واشنطن تأمل بحلّ أزمة الروهينغا «دبلوماسياً»

لم تستبعد فرض عقوبات إذا لم تنجح الحلول السياسية

TT

واشنطن تأمل بحلّ أزمة الروهينغا «دبلوماسياً»

تأمل الولايات المتحدة التوصل لحل دبلوماسي لأزمة الروهينغا، دون أن تستبعد إمكانية فرض عقوبات للضغط على ميانمار، إذا ما تطلب الأمر ذلك، حسب ما قال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية أمس في بنغلادش.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن توماس شانون، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، قوله إن حل الأزمة الإنسانية للروهينغا عبر الحوار مع ميانمار يعدّ أولوية قصوى، مع تأكيده أن الباب لا يزال مفتوحا لفرض إجراءات أكثر قسوة إذا ما فشلت المباحثات.
وأبلغ شانون الصحافيين في دكا: «لدينا تشكيلة من العقوبات المتاحة لنا، إذا ما قررنا استخدامها. سيكون هذا جزءا من جهود أكبر لممارسة الضغط» على ميانمار. وتابع: «لكن الآن، كما نوّهت سابقا، هدفنا هو حل الأزمة وليس العقاب».
وتأتي تصريحات شانون بعد أيام من اقتراح نواب أميركيين فرض عقوبات على الجيش في ميانمار، في أقوى محاولة أميركية حتى الآن للضغط على ميانمار لوقف اضطهاد أقلّية الروهينغا المسلمة.
وهرب أكثر من 600 ألف من أقلية الروهينغا إلى بنغلادش منذ أواخر أغسطس (آب)، حاملين معهم شهادات عن عمليات قتل واغتصاب وحرق ممنهج ارتكبها الجيش البورمي بحقّهم خلال حملة أمنية اعتبرت الأمم المتحدة أنها ترقى إلى تطهير عرقي. ولا يزال اللاجئون الروهينغا يتوافدون عبر الحدود من ولاية راخين في ميانمار إلى بنغلادش المجاورة، حيث لجأ مئات الآلاف من النازحين في مخيمات مكتظة. وأشار شانون إلى «تحركات إيجابية»، من بينها إشارة ميانمار إلى انفتاحها لاستضافة ممثلين من المجتمع الدولي في ولاية راخين وعقد مباحثات مع بنغلادش حول الأزمة.
وأوضح شانون أن الولايات المتحدة تأمل في «استغلال» هذا التقدم، وتوجيهه نحو حل للأزمة دون اللجوء لوسائل أخرى. وقال: «سنضغط من أجل السعي لحل سياسي للأزمة، حتى نصبح غير قادرين على فعل ذلك».
ويتعرض الروهينغا منذ عقود إلى الاضطهاد والتمييز في ميانمار، التي يهيمن عليها البوذيون، حيث يحرمون من الحصول على الجنسية وينظر إليهم على أنهم مهاجرون «بنغاليون».
ووجدت الأمم المتحدة في تقرير نشرته قبل أسابيع، أن الجيش البورمي شنّ حملة ممنهجة ضد الرّوهينغا تهدف إلى دفعهم إلى عبور الحدود نحو بنغلادش. وفي شهادات أدلى بها لاجئون من الروهينغا، تبيّن أن الجيش البورمي قاد حملات حرق مكثّفة لقرى المسلمين في ولاية راخين، وقتل منهجي واغتصاب لأطفال ونساء الأقلية.



سيول: القضاء يصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
TT

سيول: القضاء يصدر مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول

متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)
متظاهرون يطالبون باعتقال الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يحضرون تجمعاً بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (أ.ب)

أصدر القضاء في كوريا الجنوبية مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس المعزول تتيح للمحققين القيام بمحاولة ثانية لاعتقال يون سوك يول المتحصّن في مقر إقامته في سيول تحت حماية حرسه.

وجاء في بيان أصدره المحققون أن «مذكرة التوقيف الجديدة ضد المشتبه به يون صدرت بعد ظهر اليوم» بتوقيت سيول، بسبب محاولة إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

انتهت مهلة مذكرة التوقيف الأولى الصادرة في 31 ديسمبر (كانون الأول)، الاثنين عند الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش دون أن يتمكن مكتب التحقيق في الفساد من توقيف يون لاستجوابه.

