الحركة الشعبية في الشمال تتهم الخرطوم بقصف مواقع مدنية في جنوب كردفان

مجموعة مسلحة من «الجنجويد» تنهب مرتبات السلطة القضائية جنوب دارفور

الحركة الشعبية في الشمال تتهم الخرطوم بقصف مواقع مدنية في جنوب كردفان
TT

الحركة الشعبية في الشمال تتهم الخرطوم بقصف مواقع مدنية في جنوب كردفان

الحركة الشعبية في الشمال تتهم الخرطوم بقصف مواقع مدنية في جنوب كردفان

اتهمت الحركة الشعبية في الشمال الجيش السوداني باستهداف المدنيين عبر القصف الجوي على منطقة كاودا في جنوب كردفان.
وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية في شمال السودان ارنو نقولتو لودي، لـ«الشرق الأوسط»، إن سلاح الجو السوداني قام بإلقاء أكثر من 54 قنبلة على مدينة كاودا في جنوب كردفان على مدى الأيام الثلاث الماضية. وأضاف أن القنابل سقطت وسط الأحياء السكنية والمدارس والمستشفيات والمزارع، وأن القصف أسفر عن جرح أكثر من ثلاثة أشخاص بينهم طفلان، مشيرا إلى أن سلاح الجو السوداني استخدم طائرات «الأنتونوف» و«السوخوي» الروسية التي أسقطت وحدها 15 قنبلة استهدفت المستشفى الريفي.
في غضون ذلك، هاجمت مجموعة مسلحة تنتمي إلى ميليشيا الجنجويد التي تدعهما الحكومة، سيارة تابعة للسلطة القضائية في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، أمس، واستولت القوة المهاجمة على مرتبات العاملين في السلطة القضائية.
وقال شهود عيان تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» من مدينة نيالا في جنوب دارفور إن مجموعة مسلحة من عناصر ميليشيا الجنجويد استولت ظهر أمس على مرتبات السلطة القضائية في عاصمة الولاية. وأكد الشهود أن السلطة القضائية أغلقت محكمة نيالا بعد أن هددت المجموعة المسلحة باقتحام المحكمة لإطلاق سراح زملاء لهم جرى اتهامهم في قضية نهب مسلح قبل فترة. وقال الشهود إن المجموعة المسلحة يعتقد أنها تنتمي إلى ما يعرف بقوات «الدعم السريع» التي أصبحت تابعة لجهاز الأمن والمخابرات. وأضافوا أن المجموعة كانت تستغل سيارة ذات دفع رباعي قامت باعتراض الطريق أمام سيارة أخرى تتبع للسلطة القضائية كانت قد خرجت من بنك السودان في نيالا تحمل مرتبات العاملين في السلطة. وقال الشهود إن المسلحين أوقفوا سيارة السلطة القضائية وهددوا سائق السيارة بالسلاح، ثم قاموا بالاستحواذ على المرتبات، وفروا إلى جهة مجهولة. وقال أحد الموظفين في السلطة القضائية إن المبلغ المسروق يقدر بأكثر من 360 ألف جنيه سوداني (ما يعادل 40 ألف دولار).
وأغلقت محكمة نيالا أبوابها، أمس، عقب تهديد مجموعة من عناصر الجنجويد باقتحام المحكمة وإطلاق سراح عدد منهم متهمين بقضية نهب مسلح تجري محاكمتهم في المحكمة ذاتها. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» من نيالا فضلت عدم الكشف عن هويتها لدواع أمنية، إن الأوضاع باتت متدهورة امنيا في المدينة، وإن الخوف والقلق يساوران كل المواطنين في ظل عجز السلطة عن حمايتهم الأمنية. وأضافت أن قوات الدعم السريع تثير الرعب داخل المدينة وتهدد حياة المدنيين خاصة أنها تجوب الشوارع ليل نهار. وقالت إن هذه الميليشيات قامت باختطاف 10 سيارات خلال الأيام الماضية إلى جانب نهب ممتلكات المواطنين، وتابعت «هذه الميليشيا تقوم بغلق الشوارع الرئيسة في المدينة وتوقف السيارات وتنهب ما فيها من أموال وهواتف وتطلب مفاتيح السيارة».



10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.