«أولد هول بليس» في بكسلي... الجوهرة المخفية في ضواحي جنوب لندن

«أولد هول بليس Old Hall Place»... عبارة عن قصر كبير، بني خلال عهد الملك هنري الثامن في عام 1537. وهو يقع على مسافة 12 ميلا تقريبا جنوب شرقي لندن، على مقربة من طريق (A2) الرئيسي.
وشيد القصر من الحجر للسير جون شامبنيس، التاجر الثري، والذي أصبح فيما بعد رئيس بلدية لندن. وفي عام 1649، بيع القصر إلى تاجر ثري آخر من مدينة لندن يدعى سير روبرت أوستن، والذي أضاف جناحاً جديداً مبنياً من الطوب الأحمر إلى مبنى القصر، مما ضاعف من حجمه. ولقد بذلت محاولات قليلة لدمج النصفين المتجاورين، والمشيدين وفق أساليب معمارية متباينة تماما.
ومر القصر الموسع عبر كثير من الملاك الآخرين، وآخر مالك خاص للقصر في منتصف القرن العشرين كانت الليدي ليمريك التي عاشت فيه حتى وفاتها في عام 1943.
وفي يناير (كانون الثاني) من عام 1944، تقدمت وحدة من سلاح الإشارة بالجيش الأميركي إلى مبنى القصر لاستخدامه كمحطة اعتراض تحت الاسم الرمزي «سانتا فيه». ولقد أقيمت هذه المحطة كجزء من التعاون العسكري المشترك بين أجهزة الاستخبارات البريطانية والأميركية إبان الحرب العالمية الثانية.
وشارك سلاح الإشارة في العملية لكسر نظام التشفير الرمزي الذي كان قيد الاستخدام من قبل القوات العسكرية الألمانية خلال الحرب. ولقد نجحت محطة «سانتا فيه» في اعتراض إشارات مورس المشفرة والصادرة في أغلب الأحيان عن القوات الجوية الألمانية، إذ كانت أسلاك الراديو الهوائية معلقة أعلى سطح القصر. ولقد تحول مطبخ تيودور والقاعة الكبرى إلى «غرف للاستقبال» مع كثير من أجهزة الراديو المصطفة على طاولات ممتدة من الخشب. وكان الجنود يستمعون إلى إشارات مورس المشفرة، ثم يكتبون الرسائل المشفرة، والتي يتم إرسالها إلى مركز فك التشفير والترميز بالجيش البريطاني في بليتشلي بارك في باكينغهامشاير، حيث كان يوجد الشكل البدائي من الحاسوب المستخدم في فك رموز الرسائل المشفرة. وكان العمل هناك شاقا للغاية، ويتطلب تركيزا كبيرا، وكان الرجال يعملون طيلة أيام الأسبوع قبل حصولهم على يوم راحة واحد. وكان الجنود الأميركيون ينامون في أسرة مزدوجة داخل العنبر الكبير، مع القليل للغاية من الخصوصية. وكانت هناك غرف للضباط والتي اتخذت من مساحات في السقف هناك. وهناك الآن غرفة كبيرة كانت تستخدم لتلاوة قصة الرجال الذين عاشوا وعملوا في ذلك القصر خلال تلك الفترة من الحرب العالمية الثانية.
واليوم، يدار القصر بواسطة المجلس المحلي، وهو مفتوح أمام الزوار، ويستخدم أحيانا لإجراء مراسم الزفاف. وهناك قسم تاريخي جيد للغاية، مع بعض الاكتشافات الأثرية المحلية المثيرة للاهتمام، مثل الأسنان الكبيرة من أحد فيلة الماموث لعصور ما قبل التاريخ (وكان مخلوقاً ضخماً للغاية يشبه الفيل الحالي)، وإحدى القنابل الألمانية غير المنفجرة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، والتي تحتاج إلى نزع فتيلها لكي تكون آمنة. كما أن هناك بعض المواد التفسيرية الحديثة والخاصة بشرح تاريخ القصر للزيارات المدرسية.
ويقع القصر داخل حديقة تبلغ مساحتها 65 هكتارا. وأحد أجزاء الحديقة يوصف بأنه منطقة «الحدائق النموذجية» حيث تمت زراعة مساحات صغيرة بمختلف التصاميم المختلفة حتى يمكن منح السكان المحليين أفكارا جديدة لحدائقهم الخاصة. كما تحتوي هذه الحدائق أيضاً على شجيرات كبيرة تم تقليمها لتشبه أشكال رؤوس الحيوانات - وهي مثيرة للإعجاب بحق.
القصر والحدائق المحيطة به مفتوحان للجمهور طيلة أيام الأسبوع. وهناك رسوم لزيارة القصر، ولكن زيارة الحدائق مجانية للجميع.
للمزيد من التفاصيل حول مواعيد العمل والزيارة، يمكنكم زيارة الموقع التالي: (www.hallplace.org.uk)