التفكير المرن لكلوب أعاد الاتزان والتفوق إلى ليفربول

غيّر نهجه التكتيكي ليعيد إلى الأذهان فترة تألقه مدرباً مع بوروسيا دورتموند

كلوب غيّر من نهجه فأعاد الصلابة إلى فريق ليفربول (رويترز)  -  كلوب يهنئ محمد صلاح بهدفيه في مرمى وستهام (رويترز)
كلوب غيّر من نهجه فأعاد الصلابة إلى فريق ليفربول (رويترز) - كلوب يهنئ محمد صلاح بهدفيه في مرمى وستهام (رويترز)
TT

التفكير المرن لكلوب أعاد الاتزان والتفوق إلى ليفربول

كلوب غيّر من نهجه فأعاد الصلابة إلى فريق ليفربول (رويترز)  -  كلوب يهنئ محمد صلاح بهدفيه في مرمى وستهام (رويترز)
كلوب غيّر من نهجه فأعاد الصلابة إلى فريق ليفربول (رويترز) - كلوب يهنئ محمد صلاح بهدفيه في مرمى وستهام (رويترز)

لا يجيب المدير الفني لنادي ليفربول، يورغن كلوب، في بعض الأحيان عن السؤال المطروح عليه ويتطرق إلى أمور أخرى، وهو ما حدث بالفعل بعد الفوز العريض الذي حققه فريقه على وستهام يونايتد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، عندما سأله صحافي من «ديلي ميل» عن الدور الذي لعبه السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح اللذان قدما أداء رائعا في تلك المباراة، فقرر كلوب بدلا من ذلك أن يتحدث عن «قصة المباراة» بصفة عامة لمدة أربع دقائق.
في الحقيقة، لم تكن الإجابة مناسبة للسؤال نوعا ما، لكن المدير الفني الألماني ألقى الضوء على الخطة التكتيكية التي اعتمد عليها ليفربول في تلك المباراة، حيث قال: «لقد غيرنا طريقة اللعب من 4 - 4 - 2 التي بدت منذ البداية هجومية للغاية، وكانت لدينا فكرة مختلفة، وأردنا أن ندافع بعمق أكبر وككتلة واحدة».
وجذبت هذه الإجابة الانتباه، ليس فقط لأنها تحدثت بالتفصيل عن الطريقة التي يعتمد عليها ليفربول، لكن أيضا، لأنها أشارت إلى تطور كبير يحتمل أن يحدث في النادي خلال الفترة المقبلة، حيث أصبح هناك نظام جديد يهدف إلى مساعدة الفريق على أن يكون أكثر قوة وصلابة وأن يلعب «بدفاع أعمق» و«ككتلة واحدة»، وهي الكلمات التي لا تسمعها في كثير من الأحيان من المدير الفني الألماني الذي عُرف بقدرته على تكوين فرق تكون قادرة على المنافسة على البطولات منذ البداية.
وفي بعض الأحيان كان أداء ليفربول يتراجع تحت قيادة كلوب، وهو ما ظهر بشكل واضح في خسارة الفريق أمام توتنهام هوتسبير، لكن في هذه المباراة لم تكن هناك فرصة لتكرار هذه الهزيمة وهذا الأداء الهزيل، ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى أن الفريق المنافس أقل قوة، لكن هناك سببا آخر، وهو الشكل الذي يكون عليه ليفربول عندما يفقد الكرة، حيث يصبح لاعبو الفريق قريبين بعضهم من بعض ويلعبون بحذر شديد ويدافعون كوحدة واحدة.
وبمجرد أن يستحوذ ليفربول على الكرة فإنه يشن الهجمات المرتدة بصورة سريعة ورائعة، حيث يتحول الفريق بسرعة البرق إلى طريقة 4 - 2 - 4، وفي بعض الأحيان إلى 2 - 4 - 4 مع تقدم الظهيرين جو غوميز وألبرتو مورينو بجانب لاعبي خط الوسط جورجينيو فينالدوم وإيمري تشان، بينما يتحرك الرباعي الهجومي المكون من ساديو ماني وروبرتو فيرمينيو ومحمد صلاح وأليكس أوكسليد تشامبرلين بشكل رائع ويغيرون مراكزهم في بعض الأحيان بهدف إرباك مدافعي الفريق المنافس. وخلال شوط المباراة الأول على وجه التحديد، ظهر وستهام بشكل مرتبك بعدما تفوق عليه ليفربول تماما بشكل يحمل سمات بوروسيا دورتموند الألماني عندما كان يلعب تحت قيادة كلوب.
سيكون من الحماقة أن نستمر في هذه المقارنة الآن، لأن ليفربول لم يصل بعد للمستوى الذي كان عليه دورتموند آنذاك، كما أن وستهام ظهر بشكل سيئ للغاية، وقدم أداء باهتا يجعل من الصعب استمرار المدير الفني للفريق سلافين بيليتش في منصبه في حال الاستمرار في تقديم هذا المستوى. ورغم كل ذلك، يجب الاعتراف بأن ليفربول قدم أداء مميزا للغاية في وقت له مغزى كبير. فقبل هذا التاريخ بـ12 شهرا بالتمام والكمال - وبالتحديد في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 - صعد ليفربول إلى قمة الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما سحق واتفورد بستة أهداف مقابل هدف وحيد على ملعب «آنفيلد». وكان ينتظر أن يواصل النادي التحليق في الصدارة، لكن الفريق هبط للمركز الثاني بعد المباراة التالية ولم يعد للقمة مرة أخرى منذ ذلك الحين. وخلال الموسم الحالي، يقدم الفريق عروضا ونتائج تشير إلى أن الفريق يتراجع تحت قيادة المدير الفني الألماني الذي تولى قيادة الفريق قبل 25 شهرا من الآن.
وتؤكد الإحصائيات ذلك بالفعل، فبعد مباراة واتفورد، التي كانت المباراة الحادية عشرة للفريق في موسم 2016 - 2017، كان ليفربول بحوزته 26 نقطة وسجل 30 هدفا واستقبلت شباكه 14 هدفا. وفي الجولة نفسها من الموسم الحالي، حصد ليفربول 19 نقطة وسجل 21 هدفا واستقبل 17 هدفا. ووفقا لشركة «أوبتا سبورت» المتخصصة في جمع ونشر الإحصائيات الرياضية، تراجع النادي في أشياء أخرى، بما في ذلك الاستحواذ على الكرة (59.5 في المائة الموسم الحالي مقابل 61.2 في المائة الموسم الماضي)، ومعدل استخلاص الكرات (18.1 في المائة مقارنة بـ19.1 في المائة الموسم الماضي)، وتحويل الفرص إلى أهداف (46.7 في المائة مقارنة بـ60.7 في المائة الموسم الماضي).
وبعد مرور 12 شهرا على احتلال صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، أصبح ليفربول يحتل المركز السادس بفارق 12 نقطة كاملة عن المتصدر مانشستر سيتي، وهو فارق كبير بكل تأكيد بالنسبة لناد يسعى للحصول على أول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1990.
ورغم الشكوك التي تحوم حول الطريقة التي يعمل بها كلوب مع ليفربول، فإن مانشستر سيتي يقدم مستويات تجعل من الصعب على أي ناد أن يمنعه من الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الحالي. وعلاوة على ذلك، يجب الإشارة إلى أن كلوب يقود ليفربول في دوري أبطال أوروبا أيضا إلى جانب الدوري المحلي، ويحتل صدارة المجموعة الخامسة في دوري الأبطال بثماني نقاط بعد أربع مباريات، ويبدو في وضع يمكنه من مواصلة التقدم في البطولة. ومع ذلك، يعاني الفريق من بعض القصور، لا سيما في الخط الخلفي، ولذا كان النادي مخطئا تماما في عدم تدعيم خط الدفاع بمدافع قوي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. لكن بصفة عامة، فمنذ قدوم كلوب والنادي يعقد صفقات جيدة، كما يمكن القول بأن محمد صلاح هو أفضل صفقة في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الجاري، إذ إن اللاعب المصري، القادم من روما الإيطالي مقابل 36.9 مليون جنيه إسترليني، لم يضف السرعة والحيوية للفريق فحسب، لكنه أحرز 12 هدفا خلال 17 مباراة، رغم أنه جناح وليس مهاجما. وعاد اللاعب السنغالي ساديو ماني، الذي صنع لصلاح الهدفين أمام وستهام يونايتد، بقوة بعد عودته من الإصابة بشكل أسرع من المتوقع، ومع عودة فيليب كوتينيو وآدم لالانا من الإصابة بعد فترة التوقف الدولية، سيكون الفريق لديه خط هجوم مرعب.
وبناء على ذلك، ليس كل شيء سيئا في ليفربول، خصوصا بعد الأداء الذي قدمه الفريق أمام وستهام يونايتد والطريقة التي اعتمد عليها كلوب والتي قد تعيد الفريق إلى المسار الصحيح خلال الجولات المقبلة. صحيح أن ليفربول لم يصل للمكانة التي يسعى لها، لكنه في الوقت نفسه ليس بعيدا عنها كثيرا.


