئين. وحالياً، لدى النادي 38 لاعباً معارا لأندية أخرى على أساس اتفاقات قصيرة الأجل، مع انضمام اثنين من اللاعبين المعارين، روبين لوفتس تشيك وتامي أبراهام، إلى المنتخب الإنجليزي مؤخرا.
من جانبه، زار أبراموفيتش، الذي غاب عن «ستامفورد بريدج» في لقاء مانشستر يونايتد، مركز التدريب الخاص بالنادي الأسبوع الماضي في أعقاب الفوز أمام بورنموث بنتيجة 1 – صفر، بهدف متابعة تدريبات كونتي مع الفريق. ومن المحتمل أن يكون قد تحدث إلى إمينالو الذي يقع مكتبه في الجهة المقابلة من مكتب المدرب داخل مجمع كوبهام التدريبي.
من ناحيتها، أعلنت غرانوفسكايا: «نشعر ببالغ الامتنان تجاه مايكل إمينالو عن عمله الدؤوب على مدار الأعوام الـ10 الماضية. لقد اضطلع بدور مهم خلال أكثر فترات النادي نجاحاً على مدار تاريخه، وعاون تشيلسي على أن يصبح بالصورة التي هو عليها اليوم. والآن، سنعمل على مراجعة هيكل الإدارة لدينا، وسيكون مايكل جزءا من هذه العملية بينما نتطلع نحو الأمام». ومن المنتظر أن يسعى تشيلسي لتعيين شخص محل إمينالو، وتدور أغلب الترشيحات حول مدرب هال سيتي ليونيد سلوتسكي، وإن كانت غرانوفسكايا ستضطلع بمهام إمينالو على المدى القصير.


مقالات ذات صلة

الإصابة تغيّب نوانيري لاعب آرسنال عدة أسابيع

رياضة عالمية إيثان نوانيري لاعب آرسنال سيغيب لعدة أسابيع (إ.ب.أ)

الإصابة تغيّب نوانيري لاعب آرسنال عدة أسابيع

قال ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال إن لاعب الوسط الهجومي إيثان نوانيري سيغيب لعدة أسابيع بعد تعرضه لإصابة عضلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مانويل أوغارتي (رويترز)

أداء أوغارتي أمام ليفربول منح مانشستر يونايتد الأمل

أرسل مانويل أوغارتي تمريرة عكسية مذهلة إلى برونو فرنانديز أثارت الذعر بين جماهير ملعب أنفيلد في اللحظات الأخيرة من تعادل مانشستر يونايتد المثير 2-2 مع ليفربول.

«الشرق الأوسط» (ليفربول )
رياضة عالمية إيدي هاو (إ.ب.أ)

هاو يحث لاعبي نيوكاسل: كونوا في أفضل حالاتكم أمام آرسنال

قال إيدي هاو، مدرب نيوكاسل يونايتد، اليوم الاثنين، إن فريقه يجب أن يستغل تألقه الحالي عندما يلتقي مع آرسنال في قبل نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.

«الشرق الأوسط»
رياضة عالمية أنطونين كينسكي (أ.ب)

توتنهام يتعاقد مع الحارس التشيكي كينسكي

أعلن توتنهام هوتسبير، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم (الأحد)، تعاقده مع حارس المرمى التشيكي أنطونين كينسكي، قادماً من سلافيا براغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مرموش سجل تألقاً لافتاً في الدوري الألماني (حسابه على «إنستغرام»)

مرموش يفكر في مان سيتي... هل يكون «صلاح» جديداً في «البريميرليغ»؟

تباينت آراء المتابعين والنقاد المصريين بشأن النادي المستقبلي الأنسب للاعب المصري.

رشا أحمد (القاهرة)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.