وجهت أطراف سياسية وخبراء مهتمون بالشأن الليبي انتقادات لأداء السفير صلاح الدين الجمالي، مبعوث جامعة الدول العربية، واصفين دوره بـ«الضعيف».
وقال سعد المريمي، عضو مجلس النواب عن طرابلس، لـ«الشرق الأوسط» إن الجمالي «ليس له إنجاز في الملف الليبي منذ تعيينه في هذا المنصب، بالموازاة إلى الدور الأممي أو الأوروبي».
وكانت الجامعة العربية قد أعلنت في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 تكليف الدبلوماسي التونسي صلاح الدين الجمالي لشغل منصب ممثلها إلى ليبيا، وذلك بعد أكثر من عام على فراغ المنصب، ومنذ ذلك التاريخ لم تُرصد أي جهود لمبعوث الجامعة، ما جعل الأوساط الليبية تتساءل عن جدوى تعيينه، وما الدور الذي قام به خلال عام من توليه المنصب، شهدت فيه البلاد كثيرا من التناحر والاقتتال.
«الشرق الأوسط» سألت الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن دور الجمالي فرد باقتضاب قائلا: «التوقيت غير مناسب للحديث في هذا الأمر»، مستدركاً بأن «الجامعة رأت في السفير الجمالي أنه الأجدر لهذه المهمة، ولولا ذلك لما عينته مبعوثاً لها في ليبيا».
وسعت «الشرق الأوسط» للاتصال بالجمالي من أجل الاطلاع على رؤيته في حلحلة الأزمة الليبية، وذاك بمناسبة مرور عام على تعينه، لكنه لم يرد على هاتفه.
ويأتي تعيين الجمالي خلفاً للمبعوث السابق ناصر القدوة وزير خارجية فلسطين الأسبق، الذي عُين في مايو (أيار) 2014 قبل أن يعتذر عن الاستمرار في منصبه في سبتمبر (أيلول) 2015. كما عمل سفيرا لتونس في كل من مصر والأردن وسوريا وليبيا، وتولّى ملف العلاقات العربية في خارجية بلاده.
واستهل الجمالي أولى جولاته إلى ليبيا بزيارة العاصمة طرابلس (غرب البلاد) في الثاني والعشرين من فبراير (شباط) 2017. أي بعد تعينه بنحو أربعة أشهر، التقى خلالها رئيسي المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» فائز السراج والمجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، وأعقبها بزيارة أخرى إلى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في طبرق (شرق البلاد). غير أن زيارته إلى العاصمة عرّضته لانتقادات حادة من قبل موالين للمجلس الرئاسي، وذلك على خلفية تصريحات نسبتها إليه وكالة «أنباء الشرق الأوسط» قال فيها إن «العاصمة أصبحت مستنقعاً للميليشيات خاصة الإسلامية منها، والوضع هناك أصبح من الصعب السيطرة عليه، مقارنة بمدينة بنغازي التي يسيطر عليها الجيش»، ما دفع عضو لجنة الحوار السياسي النائب فضل الأمين إلى مطالبة الجامعة بإقالة الجمالي، وخاطبه قائلا: «طرابلس ليست مستنقعاً يا سيد جمالي»، لكن الأخير نفى تلك التصريحات جملة وتفصيلاً.
وأرجع المحلل السياسي الليبي فوزي الحداد غياب دور الجمالي في ليبيا إلى أن الجامعة «اختارت الشخص الخطأ في دولة تموج بالصراعات السياسية»، مضيفاً أن «الجامعة العربية كان بإمكانها لعب دور أكثر فاعلية في ليبيا، لكنها اختارت مبعوثاً أكثر ضعفاً منها».
وأضاف الحداد لـ«الشرق الأوسط» أن «الجمالي شخص لا يعرفه أحد، ولم يبذل أي جهود تُذكر منذ توليه منصبه، و90 في المائة من لقاءات الجمالي المتعلقة بالأزمة أجراها في مقر إقامته مع شخصيات ليبية خلال زيارتهم إلى تونس».
انتقادات ليبية لأداء مبعوث الجامعة العربية
انتقادات ليبية لأداء مبعوث الجامعة العربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة