القوات العراقية حسمت معركة القائم في أربعة أيام

العبادي زار المنطقة ورفع العلم على منفذها الحدودي

العبادي يرفع العلم العراقي على معبر «حصيبة» الحدودي مع سوريا أمس (أ.ف.ب)
العبادي يرفع العلم العراقي على معبر «حصيبة» الحدودي مع سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات العراقية حسمت معركة القائم في أربعة أيام

العبادي يرفع العلم العراقي على معبر «حصيبة» الحدودي مع سوريا أمس (أ.ف.ب)
العبادي يرفع العلم العراقي على معبر «حصيبة» الحدودي مع سوريا أمس (أ.ف.ب)

زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، قضاء القائم بعد تحريره من قبضة تنظيم داعش، ورفع العبادي العلم العراقي فوق منفذ «حصيبة» الحدودي مع سوريا، وقام بجولة تفقدية في المدينة، وحيا قواته الأمنية، وأثنى على تضحياتها التي حققت النصر في فترة اعتبرت «قياسية» امتدت لأربعة أيام فقط.
كما زار العبادي قضاء حديثة الذي يبعد نحو 200 عن الرمادي، مركز محافظة الأنبار، ولم يتمكن تنظيم داعش من السيطرة إلا على أجزاء صغيرة منه.
وبتحرير قضاء القائم، لم يتبق أمام القوات العراقية سوى تحرير قضاء راوة وبعض المناطق الصحراوية البعيدة عن مراكز المدن. وتشير بعض التقديرات العسكرية إلى أن القوات العراقية عمدت إلى البدء بتحرير قضاء القائم البعيد بدلاً من تحرير راوة، نظراً لأن بعض التقديرات الاستخبارية أشارت إلى تمترس عناصر «داعش» بالمدنيين داخل الأخيرة، الأمر الذي يعني أن عملية إسكات مصادر النيران التي يطلقها عناصر «داعش» يتطلب التعامل مع أهداف مدنية، وهذا ما حرصت القوات العراقية على تجنبه.
كما تشير بعض المصادر إلى أن العمليات العسكرية في غرب العراق تستهدف تطهير القائم وراوة، إلى جانب مسك الشريط الحدودي مع سوريا، وكذلك تمشيط مناطق واسعة في محيط قضاء الرطبة، وصولاً إلى حدود محافظة كربلاء الواقعة جنوب شرقي محافظة الأنبار.
وأصدرت قيادة العمليات المشتركة بياناً تضمن معلومات عن طبيعة وأهداف القوات المساهمة في عمليات غرب الأنبار، يغطي الفترة بين 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي و4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وأشار البيان إلى أن المهمة كانت تتعلق بطرد «داعش» من جميع المناطق الواقعة غرب محافظة الأنبار وجنوب نهر الفرات، إلى جانب السيطرة على المناطق الواقعة بين طريق عكاشات القائم وصولاً إلى الطريق الاستراتيجي (الرابط بين الحدود الأردنية وصولاً إلى جنوب العراق في البصرة)، إضافة إلى القيام بعمليات التفتيش وتطهير جميع أراضي محافظة الأنبار وبسط الأمن فيها.
والملاحظ أن الفريق الركن عبد الأمير يار الله تولى للمرة الرابعة قيادة العمليات لتحرير مناطق غرب الأنبار، بعد أن أسندت إليه سابقاً مهمة قيادة العمليات في الموصل وتلعفر والحويجة.
ويشير بيان قيادة العمليات إلى مشاركة قيادة عمليات الأنبار بقيادة اللواء الركن محمود الفلاحي في العمليات، إلى جانب وكالة الاستخبارات في الأنبار ومديرية الاستخبارات والأمن ومديريات المخابرات والأمن الوطني واستخبارات مكافحة الإرهاب. كذلك اشترك في المعركة فوج طوارئ من شرطة الأنبار ولواء المهمات الخاصة في قيادة عمليات الجزيرة. وبحسب معلومات العمليات المشتركة، فإن جهاز مكافحة الإرهاب لم يغب عن معارك غرب الأنبار، وهو الجهاز الذي شكل رأس حربة القوات العراقية في أغلب المعارك التي خاضها ضد تنظيم داعش. كما اشترك في المعارك «الحشد العشائري». وأشار البيان إلى «اشتراك قيادة طيران الجيش العراقي وقوات التحالف الدولي من خلال تقديم الدعم الجوي والمدفعي والصاروخي والجهد الاستخباري».
وعن أهم المناطق الحيوية والاستراتيجية التي استهدفت قيادة العمليات المشتركة السيطرة عليها خلال المعركة التي انطلقت غرب الأنبار، ذكر البيان أنها «قاعدة سعد الجوية ومحطة القطار القديم وحقول عكاز الغازية ومعمل أسمنت القائم ومطارا الرطبة الجنوبي والشمالي والمنشأة العامة للفوسفات ومجمعها السكني»، إلى جانب تأمين الضفة الجنوبية لنهر الفرات والطريق الرئيسي الواصل من قاعدة «إتش 1» حتى الطريق الرابط بين عكاشات والطريق الاستراتيجي، إضافة إلى تأمين طريق الحقلانية الواصل إلى محطة القطار والقائم.
وعن الخسائر التي تكبدها تنظيم داعش في معارك غرب الأنبار، كشف بيان قيادة العمليات عن مقتل نحو 500 عنصر وتدمير عشرات العجلات.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.