مخرج كردي ينقل همومه لمجلس السينما الأميركية

كوركي: لست متفائلاً بإمكانية العمل في بلدي

شوكت أمين كوركي
شوكت أمين كوركي
TT

مخرج كردي ينقل همومه لمجلس السينما الأميركية

شوكت أمين كوركي
شوكت أمين كوركي

يعاني مخرج سينمائي كردي رُشح أحد أفلامه لجائزة الأوسكار من تداعيات الاستفتاء الذي أجري في إقليم كردستان العراق، ومن الوضع السياسي المرتبك الذي يعيق صناعة السينما الكردية، داعياً رئيس مجلس السينما الأميركية إلى المساعدة في إنجاز أعماله السينمائية المتوقفة.
وأرسل المخرج شوكت أمين كوركي، صاحب عشرات الجوائز بمهرجانات السينما العالمية، آخرها فيلمه «ذكريات على الحجر» عام 2014 المرشح لجائزة أوسكار، برسالة إلى السيناتور كريستوفر داد، رئيس مجلس السينما الأميركية، أشار فيها إلى «أن بلده يمر بأزمة سياسية واقتصادية سيئة أعاقت أعماله السينمائية، وحالت دون تمكنه من تقديم أي إنتاج جديد»، مؤكداً «أن السينما الكردية تراوح مكانها، ولا يلوح في الأفق أي انفراج سياسي أو اقتصادي يساعد على النهوض مجدداً».
وقال المخرج الكردي في رسالته: «كما هو معلوم لقد حاولت في مجمل أعمالي السينمائية أن أعبر عن معاناة شعبي من خلال تلك الأعمال، وأن أسهم من خلال توظيفها بأفلامي في توصيل صوت شعبي إلى المحافل الدولية»، وأضاف: «وأنا أحرر هذه الرسالة نعيش في ظل حصار مفروض علينا من كافة الأطراف، وسدت علينا جميع الطرق البرية والجوية وانعزلنا عن العالم كله».
ويختم كوركي رسالته المؤثرة إلى رئيس مجلس السينما الأميركية بالقول: «لم أفكر يوماً كسينمائي أن أغادر بلدي على الرغم من الحالة المأساوية التي نعيشها، فما زلت أحلم بغد يسوده السلام والأمن، ومازلت أخطط لمشاريع سينمائية جديدة أعبر فيها عن المعاناة اليومية لمواطني بلدي، ولكن مع كل تلك الأحلام الوردية التي تراودني، فأنا أؤكد لكم بأنني لست متفائلاً بإمكانية العمل في ظل هذه الأجواء غير المستقرة ببلدي».
يذكر أن المخرج شوكت أمين كوركي، المولود في كركوك، يعد أحد أهم العلامات البارزة في صناعة السينما الكردية، اقتحم إلى جانب زميله المخرج الكردي الإيراني بهمن قبادي مهرجانات دول العالم، فقد فازت أفلامه بالعديد من الجوائز العالمية في مهرجانات دبي وأبوظبي وألمانيا واليابان وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وسنغافورة ودلهي وغيرها. ويعد فيلمه الأخير «عبور الصحراء» أحد أهم نتاجاته، ورشح إلى جانب أربعة مخرجين آخرين كأفضل مخرج لقارة آسيا، وآخر أفلامه «ذكريات منقوشة على الحجر» الذي حصد 20 جائزة في المهرجانات السينمائية رُشح لجائزة الأوسكار بفقرة الأفلام الأجنبية ممثلاً عن العراق.



تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها، مع استمرار تأثير الفيضانات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

ويتوقع خبراء ومراكز أرصاد استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة مختلفة الطبيعة الجغرافية خلال الأيام المقبلة، وتشمل تلك المناطق محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، والمرتفعات الغربية في محافظات تعز، وإب، ولحج، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وعمران، وحجة وصعدة، بالإضافة إلى الساحل الغربي في محافظات حجة، والحديدة وتعز، والمناطق السهلية في محافظات أبين، وشبوة وحضرموت.

آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

وحذّر الخبراء الذين نشروا توقعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكل سحب عملاقة تنذر بأمطار غزيرة وسيول وعواصف وبروق شديدة، واحتمال هبوب رياح عنيفة، مع أجواء غائمة أغلب الوقت، داعين السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وشهد اليمن منذ مطلع الشهر الحالب تراجعاً في هطول الأمطار في مختلف أنحاء البلاد، بعد شهرين من الأمطار التي تسببت بفيضانات مدمرة في عدد من المحافظات، وتركزت الآثار العميقة لهذه الفيضانات في محافظتي الحديدة والمحويت غرباً.

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن مع استمرار الفيضانات، التي بدأت في مارس (آذار) واشتدت في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وتأجيج الانتشار السريع للكوليرا، وتضرر أكثر من 268 ألف شخص في اليمن، في ظل موجة ماطرة شهدتها البلاد.

ونبهت اللجنة في بيان لها إلى أن استمرار احتمالية وجود خطر فيضانات مفاجئة إضافية بسبب تشبع الأرض بفعل الأمطار الغزيرة وأنظمة الصرف السيئة، رغم توقف هطول الأمطار خلال الشهر الحالب، ووصفت هذا الخطر بالمرتفع.

استمرار الكارثة

قالت اللجنة إن الفيضانات أثرت بشدة على محافظات الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة وتعز، حيث تأثر ما يقرب من 268 ألف فرد في 38285 عائلة حتى الشهر الماضي، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتسببت الأمطار الغزيرة، التي من المتوقع استمرارها هذا الشهر، في تدمير واسع النطاق للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقيَّدت الأمطار والفيضانات - وفق بيان اللجنة - من إمكانية الوصول إلى الغذاء، وهي قضية يعاني منها بالفعل أكثر من 17 مليون يمني بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكلها تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة في اليمن رغم انتهاء موسمها برحيل فصل الصيف (رويترز)

وبينت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غرب) شهدت وحدها تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 100 في المائة من الأراضي الزراعية جراء الأمطار.

ودعت المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن جراء الفيضانات المدمرة الأخيرة التي ضربت البلاد، والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا، مشددة على زيادة الدعم المالي واللوجيستي لتلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمتضررين من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

ونوهت اللجنة إلى أن الكارثة الإنسانية في اليمن تتضاعف «مدفوعة بالتأثيرات المدمرة للفيضانات الأخيرة والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا في معظم أنحاء البلاد»، مرجحة أنه، و«من دون اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، سيستمر الوضع في التدهور؛ مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر».

انتشار سريع للكوليرا

قال إيزايا أوجولا، القائم بأعمال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن البلاد «تواجه أزمة على جبهات متعددة» بدءاً من الصراع المستمر إلى الفيضانات الشديدة، والآن «تفشي وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة في الكثير من المحافظات».

وأضاف: «إن حياة الناس معرّضة للخطر بشكل مباشر، ومن المرجح أن يؤدي تدمير مرافق المياه والصرف الصحي إلى تفاقم انتشار المرض»، في حين أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات طوارئ في المناطق الأكثر تضرراً في حجة، والحديدة، والمحويت وتعز، حيث قدمت مساعدات نقدية لنحو 2000 عائلة متضررة.

دمار هائل في البنية التحتية تسببت به الفيضانات الأخيرة في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وأشار إلى أن المرحلة الأولية ركزت على تلبية الاحتياجات الفورية، مع التخطيط لمزيد من التقييمات لتوجيه التدخلات المحتملة في مجال المياه والصرف الصحي، مثل إنشاء نقاط المياه والمراحيض الطارئة.

وبيَّن أوجولا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركاءها أجروا تقييمات في المناطق المتضررة، وكشفوا عن نزوح ما يقرب من 9600 شخص بسبب الفيضانات في تعز، وحجة والحديدة، حيث تعرَّضت البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والصحة لأضرار كبيرة؛ مما زاد من خطر تفشي الكوليرا في هذه المناطق.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزَّع مساعدات إيوائية طارئة على المتضررين من السيول والفيضانات في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، الثلاثاء الماضي.

وتضمنت المساعدات الطارئة 100 خيمة و370 حقيبة إيواء استفاد منها 2220 فرداً من المتضررين من السيول في المديرية.

ويأتي هذا التدخل بالتنسيق مع كتلة الإيواء ومكاتب مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ووحدة النازحين.