العزوف الجماهيري يغيب {التيفو} عن مدرجات الملاعب السعودية

{ديربي} الرياض وجدة يثيران علامات استفهام حول التراجع الملحوظ

مباريات الديربي تأثرت أيضاً بتراجع الحضور الجماهيري («الشرق الأوسط»)
مباريات الديربي تأثرت أيضاً بتراجع الحضور الجماهيري («الشرق الأوسط»)
TT

العزوف الجماهيري يغيب {التيفو} عن مدرجات الملاعب السعودية

مباريات الديربي تأثرت أيضاً بتراجع الحضور الجماهيري («الشرق الأوسط»)
مباريات الديربي تأثرت أيضاً بتراجع الحضور الجماهيري («الشرق الأوسط»)

شهدت المواسم الأربعة الماضية في الدوري السعودي للمحترفين، تنافساً بين جماهير الأندية لا يقل إثارة عما يدور داخل المستطيل الأخضر تمثلت في المنافسة على تحقيق أكبر الأرقام من حيث الحضور الجماهيري من ناحية، وتنظيم الرسومات الإبداعية على المدرجات التي تجتذب الجماهير، ولتأكيد الشعبية الأكبر في عدد الحضور الجماهيري لكل نادٍ.
وتفننت روابط المشجعين بطرق تشجيعها لتحفيز اللاعبين برسم لوحات جمالية في المدرجات بما يسمى «التيفو» أو «الدخلة»، ومنح افتتاح ملعب الملك عبد الله في جدة ناديي الأهلي والاتحاد فرصة أكبر لإثبات شعبيتهما الجارفة بين الأندية السعودية، كما أسهمت عودة النصر والأهلي للمنافسة على لقب الدوري في إقبال من عشاق ومحبي الناديين إلى الحضور لمدرجات الملاعب، غير أن هذا الموسم تراجعت فيه أرقام الجماهير بشكل لافت، فيما نحن على مشارف نهاية النصف الأول من الدوري.
تراجعت وتيرة الطفرة الجماهيرية التي شهدتها المواسم الأخيرة، وغاب مع تراجع الحضور الجماهيري «التيفو»، الذي طالما ما أبدعت الجماهير السعودية في تشكيل لوحات وعبارات تحمل معها رسائل رياضية واجتماعية ووطنية في بعض المباريات، وجمالية المدرج والعبارات الحماسية تدفع اللاعبين بتقديم أفضل ما لديهم، حتى بات «التيفو» ظاهرة تميز الدوري السعودي عن غيره من الدول الأخرى المجاورة، ووصلت شهرة ما يقدمه الجمهور السعودي من لوحات جمالية وصور معبرة إلى وصول «تيفو» الهلال في دوري أبطال آسيا إلى قائمة أفضل 15 «تيفو» على مستوى العالم، المستوحى من سلسلة ألعاب القتال «مورتال كومبات».
المواسم السابقة شهدت حضورا جماهيريا مميزا، حتى كسر الحضور في موسم 2015- 2014 كل الأرقام المسجلة في السنوات الماضية ووصل إلى أكثر من مليون وستمائة ألف مشجع، وهو الموسم الذي شهد قرابة العشرين «تيفو» ما بين الدوري السعودي للمحترفين ودوري أبطال آسيا.
ولم يقتصر «التيفو» على مواجهات «الديربي» أو «الكلاسيكو» بين الأندية الكبيرة، حتى بات سمة أساسية في جميع مباريات قطبي الرياض الهلال والنصر وقطبي جدة الأهلي والاتحاد، حتى إن عدد جماهير الاتحاد تخطى حاجز الـ40 ألفا في مواجهة الشعلة وهو متذيل الترتيب آنذاك، ورسمت جماهير الاتحاد لوحة جمالية على مدرجات الملعب ستبقى خالدة على مر التاريخ وحملت عبارة «حبيبي يا رسول الله».
وكان لجماهير النصر حضور مميز في مدرجات الملاعب السعودية عندما حقق بطولة الدوري السعودي في الموسمين 2014 و2015 وشكلت جماهيره أحد الأرقام الصعبة على مستوى القارة الصفراء، حتى ارتبط «التيفو» النصراوي بالإبداع، وبقيت هذه الأعمال عالقة في الأذهان حتى يومنا هذا، ومن بينها الرسالة التي وجهت لجمهور النصر من رابطة جماهيره في «تيفو» مميز وجميل كتبوا فيه «نحن القلب النابض».
كما وجهت الجماهير النصراوية رسائل عدة منها لرئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، وعبارات تحفيزية أخرى كانت المحفز الكبير للجماهير في الحضور للمشاركة فيها وإظهارها بالشكل الذي يتناسب مع عراقة الفريق العاصمي.
ولأن الأهلي أحد الأضلاع الرئيسية في اللعبة وأحد الأندية الكبار في المملكة، شكلت جماهيره «تيفو» يعد من أجمل ما قدمته الجماهير السعودية في المواجهة الختامية من الدوري ما قبل الماضي في موعد تتويجه باللقب، ووقع اختيار موقع «غرينتا» الفرنسي المتخصص في الأفضليات والمقارنات على «تيفو» الأهلي الذي حمل عبارة «الأبطال» ورسم فيه كأس الدوري في موسم تاريخي أبدع فيه الأهلاويون داخل الملعب وخارجه، وحاز هذا العمل الرائع حسب تصنيف الموقع الفرنسي على أفضل الأعمال من بين 30 «تيفو» على مستوى الدوريات العالمية.
