مصر: اتجاه لحظر دخول الطائرات اللاسلكية لمواجهة استخدامها في العمليات الإرهابية

عضو لجنة «الأمن القومي» في البرلمان لـ «الشرق الأوسط»: العقوبات ستكون رادعة وتصل للإعدام

TT

مصر: اتجاه لحظر دخول الطائرات اللاسلكية لمواجهة استخدامها في العمليات الإرهابية

يتجه مجلس النواب المصري (البرلمان)، إلى إقرار مشروع قانون لحظر دخول الطائرات اللاسلكية لمصر لمواجهة استخدامها في العمليات الإرهابية، وقال النائب خالد أبو طالب، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، إن «هناك إصراراً من البرلمان لإقرار القانون الجديد لمواجهة الإرهاب، لأن القانون الجديد ينظم مسائل تتعلق بالأمن القومي للبلاد»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «القانون الجديد سيضع عقوبات رادعة لمن يمتلك هذه الطائرات من دون تصريح من السلطات الرسمية، والعقوبات تصل للإعدام، خاصة إذا استخدمت في عمل إرهابي يضر بالبلاد».
وأقرت الحكومة المصرية، مشروع قانون لتنظيم استخدام الطائرات من دون طيار أو الطائرات اللاسلكية في مارس (آزار) الماضي... وقالت حينها إن «القانون يحظر استيراد أو تصنيع أو تجميع أو تداول أو حيازة أو الاتجار أو استخدام الطائرات المحركة لاسلكيا؛ إلا بعد الحصول على تصريح بذلك من الجهة المختصة». لكن الحكومة لم ترسله للبرلمان وقتها للموافقة عليه... وكان قد سبق قانون الحكومة تحذيرات من نواب بالبرلمان، طالبوا بضرورة وضع تشريع يمنع استخدام هذه الطائرات.
وتناقش لجنة «الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب غداً (الاثنين)، القانون الجديد الذي يحظر استيراد أو تصنيع أو تجميع أو تداول أو حيازة أو الاتجار أو استخدام الطائرات المحركة لاسلكياً.
وتعرف المادة الأولى من مشروع القانون المعروض على البرلمان «الطائرة المحركة آليا أو لاسلكيا»، بحسب مصادر برلمانية، بأنها التي يمكن أن تطير من دون طيار أو اتصال أحد بها، باستخدام أي من أنواع التقنيات، أيا كان شكله أو حجمه ويمكن تحميله بأعمال إضافية، سواء كانت أجهزة أو معدات أو ذخائر أو مفرقعات أو غيرها، مما يمثل تهديدا للأمن القومي للبلاد.
وقالت المصادر في هذا الصدد، إن «القانون يهدف إلى تنظيم استخدام الطائرات المحركة آليا أو لاسلكيا وتداولها والاتجار فيها، لا سيما مع سهولة الحصول عليها وتحميلها بجميع أنواع الآلات التي تساعد في أعمال المراقبة والتشويش والإعاقة الأمنية، بالإضافة إلى إمكانية تحميلها بأنواع من المتفجرات، من شأنها تعريض حياة المواطنين إلى الخطر، أو الإضرار بالأمن القومي المصري».
ومن المقرر أن يحظر القانون استيراد أو تصنيع أو تجميع أو تداول أو حيازة أو الاتجار أو استخدام هذه الطائرات، ويعاقب بالحبس والغرامة، لكل من يقوم باستيراد أو تصنيع أو تجميع أو تداول أو حيازة أو الاتجار أو استخدام هذه الطائرات من دون تصريح، وتزداد العقوبة إلى المؤبد، إذا كان الهدف إرهابياً، والإعدام، إذا ترتب على استخدامها وفاة أشخاص.
من جهته، قال النائب أبو طالب إن «هناك إصرارا من البرلمان لإقرار القانون الجديد لأنه ينظم مسائل تتعلق بالأمن القومي للبلاد»، مضيفاً أن «العقوبات في القانون الجديد سوف تكون رادعة، لأن أي شيء يمس الأمن القومي للبلاد، لا بد ألا تقل عقوبته عن الإعدام». موضحاً أن «القانون يطبق على من يستخدمها في أغراض غير مشروعة، خاصة أنها في بعض الأحيان تستورد في شكل لعب أطفال، وتستخدم في أعمال إرهابية».
بينما أكد اللواء كمال المغربي، الخبير الأمني والاستراتيجي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الطائرات اللاسلكية استخدمت من قبل العناصر الإرهابية في التجسس وفي جمع المعلومات، وفي تصوير المناطق الاستراتيجية خاصة في شبة جزيرة سيناء، التي تنتشر فيها جماعات متشددة منذ عام 2013، للقيام بعمليات استهداف ضد الشرطة والجيش»، مضيفاً أن «بعض العناصر الإرهابية التي تم توقيفها خلال الأشهر الماضية وجد لديها طائرات من دون طيار». ويشار إلى أنه سبق أن رصدت سلطات البلاد في فبراير (شباط) عام 2016، طائرة بمنطقة الجونة بمحافظة البحر الأحمر من دون طيار، قامت بتصوير مسارات البترول والطرق والمنشآت وبعض المواقع الحيوية... وذكرت السلطات حينها أن «التصوير تم من دون الحصول على أي تصاريح منها». كما ضبطت سلطات مطار القاهرة الدولي من قبل، خاصة في عام 2014 عددا من الطائرات صغيرة الحجم عالية التقنية، ومجهزة بكاميرات تصوير وريموت للتحكم عن بعد.



دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
TT

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)

مع تصاعد حملات الخطف والاعتقالات التي تقوم بها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، أقرّت الجماعة بدفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة صعدة (معقلها الرئيسي)، وسط تجدد الشكوك حول حدوث تصفيات داخل المعتقلات بالمحافظة نفسها.

وذكرت وسائل إعلام الجماعة قبل يومين، أنه جرى دفن نحو 60 جثة مجهولة الهوية في محافظة صعدة، وأن النيابة الخاضعة لسيطرة الجماعة نسّقت عملية الدفن مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ إن هذه الجثث كانت موجودة في ثلاجة هيئة المستشفى الجمهوري بصعدة.

عمليات دفن سابقة لجثث مجهولة الهوية في الحديدة (فيسبوك)

ولم توضح الجماعة أي تفاصيل أخرى تتعلق بهوية الجثث التي جرى دفنها، سوى زعمها أن بعضها تعود لجنسيات أفريقية، في حين لم يستبعد ناشطون حقوقيون أن تكون الجثث لمدنيين مختطَفين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الجماعة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت قبل عدة أشهر عن دفنها نحو 62 جثة مجهولة في معقلها الرئيسي، وادّعت حينها أنها كانت محفوظة منذ عدة سنوات في ثلاجات مستشفيات حكومية.

وتزامنت عملية الدفن الأخيرة للجثث المجهولة مع تأكيد عدد من الحقوقيين لـ«الشرق الأوسط»، أن معتقلات الجماعة الحوثية بالمحافظة نفسها وغيرها من المناطق الأخرى تحت سيطرتها، لا تزال تعج بآلاف المختطفين، وسط تعرض العشرات منهم للتعذيب.

وتتهم المصادر الجماعة بحفر قبور جماعية لدفن مَن قضوا تحت التعذيب في سجونها، وذلك ضمن مواصلتها إخفاء آثار جرائمها ضد المخفيين قسرياً.

وتحدّثت المصادر عن وجود أعداد أخرى من الجثث مجهولة الهوية في عدة مستشفيات بمحافظة صعدة، تعتزم الجماعة الحوثية في مقبل الأيام القيام بدفنها جماعياً.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت، مطلع ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، عن عملية دفن جماعي لنحو 62 جثة لمجهولي الهوية في محافظة صعدة (شمال اليمن).

أعمال خطف

وكشفت تقارير يمنية حكومية في أوقات سابقة، عن مقتل مئات المختطَفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب في سجون الجماعة الحوثية طيلة السنوات الماضية من عمر الانقلاب والحرب.

وفي تقرير حديث لها، أقرّت الجماعة الحوثية باعتقال أجهزتها الأمنية والقمعية خلال الشهر قبل الماضي، أكثر من2081 شخصاً من العاصمة المختطفة صنعاء فقط، بذريعة أنهم كانوا من ضمن المطلوبين الأمنيين لدى أجهزتها.

قبور جماعية لمتوفين يمنيين يزعم الانقلابيون أنهم مجهولو الهوية (إعلام حوثي)

وجاء ذلك متوازياً مع تقدير مصادر أمنية وسياسية يمنية بارتفاع أعداد المعتقلين اليمنيين على ذمة الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر (أيلول)» إلى أكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم في محافظة إب، متهمة في الوقت نفسه ما يُسمى بجهاز الاستخبارات الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، بالوقوف وراء حملة الخطف والاعتقالات المستمرة حتى اللحظة.

واتهمت منظمة «إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري» في وقت سابق الجماعة الحوثية بقتل المختطفين تحت التعذيب وإخفاء جثثهم. وطالبت بتحقيق دولي في دفن الجماعة مئات الجثث مجهولة الهوية، محملة إياها مسؤولية حياة جميع المخفيين قسراً.

واستنكرت المنظمة، في بيان، قيام الجماعة وقتها بإجراءات دفن 715 جثة، وأدانت قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمشاركة في دفن تلك الجثث وغيرها، لافتة إلى أن دفنها بتلك الطريقة يساعد الجناة الحوثيين على الإفلات من العقاب، والاستمرار في عمليات القتل الممنهج الذي يقومون به.