فرص العمل بعد التخرج بين سمعة الجامعات والتميز الذاتي

الجامعات الأميركية الأكثر جذباً للشركات... و3 جامعات سعودية تتصدر العالم العربي

يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف قبل التخرج
يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف قبل التخرج
TT

فرص العمل بعد التخرج بين سمعة الجامعات والتميز الذاتي

يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف قبل التخرج
يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف قبل التخرج

توفر الدراسة الجامعية فرص التعلم واكتساب المهارات اللازمة لعالم الأعمال، بينما تسعى الشركات والمؤسسات من ناحيتها إلى اجتذاب أفضل العناصر من بين الخريجين للعمل في صفوفها. وترسل الشركات سنويا بعثات إلى الجامعات قبيل موعد تخرج الطلبة، لكي تعرض الفرص الوظيفية المتاحة لهم. وفي أفضل الجامعات، يختار الطلبة من بين كثير من الفرص لديهم، وفقا لميولهم الشخصية وسمعة الشركة التي تعرض الوظائف.
وفي الغالب يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة، حول مجالات التوظيف من قبل التخرج، حيث توجد في بعض الجامعات مكاتب لفرص التوظيف تكون هي حلقة الوصل بين الطلبة وبين الشركات. ويدرس الطلبة فرص الوظائف المتاحة ويختارون من بينها. ويتم التعاقد أحيانا من قبل التخرج، حتى تضمن الشركات ضم أفضل العناصر إليها، ويضمن الطالب وظيفته من قبل التخرج.
لكن الحصول على وظائف بعد التخرج ليس مضمونا، حتى في أفضل الجامعات، فالأمر يتعلق أيضا بمقابلات شخصية، وتقييم من الشركات لمدى صلاحية الخريج للوظيفة المعروضة. والتفوق الدراسي هو أحد وسائل جذب أفضل الوظائف، كما أن التوجه إلى المناصب الإدارية في عالم الأعمال اليوم يلزمه على الأقل الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.
من النقاط المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار، أن النجاح في مجال التوظيف لا يعتمد فقط على التخرج في أفضل الجامعات، فهناك خريجون في جامعات أخرى يتفوقون بقدراتهم الذاتية ويصلون إلى أعلى المناصب. أيضا، التوظيف ليس هو الطريق الوحيد نحو النجاح بعد التخرج، فهناك مجال الأعمال الحرة والنشاط التجاري الذي قد يؤدي إلى درجات من النجاح والثروة أعلى من أي وظيفة.

برامج وكتيبات إرشادية

توفر بعض الجامعات كتيبات خاصة لطلبة السنوات النهائية تتعلق بفرص التوظيف المتاحة، والمهارات المطلوبة التي يجب الاستعداد بها للحصول على وظيفة. وتشمل هذه الكتيبات نصائح حول التخطيط لتنمية المهارات الشخصية، ولائحة بالخدمات التي توفرها الجامعة لمساعدة الطلبة على تنمية هذه المهارات والتدريب على الوظائف المختلفة.
كما توجه بعض الجامعات الطلبة نحو ما يسمى «خبرة العمل» (Work Experience) للتدريب في مؤسسات وشركات مجانا، أو بأجور رمزية، من أجل الاستعداد للأعمال التي يريدون الالتحاق بها في المستقبل، ثم تعرض الجامعات مواعيد عقد معارض الوظائف التي تعقدها الشركات من أجل اجتذاب الخريجين.
ومن ناحية أخرى توفر الدراسة الجامعية فرص التعلم واكتساب المهارات اللازمة لعالم الأعمال، بينما تسعى الشركات والمؤسسات من ناحيتها إلى اجتذاب أفضل العناصر من بين الخريجين للعمل في صفوفها. وترسل الشركات سنويا بعثات إلى الجامعات قبيل موعد تخرج الطلبة لكي تعرض الفرص الوظيفية المتاحة لهم. وفي أفضل الجامعات يختار الطلبة من بين كثير من الفرص لديهم، وفقا لميولهم الشخصية وسمعة الشركة التي تعرض الوظائف.
وفي الغالب يتم التواصل بين الطلبة والشركات في السنوات النهائية من الدراسة حول مجالات التوظيف من قبل التخرج، حيث توجد في بعض الجامعات مكاتب لفرص التوظيف تكون هي حلقة الوصل بين الطلبة وبين الشركات. ويدرس الطلبة فرص الوظائف المتاحة ويختارون من بينها. ويتم التعاقد أحيانا من قبل التخرج، حتى تضمن الشركات ضم أفضل العناصر إليها، ويضمن الطالب وظيفته من قبل التخرج.
من المعلومات التي توفرها الجامعات أيضا كيفية التصرف في المقابلات الشخصية. وأحيانا لا يكفي التفوق الدراسي في جذب أفضل الوظائف. كما أن التوجه إلى المناصب الإدارية في عالم الأعمال اليوم يلزمه على الأقل الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.
ولا يعتمد النجاح في مجال التوظيف فقط على التخرج في أفضل الجامعات، فهناك خريجون في جامعات متوسطة المستوى يتفوقون بقدراتهم الذاتية ويصلون إلى أعلى المناصب. وتعتمد أساليب البحث والحصول على وظائف على مجال الدراسة، وما تقدمه المجالات المختلفة من تسهيلات لجذب الطلبة. ففي مجال العلوم البيولوجية توفر بعض الجامعات دورة تدريبية لتطوير فرص العمل بعد التخرج، ويحصل الطلبة فيها على درجات تسهل لهم بعد ذلك الحصول على وظائف في مجالهم.

