السودان يعلن وقف دفع الديات وإعمال قانون «من قتل يقتل»

TT

السودان يعلن وقف دفع الديات وإعمال قانون «من قتل يقتل»

أكدت الرئاسة السودانية وقف دفع «الديات» في النزاعات في إقليم دارفور، وقطعت بأن مرحلة ما بعد نزع السلاح ستشهد إعمال قانون «من يقتل يُقتل»، وأوضحت أن الحوار الوطني الذي شهدته البلاد نقل «ثقل العملية السياسية، من خارج البلاد إلى داخلها.
وقال نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن في خطابه إلى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار التشاوري الدارفوري والذي يهدف لرتق النسيج الاجتماعي في الإقليم المضطرب، بالخرطوم أمس، إن أكبر نتيجة للحوار الوطني، أنه نقل ثقل العملية السياسية للداخل.
وأوضح عبد الرحمن في كلمته أن المؤتمر ينعقد لأنفاذ «وثيقة الدوحة للسلام في دارفور»، استناداً على مفهوم الحوار المجتمعي، ومعالجة الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن العنف والاحتراب.
واعتبر نائب البشير النزاعات واحدة من مهددات التنمية والإعمار والاستقرار في إقليم دارفور، وطلب من المؤتمر مخاطبة ما سماه «جذور المشكلة»، ودعم محاربة الاتجار بالبشر، ونبذ العنف ومكافحة المخدرات، وتأمين قبول الآخر وعدم إقصائه.
وأضاف: «مرحلة جمع السلاح الأولى، حققت نتائج ملموسة وممتازة». وتابع: «المرحلة القادمة هي مرحلة الجمع القسري، ولن نسمح بعدها بحمل السلاح بتاتاً»، ووجه الدعوة لقادة المجتمعات المحلية إلى تسليم من أطلق عليهم «المتفلتين للسلطات» وعدم توفير الحماية لهم، ونبذ كل من يقاتل باسم القبيلة.
وأعلن حسبو توقف الحكومة عن دفع الديات في حالة الاحتراب القبلي، وقال: «من قتل يُقتل، وأي شخص يرتكب جريمة، تتم محاسبته مهما كانت مكانته»، وأضاف: «تحقيق العدالة بين الناس والاحتكام للقانون، سيتم عبر إنشاء نيابة ومحكمة في كل محلية»، وتعهد نائب البشير بتنفيذ توصيات المؤتمر التشاوري الدارفوري، باعتباره معززاً للمشاركة المجتمعية في القضايا الوطنية.
وأكد في ذات الوقت على استمرار جهود نزع السلاح، والعمل بصورة حثيثة لإكمالها، وقال: «خلال الشهور الأربعة الماضية، شهدت ولايات دارفور انخفاضا ملحوظاً في نسب العنف والجريمة والنهب، بفضل حملة جمع السلاح».
بدوره، قال سفير الاتحاد الأوروبي في السودان جان ميشال دوموند، إن الغرض من الحوار، توفير منصة لسماع صوت مواطني إقليم دارفور، ووعد بإعداد تقرير موسع عن خلاصة الحوارات التي ستجري.
وأعلن دوموند التزام اتحاده بدعم التنمية المستدامة والسلام في دارفور، مقدما 35 مليون يورو من أجل بناء السلام والتنمية الريفية وإدارة الموارد والصحة والتعليم.
بيد أن دوموند عاد ليقول، إن هناك مليوني شخص في دارفور مشردون داخلياً، و97 ألف نازح حسب إحصاءات 2016. أنضيف لهم نحو 8 آلاف خلال العام الجاري، وتابع: «لا تزال هناك حاجة إلى تقديم المساعدة الإنسانية، لأن اللاجئين الجدد قد وصلوا وهم في أمس الحاجة إليها».
وأضاف: «لا تزال الأسباب الكامنة وراء الصراع في دارفور قائمة، حيث لا تزال المسائل المتعلقة بحيازة الأراضي، والإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية وانتشار الأسلحة، ودور الدولة على وجه الخصوص فيما يتعلق بالشرطة والقضاء، وإرساء سيادة القانون والتشاور والتمثيل، أو إلى حد ما لا تزال إلى حد كبير دون معالجة».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.