«اللعنات» تغادر جبانة «عمال بناة الهرم الأكبر» بالجيزة... والزوار يتوافدون

تضم مقابر «بتاح شبسس» و«نفرثتي» و«بتتي»... وقريباً «خوفو خع إف» و«سشم نفر»

قبر «خوفو خع إف» الجديد («الشرق الأوسط»)
قبر «خوفو خع إف» الجديد («الشرق الأوسط»)
TT

«اللعنات» تغادر جبانة «عمال بناة الهرم الأكبر» بالجيزة... والزوار يتوافدون

قبر «خوفو خع إف» الجديد («الشرق الأوسط»)
قبر «خوفو خع إف» الجديد («الشرق الأوسط»)

غادرت «لعنة الفراعنة» مقبرة أو جبانة «عمال بناة الهرم الأكبر» في مدينة الجيزة بمصر، حسبما كان يعتقد الأثريون قديماً بأن «المقبرة وُزِّع داخلها اللعنات لحماية الموتى من لصوص المقابر... وأن كل من يدخل إليها ويمارس أي أعمال ستكون التماسيح والثعابين في انتظاره».
وتوافد اليوم، المصريون والأجانب على زيارة المقبرة لأول مرة منذ اكتشافها قبل 27 عاماً، عقب الانتهاء من أعمال ترميمها، وافتتاحها من قبل وزارة الآثار المصرية.
وقال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، إن «موقع جبانة العمال تم تجهيزه بما يتلاءم مع قيمته التاريخية والأثرية لتسهيل عملية الزيارة ووضعت اللوحات واللافتات الإرشادية باللغتين العربية والإنجليزية»، مضيفاً: «توافد عدد كبير من الزوار، أمس، وطُرحت تذاكر لتشمل دخول ثلاث مقابر هي مقبرة (بتاح شبسس)، و(نفرثتي)، و(بتتي)، بحد أدنى 5 أفراد في الزيارة الواحدة، على أن تكون الزيارة تحت إشراف أثري من منطقة آثار الهرم».
بينما كشفت مصادر أثرية أنّه «سيُعاد افتتاح قبر (خوفو خع إف)، ابن الملك خوفو، وقبر مزدوج لزوجته (نفريتكا)... قريباً».
والهرم الأكبر المعروف باسم هرم «خوفو» يقف على ارتفاع 479 قدماً (146 متراً) ويعد أطول هيكل من صنع الإنسان في العالم منذ ما يقرب من 4000 سنة. ويعود تاريخ منطقة «مقابر العمال» الأثرية إلى 4500 عام، وتقع في منطقة «الجبل القبلي» بالقرب من أهرامات الجيزة.
وتسعى وزارة الآثار من افتتاح المقبرة للزيارة أمام المصريين والأجانب، إلى تعزيز الحركة السياحية في مصر خصوصاً في فصل الشتاء.
وفي غضون ذلك، أكد أشرف محيي، مدير عام آثار منطقة أهرامات الجيزة، أنّ المنطقة أغلقت مقبرتي «قار»، و«ايدو» بالجبانة الشرقية، وذلك للقيام بأعمال الترميم والصيانة بهما، وفي الوقت نفسه فُتحت مقبرتان أخريان في الجبانة ذاتها، وذلك بعد انتهاء أعمال الصيانة والترميم اللازمة لهما، وهما «خوفو خع إف»، ومقبرة «سشم نفر 4». مضيفاً أن «مقبرة (خوفو خع إف) تخص ابن الملك خوفو، الذي حمل ألقاباً كثيرة مثل (الأمير الوراثي)، و(كاهن خوفو)، و(أمين خزانة مصر السفلى)، وترجع هذه المقبرة لعصر الأسرة الرابعة، وقد جرت بعض الإضافات عليها لاحقاً خلال العصر المتأخر والعصر البطلمي، أمّا عن مقبرة (سشم نفرثتي) فهي ترجع إلى عصر نهاية الأسرة الخامسة وبداية السادسة، وحمل صاحبها لقب (كاتم أسرار الملك)، وتضم المقبرة مناظر لصاحب المقبرة مع عائلته، بالإضافة إلى مناظر صناعة الفخار، وذبح الثيران، وصيد الطيور والحيوانات».
بينما قال شريف عبد المنعم، معاون وزير الآثار لتطوير المواقع الأثرية، إن «مقابر العمال» جرى اكتشافها عام 1990 على يد عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، وإنّ مقبرة «بتاح شبسس» هي أول مقبرة عُثر عليها في جبانة العمال، أمّا مقبرة «نفرثتي»؛ فهي تخص المشرف على القصر الملكي، وهي في حالة جيدة من الحفظ، وبها بابان وهميان، وجدرانها ما زالت تحتفظ بالنقوش، فيما تخص مقبرة «بتتي» المشرف على الصبية العاملين في مشروع بناء الهرم، وهي مقبرة مليئة بنصوص اللعنات، كمحاولة من صاحبها لحمايتها من عبث اللصوص.
مصادر أثرية رجحت أن «عدد العمال الذين اشتركوا في بناء الهرم الأكبر بالتحديد، لا يزيد عن 10 آلاف عامل، عكس ما قاله هيرودوت إن (عدد العمال كان يصل إلى 100 ألف عامل)».
وفي ذلك، قال أسامة إبراهيم، الأثري في منطقة الجيزة، «إن (بتاح شبسس) يُعتَبَر واحداً من أهم الموظفين الذين عاشوا بدءاً من النصف الثاني لعصر الأسرة الرابعة، حتى عصر الملك (ني أوسر رع) سادس ملوك الأسرة الخامسة، حيث شغل كثيراً من الوظائف الدينية والإدارية، وأطلق عليه لقب (عميد الموظفين)، كما يعتقد كثير من علماء المصريات، أنّ الزمن الذي قضاه (بتاح شبسس) في خدمة أولئك الملوك يبلغ نحو 80 سنة».


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.