تميز أميركي
صدر مؤخرا أحدث تصنيف عالمي للجامعات التي توفر لخريجيها أفضل فرص العمل بعد التخرج، من مؤسسة «كيو إس» التي تنشر هذا التصنيف سنويا.
وفي أحدث تصنيف لعام 2018 شمل 495 جامعة حول العالم، في مجال أفضل فرص التوظيف بعد التخرج، يتم ترتيب الجامعات من حيث سهولة حصول خريجيها على وظيفة بعد التخرج. وفي التصنيف الأخير حافظت جامعة «ستانفورد» الأميركية على مركزها الأول بتسجيل نسبة توظيف لخريجيها تصل إلى 100 في المائة، وتألقها في مجالات التعاون مع الشركات لتوظيف الطلبة. ويشمل التقييم سمعة الشركات التي تتعاون مع الجامعة ودرجة رضاء الطلبة أنفسهم.
واحتلت جامعات أميركية المراكز الثلاثة الأولى، حيث جاءت بعد «ستانفورد» جامعتا «كاليفورنيا لوس أنجليس»، و«هارفارد». كما جاء معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» في المركز الخامس، وجامعة «كاليفورنيا باركلي» في المركز التاسع. ولحقت جامعة «سنغوا» الصينية بقائمة العشر الأوائل في هذه اللائحة، وهي جامعة تأسست عام 1911 وتتخصص في الأبحاث، وبها 56 كلية في كافة التخصصات. وتعد الجامعة هي الأفضل في الصين، ويقع مبناها الرئيسي في شمال بكين.
من الملاحظ أيضا أن ربع لائحة أفضل مائة جامعة من حيث تشغيل الخريجين يشمل 31 جامعة أميركية، أي أكثر من الثلث. ومن بعد الجامعات الخمس الأميركية التي تمثل نصف لائحة العشر الأوائل، تأتي جامعة «نيويورك» في المركز الـ11، وبعدها جامعة «كولومبيا» في المركز الـ12، ثم جامعة «برنستون» في المركز الـ13 على التوالي. وشملت المراكز العشرة الأولى جامعتين من أستراليا، واثنتين من بريطانيا، هما «كمبردج»، و«أكسفورد».
من الجامعات الأميركية المرموقة على هذه اللائحة، تقع جامعة «ييل» في المركز الـ18، وجامعة «شيكاغو» في المركز الـ21. وفي المركز الـ64 مكرراً، تقع جامعتا «جونز هوبكنز» و«واشنطن». ومن آسيا جاءت جامعة «طوكيو» في المركز الـ14 عالميا، وهي واحدة من سبع جامعات يابانية تقع بين أفضل مائة جامعة في العالم في توظيف خريجيها. أما الصين فلديها أربع جامعات فقط بين المائة الأوائل.