ومن «التيفوهات» الوطنية التي تؤكد تلاحم القيادة والشعب «تيفو» «عاش سلمان» و«سلمان الحزم» مناصفة بين جماهير الهلال والأهلي في نهائي كأس الملك، في لوحة حملت بين طياتها كل معاني الوفاء والولاء للقيادة السعودية من أبنائهم الرياضيين.
كذلك صمم مجلس الجماهير الأهلاوي «تيفو» «سلمان الحزم» في وقفة تاريخية تضامنية من الرياضيين السعوديين مع أبطال الجيش السعودي المرابطين على الحدود الجنوبية لمحاربة أعداء الشعب اليمني من عصابات الانقلاب على الشرعية، وتزينت أيضاً مدرجات الأهلي بـ«تيفو» حمل عبارة «وطني الحبيب» في المواجهة التي جمعته بنظيره الاتحاد في «دربي» المنطقة الغربية، كما حمل «كلاسيكو» الكرة السعودية بين النصر والاتحاد «تيفو» وطنيا مميزا «الله ثم المليك والوطن» وصورة للملك سلمان، و«تيفو» آخر «كلنا للوطن»، كما رسمت الجماهير السعودية «تيفو» في مواجهة المنتخب الإماراتي الشقيق وتزين استاد «الجوهرة» بعبارة «أسود الجزيرة» وبإعلام الدولتين.
ولم يقتصر «تيفو» على الأندية الكبيرة صاحبة البطولات حيث امتد إلى عدد من الأندية السعودية الأخرى، حتى إن جماهير نادي التعاون رسمت لوحة إبداعية في ظهور فريقها الأول في دوري أبطال آسيا، بعدما غطت الجماهير القصيمية جنبات ملعب الملك عبد الله وكتبت عبارة «من هنا البداية»، وواصلت الجماهير التعاونية الإبداع في مواجهة أهلي دبي الإماراتي وشكلت منظرا جماليا يفوق الوصف، أذهل كل المتابعين لدوري أبطال آسيا عطفاً على حداثة هذا النادي في الدوري السعودي للمحترفين، ولكونه يشارك للمرة الأولى في دوري أبطال آسيا ويمتلك هذه القاعدة الجماهيرية العريضة التي أذهلت الجميع.
وتستوحي الأندية السعودية أفكار رسوماتها وعباراتها من الأندية الأوروبية التي برزت منذ عقود في هذا الجانب، إذ نجد أن كلمة «Tifo» مختصرة من كلمة «Tifosi» تعود أصولها إلى اللغة الإيطالية وتعني دخلة الجماهير، وابتكرها الإيطاليون في بداية الستينات الميلادية، وهي تختلف كلياً عن «الألتراس» إذ إن الأخير مجموعة من الجماهير الذين يساندون الفريق ويذهبون معه في كل الملاعب، غير أن «التيفو» اشتهر في الملاعب الألمانية وأبدعت أندية بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ في، وهذان الفريقان دائماً ما يتصدران المشهد في أفضل العبارات والأشكال المستوحاة من تمائم الأندية.
وفي هذا الموسم الذي شهد ابتعاد الاتحاد والنصر عن المنافسة على بطولة الدوري في وقت باكر من المسابقة، تراجع عدد الحضور الجماهيري حتى إن مواجهة الهلال بالنصر في «ديربي» الرياض لم يصل إلى 18 ألف مشجع، فيما «كلاسيكو» الكرة السعودية بين الاتحاد والهلال وصل إلى 35 ألف مشجع، وديربي الأهلي والاتحاد توقف عند 21 ألف مشجع، في وقت كانت هذه الأرقام تتخطى حاجز الـ60 ألف مشجع، كما لم تعلن روابط الأندية كما هي العادة قبل المباريات عن أي تحركات لرسم «تيفو» مما سبب عزوف الجماهير على الرغم من أن أسعار التذاكر لم تتغير عن السابق، فإن هذا الموسم ما زال يعاني من حمى غياب اللاعب رقم 12 عن الملاعب السعودية.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية فرحة لاعبي بريست بالفوز الأخير أوروبياً على آيندهوفن (رويترز)

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

مع إحدى أصغر الميزانيات في الدوري الفرنسي، يحقق فريق بريست نجاحا كبيرا في النسخة الحالية بدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (بريست)
رياضة عالمية دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي (د.ب.أ)

كالابريا قائد ميلان: أرفض التشكيك في التزامي

رفض دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي الانتقادات التي واجهها عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)

أرتيتا: سأمنح سترلينغ مزيداً من دقائق اللعب

قال ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، إنه يعتزم منح رحيم سترلينغ فرصة اللعب مزيداً من الدقائق خلال فترة الأعياد المزدحمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.