مقالات ذات صلة

مانشيني: لست نادماً على تجربتي مع المنتخب السعودي… يكذبون على لساني

رياضة سعودية مانشيني أثناء إشرافه على المنتخب السعودي في مواجهة كوستا ريكا (أ.ف.ب)

مانشيني: لست نادماً على تجربتي مع المنتخب السعودي… يكذبون على لساني

نقلت مصادر مقربة من الإيطالي روبيرتو مانشيني المدير الفني السابق للمنتخب السعودي لـ«الشرق الأوسط» نفيه ما نشر على لسانه في إحدى الصحف الإيطالية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية سواريز بعد تجديد عقده مع نادي إنتر ميامي الأميركي (الشرق الأوسط)

سواريز يمدد عقده مع ميامي لموسم آخر

قال نادي إنتر ميامي المنافس في الدوري الأميركي للمحترفين لكرة القدم، يوم الأربعاء، إن لويس سواريز مهاجم أوروغواي وقَّع على تمديد عقده لعام آخر.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية إلكاي غوندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: الهزيمة أمام ليفربول قد تُنهي آمال السيتي في اللقب

أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الأربعاء أن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قد تُنهي آمال بطل المواسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي قال إن اللاعب سيكون متاحاً للمشاركة في المباريات الثلاث المقبلة (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يلغي طرد نورغارد أمام إيفرتون

ألغى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأربعاء بطاقة حمراء تلقاها كريستيان نورغارد لاعب برنتفورد خلال تعادل سلبي أمام إيفرتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية خير الدين زطشي (الاتحاد الجزائري لكرة القدم)

إيداع رئيس اتحاد القدم الجزائري السابق بالسجن

أصدر القضاء الجزائري الأربعاء حكماً بإيداع خير الدين زطشي، الرئيس الأسبق للاتحاد الجزائري لكرة القدم مالك نادي أثليتيك بارادو المنافس بدوري المحترفين.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».