قوات النظام السوري تتوغل في مثلث حلب ـ إدلب ـ حماة

جانب من الدمار بعد غارة على ريف حماة أمس (أخبار حماة)
جانب من الدمار بعد غارة على ريف حماة أمس (أخبار حماة)
TT

قوات النظام السوري تتوغل في مثلث حلب ـ إدلب ـ حماة

جانب من الدمار بعد غارة على ريف حماة أمس (أخبار حماة)
جانب من الدمار بعد غارة على ريف حماة أمس (أخبار حماة)

واصلت قوات النظام السوري التقدم في الريف الشرقي لمحافظة حماة وسط البلاد باتجاه الغرب والشمال الغربي، في خطة للتوغل في ريف إدلب الشرقي أيضاً، ودفع عناصر «جبهة النصرة» إلى جنوب وغرب إدلب.
ووسعت قوات النظام وحلفاؤها مساحة السيطرة من ريف حماة الشرقي بمحاذاة أثريا، بموازاة تقدم مماثل في ريف حلب الجنوبي الغربي بمحاذاة خناصر، باتجاه الغرب نحو محافظة إدلب، وذلك بعد أيام على زيارة رئيس الأركان الإيرانية إلى سوريا، بحسب ما قال مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط». وأوضح المصدر أن قوات النظام أطلقت عملياتها في تلك المنطقة بعد زيارة رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري إلى العاصمة السورية، ثم إلى حلب، حيث تفقد مناطق العمليات في المحافظة، «ما يرفع مستوى الترجيحات بأن تكون العملية بطلب إيراني، كون مقاتلين إيرانيين أو مدعومين من إيران يوجدون في تلك المنطقة»، لافتاً إلى أن الوصول إلى قاعدة أبو الظهور الجوية التي تسيطر عليها جبهة النصرة وعناصر «الحزب التركستاني الإسلامي»، «هو هدف إيراني يشابه الدفع الإيراني لاستعادة السيطرة على قواعد جوية أخرى مثل مطار كويرس في شرق حلب ومطار الجراح العسكري في شرق حلب أيضاً».
وبعد أسبوع على انطلاق العملية، قلصت قوات النظام المسافة عن مطار أبو الظهور إلى 50 كيلومتراً، لكنها لم تتوغل بعد في داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، علماً أن أبو الظهور يقع في أقصى شرق المحافظة في المنطقة الصحراوية التي تفصل إدلب عن حماة، وتلامس ريف حلب الجنوبي الغربي.
وتمثل المنطقة الصحراوية الآن، خط الإمداد الوحيد لقوات النظام من حماة باتجاه مدينة حلب عبر طريق باتت تعرف بخط أثريا - خناصر، وتعرضت لهجمات متكررة من الغرب من قبل «جبهة النصرة»، كما تعرضت لهجمات مماثلة من الشرق من قبل «داعش» قبل أن يستعيد النظام السيطرة على مناطق «داعش» وطرده باتجاه البادية الشرقية لسوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطائرات الحربية النظامية استهدفت بأكثر من 310 ضربات جوية خلال 6 أيام، أماكن خاضعة لسيطرة «هيئة تحرير الشام»، وهي شطيب وعرفة وتل خنزير والشاكوسية وقصر بن وردان وجب السكر وأبو دالي، والضافرية وقصر شاوي والخالدية وربدة وعب الخزنة ومويلح وحوايس والرويضة والحمدانية والهيمانية وزغبر والرهجان وتجمعات سكنية ومواقع أخرى خاضعة لسيطرة تحرير الشام في المنطقة. وأشار إلى أن القصف الجوي ترافق مع هجوم لها على المنطقة، حيث تدور اشتباكات يومية متفاوتة العنف على محاور عدة في الريف الشمالي الشرقي بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى.
ولفت «المرصد» إلى تقدم قوات النظام في المنطقة، فيما أوضح «الإعلام الحربي» التابع لـ«حزب الله» أمس أن قوات النظام سيطرت أمس على قريتي تم الهوى وأبو لفة شمال غربي أثريا، بعد السيطرة على خربة جويعد شمال غربي أثريا رداً على هجمات جبهة النصرة.
وفي سياق متصل، قصفت قوات النظام مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، فيما نفذت الطائرات الحربية بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، غارة على مناطق في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي.
وبالموازاة، دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور المحطة ومحيط مدينة تلبيسة ومحيط أم شرشوح، بريف حمص الشمالي.
وفي سياق «التصفيات الأمنية» بين الفصائل المتطرفة، أفاد «المرصد» بأن قيادياً في هيئة تحرير الشام اغتيل في الريف الشرقي لإدلب، وعلم المرصد أن القيادي من الجنسية الأردنية، استهدف بعبوة ناسفة جرى تفجيرها بسيارته في منطقة معردبسة بالقطاع الشرقي من ريف إدلب، ما تسببت بمقتله، ليضاف هذا الاغتيال إلى سلسلة عمليات الاغتيال التي طالت قياديين وعناصر في هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.