ميليشيات الحوثي وصالح تقتل 5 أطفال في تعز

عشرات القتلى من الانقلابيين في نهم لليوم الثالث على التوالي

TT

ميليشيات الحوثي وصالح تقتل 5 أطفال في تعز

قتل 5 أطفال في قصف شنه مسلحو الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، أمس، واستهدف حياً سكنياً بمحافظة تعز (275 كلم جنوب العاصمة اليمنية صنعاء).
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر طبية قولها إن 5 أطفال قتلوا وأصيب 3 آخرون، في قصف مدفعي شنه مسلحو الحوثي وصالح من مواقع تمركزهم، واستهدف حي بئر باشا السكني غرب مدينة تعز.
وعبر التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان عن إدانته المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وأكد التحالف اليمني في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، متابعته عن كثب الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا ويقوم برصدها وتوثيقها وعرضها على الرأي العام العربي والدولي، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية بإدانة مثل هذه الجرائم التي ترتكبها الميليشيا ضد الطفولة في اليمن، ووقف المجازر الوحشية التي تمارسها الميليشيا أمام مرأى ومسمع الجميع ضد الأبرياء العزل.
وأشار البيان إلى أن «مثل هذه الجرائم تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية في ظل صمت المجتمع الدولي، وتتنافي مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان».
وفي نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، وسط تقدم قوات الجيش الوطني والسيطرة على نطاق واسع من المديريات المترامية الأطراف في المديرية بعد مواجهات عنيفة سقط فيها أكثر من خمسين قتيلا وعشرات الجرحى وفرار عشرات آخرين إلى العاصمة.
وتزامن تقدم قوات الجيش مع تكثيف عمليات تحالف دعم الشرعية العسكرية، إذ استهدفت أهدافا عسكرية تتبع الانقلابيين في مناطق متفرقة بما فيها منطقة جبل القرن ومواقع أخرى جنوب وشمال المديرية.
وتذهب مصادر ميدانية إلى أن العمليات العسكرية في مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء: «تبعث الأمل لدى قوات الجيش الوطني والمواطنين بصنعاء، خاصة بعدما خفت وتيرتها الشهر الماضي».
وتشتد المعارك في محافظة حجة المحاذية للسعودية بالإضافة إلى تعز والجوف فضلا عن نهم المتاخمة لصنعاء.
وبالعودة إلى نهم، قالت مصادر عسكرية إن «الجيش الوطني يستمر في شن هجومه على مواقع الانقلابيين التي امتدت إلى أكثر من ثلاثين كيلومترا، مع إحرازه التقدم المستمر في عدد من المواقع بما فيها جبهة ميسرة الميسرة في بني فرج والمجاوحة، والقصف بالمدفعية على مواقع الميليشيات الانقلابية غرب قرية الحول ومفرق قطبين».
وأوضحت أن الجيش الوطني «تمكن من إحراز تقدم كبير في جبهة نهم ومواصلة تقدمه في ميمنة الميمنية إلى مناطق المذيب والبتيعات وصولا إلى خط إمداد الميليشيات الانقلابية مباشرة (خط العروض)، الخط المؤدي إلى الحرشفة والمغسال الذي يتفرع إلى فرعين؛ فرع يتجه إلى هران (نهم) ومديرية أرحب، إحدى مديريات محافظة صنعاء الواقعة شمال العاصمة، وهو الذي يمد ميمنة الميمنة حاليا، والفرع الثاني يتجه نحو ضبوعة والحول ويلتقي بخط صنعاء وهو تحت سيطرة الجيش الوطني».
وبالانتقال إلى تعز، تواصل قوات الجيش الوطني معاركها في جبهة مقبنة، غرب المدينة، وسط تقدمها والثبات في المواقع التي استردتها خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين يستميت الانقلابيون لاستعادة المواقع التي خسروها في الجبهة الغربية، كما صعدوا قصف مواقع الجيش والأحياء السكنية بتعز.
كما تجددت المعارك في مواقع متفرقة غرب محافظة شبوة، بالتزامن مع شن مقاتلات تحالف دعم الشرعية لغاراتها على مواقع وتجمعات الانقلابيين في مناطق حيد بن عقيل والأجورة، غرب عسيلان.
وشنت قوات الجيش الوطني في اللواء 21 ميكا هجومها على مواقع الانقلابيين بوادي الحريم في منطقة الصفراء بمديرية بيحان، مع القصف على مواقع متفرقة للميليشيات بالمديرية نفسها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.