دعت الولايات المتحدة الحكومة العراقية ومؤسسات حكومة إقليم كردستان العراق أمس، إلى حل الخلافات بعد أن أعلن زعيم الإقليم مسعود بارزاني أنه لن يمدد فترته الرئاسية التي تنتهي هذا الأسبوع. ووصفت هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، بارزاني، بأنه «شخصية تاريخية وقائد شجاع لشعبه»، وأشادت بقراره التنحي، وقالت: «ندعو كل الأطراف الكردية لدعم حكومة إقليم كردستان وهي تعمل على حل القضايا العالقة بشأن ما تبقى من ولايتها وتستعد للانتخابات في 2018». كما حث البيان العراق وحكومة الإقليم على «العمل سريعاً لحل القضايا العالقة بموجب الدستور العراقي».
وحسب وكالة «رويترز»، يعكس البيان، فيما يبدو، اعتقاداً أميركياً بأن رحيل بارزاني، الذي يعتبر كثيرون أن الاستفتاء الذي نظمه لاستقلال الإقليم في 25 سبتمبر (أيلول) أتى بنتائج عكسية، قد ييسر تعاون الحزبين الكرديين الرئيسيين والتفاوض مع الحكومة الاتحادية التي يقودها رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وأكدت نويرت في البيان رغبة الولايات المتحدة في العمل مع رئيس حكومة كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، ونائب رئيس وزراء الإقليم قباد طالباني عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. وقالت المتحدثة: «وجود حكومة قوية لإقليم كردستان العراق في إطار عراق موحد واتحادي ضروري لاستقرارها طويل الأمد واستمرار هزيمة تنظيم داعش» الذي يمثل هدفاً كبيراً للسياسة الأميركية.
ويبدأ نطاق الخلاف بين حكومة كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد من الصراع الدائم على تقاسم عائدات النفط، وينتهي بالسيطرة على الأرض والمعابر الحدودية. وقال مسؤول أميركي إنه بافتراض أن رحيل بارزاني ربما يؤدي لتعزيز الوحدة بين الأكراد وتحسين فرص التوصل إلى حل مع بغداد «لا يمكننا السماح باستمرار هذا التوتر. عليهم إيجاد سبيل للعيش معاً. حان الآن الوقت لدفعهم إلى الجلوس معاً والعمل على حل تلك الأمور»، مبيناً: «والولايات المتحدة تتطلع للعمل مع نيجيرفان بارزاني (رئيس حكومة الإقليم) وقباد طالباني (نائب رئيس الحكومة)، ونطالب جميع الأطراف الكردية بدعم حكومة إقليم كردستان في الفترة المتبقية لها لحل جميع المشكلات العالقة، والاستعداد للانتخابات المقبلة في 2018».
إلى ذلك، أكد مسعود بارزاني، أمس، أن سياسة الإقليم هي السعي لحل المشكلات سلمياً عبر الحوار، لكن إذا واصلت بغداد لغة الحرب والتهديد، فإن الشعب وقوات البيشمركة سيدافعان عن كرامة وهيبة كردستان. جاء ذلك خلال استقبال بارزاني السفيرين؛ الألماني سيريل نان، والفرنسي برونو أوبيير، لدى العراق. وقالت رئاسة إقليم كردستان، في بيان أوردته شبكة «رووداو» الإعلامية إنه «تم في اللقاء بحث الوضعين الأمني والسياسي في العراق وكردستان، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة وهجمات الحشد الشعبي والقوات العراقية على كردستان».
وبحسب البيان، فقد «عبر السفيران الألماني والفرنسي عن قلقهما بشأن الخلافات الموجودة بين أربيل وبغداد»، مؤكدين لبارزاني «أنهما يحملان رسالة الصداقة والمصالح المشتركة من دولتيهما إلى شعب كردستان». وأوضح البيان أن «السفيرين أكدا أهمية موقع إقليم كردستان، معلنين مراقبتهما الوضع وكل اتفاق وتفاوض بين الإقليم وبغداد عن كثب وحل المشكلات القائمة بالحوار». وأضاف البيان أن بارزاني «قدم شكره على موقف كل من ألمانيا وفرنسا، كما تحدث عن الوضع الميداني وآخر التطورات، وكذلك العملية السياسية في إقليم كردستان».
وبشأن التوترات والاشتباكات التي حصلت بين أربيل وبغداد، جدد بارزاني تأكيده أن سياسة إقليم كردستان «هي السعي لحل المشكلات سلمياً عبر الحوار، لكن إذا واصلت بغداد لغة الحرب والتهديد وفرض الأمور وكسر كرامة شعب كردستان، فإن شعب كردستان وقوات البيشمركة سيدافعان عن كرامة وهيبة كردستان بكل ما أوتيا من قوة». وأوضح البيان أن بارزاني «أكد أن إجراءات وعدوان الحكومة العراقية والميليشيات غير قانونية وغير دستورية»، معلناً أنه «بموجب الدستور يجب عدم استخدام القوة العسكرية بأي شكل من الأشكال في الخلافات السياسية وضد شعب كردستان». واختتم البيان، أن بارزاني أكد «أننا لسنا مع إراقة الدماء، وأن النية السيئة للحكومة العراقية دفعت قوات البيشمركة للدفاع والقتال».
8:17 دقيقة
واشنطن تشيد بقرار بارزاني... وتطالب بغداد وأربيل بالحوار
https://aawsat.com/home/article/1068811/%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A3%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1
واشنطن تشيد بقرار بارزاني... وتطالب بغداد وأربيل بالحوار
دعت جميع الأطراف الكردية إلى دعم حكومة إقليم كردستان
واشنطن تشيد بقرار بارزاني... وتطالب بغداد وأربيل بالحوار
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة