تقديرات إسرائيلية بوقوف «داعش» خلف محاولة اغتيال قائد قوى الأمن بغزة

{حماس} تعزز الإجراءات الأمنية في القطاع وتواصل التحقيق

TT

تقديرات إسرائيلية بوقوف «داعش» خلف محاولة اغتيال قائد قوى الأمن بغزة

قدرت أوساط أمنية إسرائيلية أن تكون لمجموعات في غزة تعمل لصالح تنظيم داعش وترتبط بعناصر تقاتل في شبه جزيرة سيناء المصرية، علاقة بمحاولة اغتيال قائد قوى الأمن في قطاع غزة، توفيق أبو نعيم، الذي جرى تفجير عبوة ناسفة صغيرة الحجم في سيارته بعد خروجه من صلاة الجمعة، ما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة.
وقالت مصادر في حركة حماس إن أصابع الاتهام أصبحت تتجه نحو المتشددين بشكل أكبر.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عن مصادر في حركة حماس قولها إن الأجهزة التي تشرف على التحقيقات في القضية ترجح وقوف مجموعة تتبع تنظيم داعش خلف محاولة الاغتيال. وأيدت مصادر أمنية إسرائيلية هذه المعلومات، وقالت إن أبو نعيم يعد من أكثر القيادات الأمنية في غزة الذين يقفون خلف ملاحقة قادة التنظيم والمجموعات المؤيدة له، وإن محاولة اغتياله جاءت ردا على عمليات الاعتقال بحق العشرات منهم، ووقوفه خلف مخطط إقامة منطقة عازلة على الحدود مع مصر لمنع تسلل المتشددين إلى سيناء.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى عملية اعتقال نور عيسى، أحد قادة الجماعات المتشددة الموالية لتنظيم داعش في قطاع غزة، إلى جانب عدد من كبار قادة تلك الجماعات، مشيرة إلى أن هذا العمل قد يكون ردا على اعتقال تلك الشخصيات، التي تتماهى في فكرها العقائدي مع تنظيم داعش، وأن لهم ارتباطات مع عناصره في سيناء. ويتهم المتشددون في غزة أبو نعيم بالوقوف خلف تشديد حملات الاعتقال ضدهم وتقديمهم للمحاكمات.
وتعمل جهات التحقيق المختصة في حماس، على محاولة الوصول إلى الجهات التي تقف خلف محاولة الاغتيال، وتركز التحقيقات في 3 دوائر؛ تتمثل بالاحتلال الإسرائيلي والعملاء الذين يعلمون لصالحه، ومجموعات محسوبة على «داعش»، وجهة تحاول تعكير أجواء المصالحة الفلسطينية.
وفرضت الأجهزة الأمنية في غزة إجراءات أمنية مشددة، من خلال نشر الحواجز وتفتيش السيارات على الطريق الساحلي العام وطريق صلاح الدين الرئيسي في قطاع غزة، كما فرضت بعض الإجراءات المتعلقة بمتابعة حركة الصيادين بشكل أكبر، ونفذت خطة طوارئ واستنفار أمني لعناصرها لملاحقة المتورطين بالحادثة ومحاولة الوصول إليهم.
وحذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، وسائل الإعلام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص، من تداول أي شائعات متعلقة بمحاولة اغتيال أبو نعيم، داعية الجميع للاعتماد فقط على ما تنشره الوزارة عبر وسائلها الرسمية.
وأكدت أن متابعة سير التحقيقات «تستلزم من الجميع التحلي بالمسؤولية وعدم اتباع الأكاذيب والروايات المضللة، وانتظار النتائج النهائية التي ستتوصل إليها الأجهزة الأمنية والتي سيعلن رسميا عنها في حينها». ولم تعلن حماس رسميا عما توصلت إليه التحقيقات، وتفرض تعتيما كاملا على مجريات التحقيق، وتمنع نشر أي معلومات بهذا الخصوص. ورفضت الحركة تأكيد أو نفي أنباء تحدثت عن اعتقال شخصين جرى رصدهما في محيط مكان التفجير، الذي وقع أمام مسجد «أبو الحصين» في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وكانت الحركة اتهمت في تصريحات لقياداتها، ومن بينهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، إسرائيل وعملاءها بالوقوف خلف محاولة الاغتيال، وعدّت أن المستفيد من تلك المحاولة هو الاحتلال وحده، خصوصا أن أبو نعيم من الشخصيات الأمنية التي وجهت ضربات لأجهزة الأمن الإسرائيلية بوقوفه خلف اعتقال العشرات من عملائها، وأنه أسير محرر في صفقة شاليط عام 2011. لكن مراقبين يقولون إن إسرائيل قادرة على قتله بطرق أكثر احترافية لو أرادت، ولذلك يتعزز أن موالين لـ«داعش» يقفون خلف المحاولة.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.