أنقرة تسعى لتثبيت هدوء إدلب في جولة آستانة المقبلة

TT

أنقرة تسعى لتثبيت هدوء إدلب في جولة آستانة المقبلة

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن اجتماعات آستانة التي بدأت بمساعٍ تركية وروسية وإيرانية حققت نتائج إيجابية انعكست على الأرض في سوريا.
لكن جاويش أوغلو اعتبر، في تصريحات بشأن الجولة المقبلة من المحادثات، أنه لا يمكن القول إن نجاحا تحقق في سوريا ما لم يتم تحقيق الاستقرار السياسي لأن المخرج من الأزمة لن يكون إلا بالحل السياسي.
وأضاف على هامش زيارته لمدينة غازي عنتاب جنوب تركيا قرب الحدود السورية مساء أول من أمس أن بلاده تبذل جهوداً مضاعفة لتحقيق الاستقرار السياسي في سوريا. وتابع: «في مثل هذه الأيام من عام 2016، كنا نستيقظ على صور المباني المهدمة نتيجة القصف، لا نريد أن نشاهد الدمار الذي حل بمدينة حلب (شمال) في مكان آخر من سوريا، وقد حققنا تقدما كبيرا في وقف إطلاق النار هناك». في السياق نفسه، قالت مصادر بالخارجية التركية إن الوفد التركي سيركز في الجولة المقبلة من محادثات آستانة على حماية المدنيين وإطلاق المعتقلين ورفع الحصار والحفاظ على الهدوء في إدلب.
ونشرت تركيا عناصر من قواتها المسلحة في إدلب قبل أسبوعين في إطار اتفاق على إقامة منطقة لخفض التصعيد في إدلب تم التوصل إليه في الجولة السابقة من المحادثات، حيث تم الاتفاق على نشر نقاط مراقبة تركية داخل إدلب ونشر مراقبين من روسيا وإيران خارجها.
وكان وفد من الخارجية التركية برئاسة سادات أونال مستشار وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ورئيس وفد تركيا إلى آستانة التقى ممثلين للائتلاف السوري للمعارضة أول من أمس وأكد أهمية التعاون بين تركيا والائتلاف ومؤسساته وفي مقدمتها الحكومة المؤقتة داخل الأراضي السورية، لافتاً إلى أن دور تركيا في إدلب هو إقامة نقاط عسكرية لمراقبة خفض التصعيد، كما عبر عن أهمية التعاون مع الائتلاف والجيش السوري الحر في هذا الصدد. وتواصل القوات التركية منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تحصين مواقع نقاط المراقبة على خط إدلب - عفرين، بهدف مراقبة منطقة خفض التوتر في إدلب.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.