الانتهاء من تطهير أبين اليمنية من الإرهابيين

قوات الأمن استعادت المحفد آخر منفذ للمتشددين في المحافظة

عناصر من القوات الأمنية بعد تطهير منطقة المحفد من الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
عناصر من القوات الأمنية بعد تطهير منطقة المحفد من الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
TT

الانتهاء من تطهير أبين اليمنية من الإرهابيين

عناصر من القوات الأمنية بعد تطهير منطقة المحفد من الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
عناصر من القوات الأمنية بعد تطهير منطقة المحفد من الإرهابيين («الشرق الأوسط»)

أعلنت قوات الأمن اليمنية تطهير كامل محافظة أبين الواقعة جنوب شرقي البلاد من الجماعات الإرهابية، عقب تطهير مدينة المحفد الواقعة بين أبين وشبوة، والتي كانت تعد بمثابة المنفذ الأخير للإرهابيين في المحافظة الساحلية.
وأكد القيادي في قوات الدعم والإسناد فواز الشبحي لـ«الشرق الأوسط» سيطرة قوات الأمن على مدينة المحفد، آخر معاقل الجماعات الإرهابية في أبين، وبدء القوات الأمنية انتشارها في عموم المديرية والخط الساحلي لملاحقة ما تبقى من الخلايا والجيوب الإرهابية بالمنطقة. وأضاف الشبحي أنه تم إعلان تطهير محافظة أبين، وأنها خالية من الإرهابيين، بعد تطهير المحفد والتحام القوات الأمنية في أبين مع قوات النخبة بمحافظة شبوة، و«بهذا الانتصار الأمني تم تأمين مديرية المحفد والخط الساحلي، وقطع آخر منفذ لهروب العناصر الإجرامية الإرهابية ناحية محافظة شبوة، حيث لم يعد أمام ما تبقى من الجيوب الإرهابية أي منفذ للفرار سوى محافظة البيضاء الخاضعة لميليشيات الحوثي وصالح، الراعي والممول الرسمي للتنظيمات الإرهابية في أبين والجنوب».
وأوضح أن مديريات محافظة أبين الإحدى عشر تخضع جميعها لقوات الأمن، بدعم التحالف من أجل دعم الشرعية، والتي تفرض انتشارها في عموم مناطق مديريات المحافظة، لتثبيت الأمن والاستقرار وملاحقة وتعقب أي جيوب إرهابية.
وعقب عمليات تطهير مديرية المحفد الساحلية، تعرض فريق استطلاع القوات الأمنية إلى كمين في إحدى مناطق المحفد الجبلية، نفذته عناصر إرهابية بسيارة مفخخة استهدفت عربات الاستطلاع العسكرية، وأسفر عن سقوط قتيل وأربعة جرحى من قوات الدعم والإسناد.
ولفت الباحث والخبير العسكري العميد ثابت حسين صالح، إلى الإرادة السياسية لدى التحالف العربي والرئيس عبد ربه منصور هادي، التي أسهمت في نجاح تطهير أبين من الإرهابيين؛ لكنه أشار إلى أن ما تحقق في أبين لا يعني القضاء النهائي على الجماعات الإرهابية في المنطقة، إذ لا تزال عناصر هذه الجماعات قادرة على الاختفاء والمناورة واللجوء إلى مناطق جبلية وساحلية، ناهيك عن الانتقال إلى محافظتي البيضاء ومأرب اللتين يوجد فيهما حضور قوي لتنظيم القاعدة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.