الاتحاد الأوروبي يعتبر اتفاقية 2005 المرجعية لفتح معبر رفح

تتضمن وجود السلطة وبعثة أمنية أوروبية ورقابة إسرائيلية بعيدة

فلسطيني يقطع الطريق امام معبر رفح بين مصر وقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يقطع الطريق امام معبر رفح بين مصر وقطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يعتبر اتفاقية 2005 المرجعية لفتح معبر رفح

فلسطيني يقطع الطريق امام معبر رفح بين مصر وقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يقطع الطريق امام معبر رفح بين مصر وقطاع غزة (أ.ف.ب)

قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، إن فتح معبر رفح بين الجانبين الفلسطيني والمصري في قطاع غزة، سيجري وفقا لاتفاق 2005، مع وجود بعثة للاتحاد مقيمة بشكل دائم هناك.
وأضاف شادي عثمان، مسؤول الإعلام في الاتحاد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «مرجعيتنا هي اتفاق 2005، هناك تفاهم مع جميع الأطراف على ذلك، (السلطة ومصر وإسرائيل)».
وجاء حديث عثمان بعد زيارة تفقدية قامت بها بعثة متخصصة من الاتحاد لمعبر رفح أمس. ووصلت البعثة الأوروبية إلى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون «إيرز» الإسرائيلي، وقامت بزيارة مطولة للمعبر وتفقدته على مهل.
وقال عثمان، إن الزيارة تمت بناءً على طلب رئيس البعثات الأمنية في الاتحاد الأوروبي.
واجتمع قائد العمليات الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كينيث دين، خلال زيارته الحالية، مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية، بينهم مسؤول هيئة المعابر نظمي مهنا، ومسؤولين إسرائيليين كذلك، لبحث مستقبل المعبر وآلية عمله، بعدما اتفقت حركتا فتح وحماس في القاهرة خلال الشهر الحالي، على تسليم معابر القطاع كمدخل لتمكين حكومة التوافق في قطاع غزة، قبل الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وقال رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، إن حركته ستلم معابر قطاع غزة إلى الحكومة الفلسطينية خلال أسبوع. وأضاف: «الساعة 12 ليلا من تاريخ 2017-10-31 ستكون جميع معابر غزة تحت إدارة السلطة الفلسطينية».
لكن هذا لن يعني فتح معبر رفح فورا.
وقال عثمان، إنه لا يوجد وقت محدد لتسلم وإعادة افتتاح معبر رفح، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى ترتيبات لوجيستية.
وتنهي مصر بعض التجهيزات في المعبر، الذي يفترض أن تنتشر عليه قوات حرس الرئاسة الفلسطينية والبعثة الأوروبية، قبل أن يجري فتحه بالاتجاهين، كما نص عليه اتفاق 2005.
وعلى الرغم من أن البعثة لا تقيم على معبر رفح منذ سيطرة حماس على القطاع في 2007، وإغلاق المعابر، لكنها تتواجد بشكل دائم في المنطقة وتقيم زيارات متباعدة للمعبر.
وكان مجلس الاتحاد الأوروبي مدد تفويض بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح، وتفويض بعثة الشرطة الأوروبية في الأراضي الفلسطينية أكثر من مرة، وآخرها تمديد عملهم حتى 30 يونيو (حزيران) 2018.
وتقول بعثة الاتحاد الأوروبي، إنها مكلفة بالمساعدة الحدودية بالتواجد على معبر رفح كطرف ثالث، من أجل المساهمة في بناء الثقة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية بطرق عدة، من بينها تطوير القدرات الفلسطينية في جميع جوانب إدارة الحدود في رفح.
وإذا ما أعيد فتح معبر رفح وفقا لاتفاق 2005، فسيكون هذا تراجعا آخر لحماس عن موقفها السابق المتشدد، الرافض لإعادة فتح المعبر وفق الاتفاقية المذكورة؛ لأنها تتضمن رقابة أمنية إسرائيلية عن بعد.
وقال عثمان: «في كل الأحوال، لم يبلغنا أي طرف بأن فتح المعبر سيجري وفق آليات جديدة مختلفة عن اتفاق 2005».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».