الجامعات العربية... هندسة وطب وعلوم كومبيوتر
وعلى المستوى العربي تأتي جامعة «الملك فهد للبترول والمعادن» في المركز الأول عربيا، والـ173 عالميا، وهي حائزة على تصنيف «خمسة نجوم» من مؤسسة «كيو إس»، وتأتي في المركز الـ21 عالميا في مجال تخصصها في الهندسة والمعادن. وكانت الجامعة قد تأسست بقرار ملكي في عام 1963، وبدأت نشاطها في العام التالي بعدد طلاب يبلغ 67 طالبا. ويلتحق بالجامعة حاليا نحو ثمانية آلاف طالب. وتوفر الجامعة لطلابها كثيرا من الفرص التوظيفية في مجالات النفط والمعادن داخل السعودية، كما تقوم بكثير من الأبحاث العلمية لتعزيز هذه الصناعات الحيوية للبلاد. وحافظت الجامعة على مركزها الأول منذ عام 2015.
ويشمل تصنيف أفضل الجامعات العربية ثلاث جامعات سعودية، تضم إلى جانب جامعة «الملك فهد للبترول والمعادن» في المركز الأول، كلا من جامعتي «الملك سعود» التي تأسست عام 1957 في الرياض، وهي الأقدم بين الجامعات السعودية، وتأتي في المركز الثالث، ثم جامعة «الملك عبد العزيز» في جدة وتقع في المركز الرابع، ويدرس بها نحو 82 ألف طالب في مبان منفصلة للطلاب والطالبات. وهي تشتهر بالتفوق في علوم الرياضيات والهندسة الميكانيكية وعلوم الكومبيوتر والمعلوماتية، بالإضافة إلى الطب والكيمياء.
أما بقية تصنيف الجامعات العربية في المراكز العشرة الأولى، فيشمل «الجامعة الأميركية» في بيروت، وتقع في المركز الثاني، وهي من أقدم الجامعات في الشرق الأوسط، حيث تأسست في عام 1866. وهي جامعة خاصة ويدرس بها نحو 8400 طالب وطالبة، منهم 1700 من الأجانب، يدرسون في 130 تخصصا، توفره سبع كليات. وهي تشتهر بتخصصات الطب وعلوم الكومبيوتر.
في المركز الخامس تأتي «الجامعة الأميركية» في القاهرة، وهي أيضا جامعة خاصة، وتعتبر الأولى في الترتيب بين الجامعات المصرية. وتأسست الجامعة في عام 1919، ويدرس بها طلاب من 60 دولة، وبها أكبر مكتبة باللغة الإنجليزية في مصر. وهي تشتهر بدراسة اللغات ودراسات التنمية البشرية والاقتصادية.
في المركز السادس، تأتي جامعة «الإمارات العربية»، وهي من أولى الجامعات التي تأسست بالإمارات في عام 1976، ويلتحق بها حاليا 14 ألف طالب وطالبة. وهي تقع في مدينة العين، ولديها أكبر مجموعة من الأدوات الإلكترونية التعليمية في المنطقة العربية. وتخرج في الجامعة بعض كبار الشخصيات في الإمارات، في مجالات الأعمال والدبلوماسية والحكومة.
في المركزين السابع والثامن عربيا، تأتي «الجامعة الأميركية» في الشارقة، وجامعة «الأردن»، تليهما جامعة «قطر»، ثم جامعة «القاهرة» في المركز العاشر.
وهناك أيضا كثير من الجامعات الأجنبية التي أسست لها فروعا ناجحة في المنطقة العربية، وهي تتميز بنسب توظيف عالية بين خريجيها، رغم أن بعضها يقع خارج التصنيف. من هذه الجامعات جامعة «السوربون» في أبوظبي، وجامعة «فيلادلفيا» في الأردن، و«الجامعة البريطانية» في مصر، وجامعة «نوتردام» في بيروت.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».