مظاهرات في السليمانية تطالب بتغيير حكومة الإقليم

جانب من مظاهرات المعلمين في السليمانية أمس (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرات المعلمين في السليمانية أمس (إ.ب.أ)
TT

مظاهرات في السليمانية تطالب بتغيير حكومة الإقليم

جانب من مظاهرات المعلمين في السليمانية أمس (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرات المعلمين في السليمانية أمس (إ.ب.أ)

انطلقت مظاهرات حاشدة لمعلمي محافظة السليمانية، أمس، بعد انتهاء المهلة التي أعطوها لسلطات إقليم كردستان لصرف رواتبهم المتأخرة. وطالبوا خلال المظاهرة برحيل الحكومة.
واحتشد آلاف المعلمين أمام مبنى مديرية تربية المحافظة، وقطعوا الشارع الرئيسي العام في المدينة، مرددين هتافات ورافعين شعارات تطالب بتحسين أحوالهم المعيشية والإسراع بصرف رواتبهم المتأخرة، والدعوة إلى رحيل حكومة الإقليم وتشكيل حكومة جديدة تصرف جهودها نحو تحسين الأحوال المعيشية.
وأعلن المعلمون خلال المظاهرة إضراباً لمدة 12 يوماً، كآخر مهلة للحكومة. وطالبوا موظفي القطاعات الحكومية الأخرى بالانضمام إلى مسيرات الاحتجاج والدخول في إضراب عام معهم لإرغام الحكومة على الإسراع بدفع الرواتب وإلغاء الاستقطاعات منها.
وقال حسين محمود، وهو أحد المعلمين المتظاهرين: «منذ 26 سنة ونحن نتحمل حياة قاسية ونعاني شظف العيش، رغم وجود مليارات الدولارات بيد حكومة الإقليم، التي تذهب إلى جيوب بعض الفاسدين». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «منذ العام الماضي ونحن نخرج إلى الشارع نتظاهر ونضرب عن الدوام، لكن هذه الحكومة الفاسدة لا تستمع إلى نداءاتنا، وعليه فإننا اليوم لن نرضى بأقل من رحيل هذه الحكومة ومجيء حكومة أخرى تكون في خدمة الشعب، وقد أمهلناهم 15 يوماً أخرى، فإذا لم تلب الحكومة مطالبنا فسيكون لنا رد أقوى».
واتهمت المعلمة كزال سعيد الحكومة بـ«تخدير المعلمين بوعودها الكاذبة منذ قطع رواتبنا إلى الربع». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لم نعد نتحمل أكثر من هذا، لذلك خرجنا اليوم ووجهنا الإنذار النهائي إلى الحكومة للإسراع بحل مشكلاتنا، وإلا سنعلن الإضراب العام ولتتحمل الحكومة مسؤولية كل ما سيحدث وتبعاته».
يُذكر أن حكومة الإقليم تأخرت هذا الشهر أيضاً عن دفع رواتب شهر أغسطس (آب) بعد تقدم القوات الاتحادية للسيطرة على حقول النفط وآباره في المناطق الخاضعة لسلطة إقليم كردستان، إضافة إلى فرض سيطرتها على المعابر الحدودية والمطارات، ما أثر على موارد الحكومة الحالية، وأعجزها عن الالتزام بمواعيد دفع الرواتب.
إلى ذلك، تنتظر محافظة السليمانية صدور أمر من مجلس وزراء إقليم كردستان لتنصيب هفال أبو بكر من حركة «التغيير» محافظاً جديداً لها، بعد أكثر من ثلاث سنوات من فوزه بانتخابات مجالس المحافظات.
وكان أبو بكر اكتسح مرشحي مجلس المحافظة بربع مليون صوت، لكن الحركة رفضت حينها صدور أمر تنصيبه من قبل رئيس الإقليم مسعود بارزاني، على اعتبار أن ولايته القانونية انتهت، وأنه لا يتمتع بالشرعية القانونية.
وبعد استقالة بارزاني وتحول صلاحياته إلى رئيس الوزراء، يُتوَقَّع أن تصدر الحكومة قراراً بتنصيب أبو بكر محافظاً. وأثار المنصب خلافات كثيرة بين حركة «التغيير» و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، لكن عضو المجلس القيادي في «الاتحاد الوطني» فريد أسسرد قال لـ«الشرق الأوسط» إن الجانبين اتفقا على «تبادل منصبي محافظي السليمانية وحلبجة منذ 2014، لكن بسبب امتناع حركة التغيير عن قبول مرسوم رئيس الإقليم، شغلنا نحن هذا المنصب».



برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
TT

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

حذَّر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص، مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويعيشون في المرحلتين الثالثة والرابعة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، من بينهم 6 ملايين شخص في حالة طوارئ، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف.

وفي تحديثه الشهري، أكد البرنامج استمرار تدهور وضع الأمن الغذائي بسرعة، حيث يواجه 62 في المائة من السكان في جميع أنحاء اليمن الآن استهلاكاً غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى معدل يسجله البرنامج في اليمن على الإطلاق.

