القضاء اللبناني يتهم قيادة «عصبة الأنصار» باغتيال القضاة الأربعة

TT

القضاء اللبناني يتهم قيادة «عصبة الأنصار» باغتيال القضاة الأربعة

كشف القضاء اللبناني أمس، عن أسماء الأشخاص المتورطين في جريمة اغتيال أربعة قضاة على قوس المحكمة في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، وذلك بعد مرور 28 عاماً على هذه الجريمة التي هزّت لبنان، موجهاً الاتهام إلى تنظيم «عصبة الأنصار» الذي يتخذ من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين مقراً له.
والقضاة الأربعة الذين تم اغتيالهم في عام 1999، هم رئيس محكمة الجنايات في جنوب لبنان القاضي حسن عثمان والمستشاران القاضيان وليد هرموش وعماد شهاب، وممثل النيابة العامة الاستئنافية القاضي عصام أبو ضاهر.
واتهم المحقق العدلي في هذه القضية القاضي بيار فرنسيس، أمير تنظيم «عصبة الأنصار» (السابق) أحمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ«أبو محجن»، ومحمود حسين مصطفى الملقب بـ«أبو عبيدة»، وإبراهيم جمال لطفي، ووسام حسين طحيبش، وحسين محمد شاهين وجهاد عويدات السواركة الملقب بـ«أبو همام» (فلسطينيون)، بالتخطيط للجريمة وتنفيذها، مستفيدين من فترة التراخي الأمني، وغياب الحماية الأمنية المشددة داخل قصر العدل وفي محيطه، ما سهّل على الجناة تنفيذ العملية والفرار من مسرح الجريمة.
واعتبر القاضي فرنسيس، أن أفعال المتهمين المذكورين، تنطبق على الجناية المنصوص عنها في المادة 335 من قانون العقوبات، لجهة تأليف جمعية أشرار هي «عصبة الأنصار» بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، والتعرض لمؤسساتها القضائية، وزرع الرعب في نفوس المواطنين، التي تعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة (حتى 15 سنة).
كما اتهم المحقق العدلي «أبو محجن» ورفاقه، بمقتضى المادتين 549 و549 - 201 من قانون العقوبات، اللتين تنصّان على الإعدام، لإقدامهم عمداً وعن سابق تصور وتصميم وبعد تخطيط ومراقبة متأنية لأكثر من عشرة أيام لمسرح الجريمة، على قتل رئيس وأعضاء هيئة محكمة الجنايات في صيدا وممثل النيابة العامة، على قوس محكمة الجنايات في صيدا في 18 يونيو (حزيران) 1999، ومحاولة قتل باقي الأشخاص الموجودين في قاعة المحاكمة، عن طريق إطلاق النار عليهم بواسطة رشاشين حربيين من نوع كلاشنيكوف غير مرخصين بأمر من المتهم عبد الكريم السعدي الملقب بـ«أبو محجن».
واعتبر القاضي فرنسيس، أن أفعال المدعى عليهما محمد قاسم طاهر وفريد سطام ججو، تنطبق على الجناية المنصوص عليها في المادة 408 عقوبات، التي تعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة، لإقدامهما على كتم معلومات أثناء شهادتهما خلال التحقيق الجنائي القائم في هذه القضية، وأحال المحقق العدلي أوراق التحقيق إلى النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، تمهيداً لإحالة القضية أمام المجلس العدلي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.