والجمعة، حاول المحققون بمؤازرة الشرطة دخول مقر إقامة يون لاعتقاله لكنهم واجهوا نحو 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي وتراجعوا بعد استحالة تنفيذ المذكرة القضائية بعد 6 ساعات من المواجهة التي شابها توتر.

وأعلن الحزب الديمقراطي المعارض أنه قدّم شكوى ضد الرئيس المؤقت شوا سانغ موك بتهمة «التقصير في أداء الواجب»، لأنه لم يفلح في منع جهاز الحراسة عن اعتراض «توقيف» يون.

وطلب الجهاز المكلف بالتحقيق مساء الاثنين من محكمة منطقة غرب سيول تمديد المهلة المحددة لمذكرة التوقيف.

عدم خبرة

وعزا يون بوك نام، رئيس جمعية «محامون من أجل مجتمع ديمقراطي»، فشل المحاولة الأولى لتوقيف الرئيس المخلوع في المقام الأول إلى افتقار مكتب مكافحة الفساد الذي لم يمضِ على تأسيسه 4 سنوات ويعمل فيه أقل من 100 موظف، إلى الخبرة، فهو لم يوجه اتهاماً إلى أي شخص حتى الآن.

وأوضح يون: «بطبيعة الحال، ليست لديهم خبرة في الاعتقالات، ناهيك باعتقال الرئيس»، مشيراً إلى أن «تعاون الشرطة ضروري».

ونشب خلاف بين مكتب مكافحة الفساد والشرطة حول دور كل منهما في عملية التوقيف، فقد تحدث المكتب عن افتقاره إلى الخبرة في هذا المجال ورغبته في تولي الشرطة مهمة تنفيذ المذكرة، وردت الشرطة بأن المسؤولية تقع على عاتق المكتب.

وأقر المكتب في نهاية الأمر بأن هذا الإجراء ضمن مهامه، في حين أكدت الشرطة أنها ستوقف حرس الرئيس في حال قاموا بعرقلة العملية ضد يون سوك يول.

يجري مكتب مكافحة الفساد والشرطة وإدارة التحقيقات بوزارة الدفاع تحقيقاً مشتركاً في محاولة يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر وإغلاق البرلمان بقوة الجيش.

وبرر الرئيس المحافظ المعزول الذي لطالما واجه عمله السياسي عرقلة من البرلمان ذي الغالبية المعارضة، هذا الإجراء لكونه يريد حماية البلاد من «القوى الشيوعية الكورية الشمالية» و«القضاء على العناصر المعادية للدولة».

اضطرّ الرئيس للتراجع عن خطوته المفاجئة بعد ساعات من إعلانها وتمكّن النواب من الاجتماع في البرلمان الذي طوّقته القوات العسكرية، والتصويت لصالح رفع الأحكام العرفية، تحت ضغط آلاف المتظاهرين.

معركة قضائية

عزل البرلمان يون من منصبه في 14 ديسمبر، ورُفعت شكوى ضده بتهمة «التمرد»، وهي جريمة عقوبتها الإعدام و«إساءة استخدام السلطة» وعقوبتها السجن خمس سنوات.

وتعهد يون، الأسبوع الماضي، في بيان، بـ«القتال حتى النهاية». وطعن محاموه في قانونية مذكرة التوقيف واختصاص مكتب مكافحة الفساد.

وأوضحوا أن القانون يمنح هذه الهيئة سلطة التحقيق في عدد محدد من الجرائم التي يرتكبها مسؤولون رفيعو المستوى، لكن القائمة لا تشمل جريمة «التمرد».

وبعد إصدار مذكرة التوقيف الأولى، خيّم أنصار يون ومعارضوه خارج مقر إقامته الرئاسي متحدين البرد، لكن قبل إصدار المذكرة الجديدة، تضاءل عدد أنصار يون بشكل كبير الثلاثاء، وفق ما شاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.

وإذ عزل البرلمان يون سوك يول، ما أدى إلى كفّ يده عن مزاولة مهماته، فإنه لا يزال رئيساً بانتظار بتّ المحكمة الدستورية بقرار العزل بحلول منتصف يونيو (حزيران).

وتبدأ المحاكمة في 14 يناير (كانون الثاني) وستستمر حتى في حال عدم مثوله. وإذا صدّقت على العزل، فسيتم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في مدة شهرين.