3.5 مليون مستفيد من المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (الأمم المتحدة)

وبحسب التحديث الأممي، فقد بدأ «برنامج الأغذية العالمي»، الشهر الماضي، توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، في إطار الاستجابة السريعة للطوارئ، حيث وصل إلى 1.4 مليون شخص في 34 مديرية، بهدف تخفيف آثار قرار وقف المساعدات الغذائية هناك، نهاية العام الماضي، بسبب الخلافات مع سلطات الحوثيين.

ورداً على الزيادة «المثيرة للقلق» في سوء التغذية الحاد بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ذكر البرنامج الأممي أنه بدأ، في أغسطس (آب)، استجابة طارئة في 6 مديريات بمحافظتي الحديدة وتعز (غرب وجنوب غرب)، بما في ذلك توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية لمدة شهرين لتشمل 115400 نازح.

البرنامج أكد أن وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور. وفي الوقت نفسه، تشهد مناطق سيطرة الحكومة زيادة مقلقة في سوء التغذية الحاد. وذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الأخير أظهر أن سوء التغذية الحاد في اليمن «لا يزال يشكل تهديداً خطيراً».

أضرار الفيضانات

مع تسبُّب الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات شديدة بمناطق واسعة من اليمن في أغسطس (آب)، وتضرُّر ما لا يقل عن 400 ألف شخص، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه بدأ تنفيذ خطة استجابة أولية بالتنسيق مع السلطات المحلية، من خلال تقديم المساعدة الطارئة، عبر آلية الاستجابة السريعة المشتركة بين الوكالات.

وبحلول نهاية أغسطس (آب) الماضي، قال البرنامج إن آلية الاستجابة السريعة ساعدت 120 ألف شخص متضرر من الفيضانات في جميع أنحاء اليمن. وعلاوة على ذلك، كان البرنامج يستعد للاستجابة الطارئة لـ157 ألف شخص في 40 منطقة متضررة من الفيضانات، لإكمال آلية الاستجابة السريعة وتغطية الاحتياجات.

توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية بين النازحين في اليمن (الأمم المتحدة)

وخلال الفترة ذاتها، اختتم البرنامج الأممي توزيع الدورة الثانية للعام الحالي، وبدأ الاستجابة السريعة للطوارئ الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، التي صُممت من أجل الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي المتزايد خلال فترة التهدئة الحالية؛ إذ تستهدف العملية 1.4 مليون شخص في 34 مديرية. وحتى نهاية الشهر الماضي، وصل البرنامج إلى 239 ألف شخص.

وفي ظل الموارد المحدودة، ولتعزيز تدابير الضمان، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإجراء عملية إعادة استهداف وتسجيل المستفيدين من المساعدة الغذائية العامة، وتم الانتهاء بنجاح من تمرين تجريبي في مناطق سيطرة الحوثيين، ويستعد البرنامج الآن لجولة توزيع أغذية لمرة واحدة في المنطقتين التجريبيتين كمرحلة أخيرة من المشروع، وتجري مناقشة توسيع نطاقه.

جهود مستمرة

في مناطق سيطرة الحكومة، ذكر برنامج الغذاء العالمي أنه تم الانتهاء من جمع البيانات لـ3.6 مليون مستفيد؛ إذ تستمر الاستعدادات لمرحلة تحديد الأولويات، التي ستحدد قائمة منقحة لحالات المستفيدين من المساعدة المالية العامة والمساعدات الغذائية الجزئية.

ووفق ما أورده البرنامج، فقد ساعد 739 ألف امرأة حامل ومرضع، بالإضافة إلى فتيات وأطفال، في إطار برامج علاج سوء التغذية الحاد والمتوسط، كما قدم البرنامج المساعدة لـ84 ألفاً من الأطفال والرضع في إطار الوقاية من سوء التغذية الحاد، من أصل 103 آلاف شخص مستهدَف، بموجب مخصصات صندوق التمويل الإنساني.

محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

ونبَّه البرنامج الأممي إلى أن مشروع التغذية المدرسية التابع له يواجه نقصاً حاداً في التمويل. ونتيجة لذلك، يخطط في البداية لمساعدة 800 ألف طالب في جميع أنحاء اليمن شهرياً خلال العام الدراسي الحالي، وهو عدد يساوي أقل من نصف العدد الإجمالي للطلاب الذين تم الوصول إليهم، العام الماضي، وبلغ عددهم مليونَي طفل.

ووفق البيانات الأممية، قدم برنامج الغذاء الدعم لـ59 ألف يمني، في إطار برنامج الصمود والتعافي من آثار الأزمة، وسلَّم 1.8 مليون لتر من الوقود إلى المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي المحلية.

وأضاف البرنامج أنه تم توفير 125 ألف لتر من الوقود لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، من خلال آلية توفير الوقود بكميات صغيرة، كما تم نقل 69 متراً مربعاً من المواد الطبية إلى ميناء الحديدة لصالح أحد الشركاء.