ممثل بريطاني يتحدى «داعش» من الرقة

الممثل البريطاني مايكل إنرايت
الممثل البريطاني مايكل إنرايت
TT

ممثل بريطاني يتحدى «داعش» من الرقة

الممثل البريطاني مايكل إنرايت
الممثل البريطاني مايكل إنرايت

قتل بريطاني كان يقاتل مع تحالف كردي - عربي لدى انفجار لغم في محيط الرقة، في وقت وزع فيه الممثل البريطاني مايكل إنرايت الذي شارك في فيلم «قراصنة الكاريبي» فيديو ظهر فيه وسط مدينة الرقة بعد تحريرها من «داعش»، وهو يستمع إلى المغنية أريانا غراندي، التي كانت تحيي حفلة موسيقية في قاعة مانشستر أرينا وتعرضت لهجوم إرهابي في مايو (أيار) الماضي.
وكان إنرايت ترك التمثيل، وانضم إلى «قوات سوريا الديمقراطية» التي طردت «داعش» من الرقة معقل التنظيم الرئيسي في سوريا.
وظهر الممثل وهو يستمع من هاتفه النقال لأغنية «بانغ بانغ» للأميركية أريانا غراندي، في وقت حمل فيه بيده الأخرى «رشاش أك - 47». وقال: «جاءوا إلى مدينتي، وحاولوا إسكات أريانا غراندي، التي يجب أن تكون أول من يغني بعدما طردوا» من الرقة. وأضاف: «لم تتمكنوا من إسكاتها، ولا إغلاق مدينتي، جئت إلى عقر داركم وصدحت (بانغ بانغ) بينما أنتم تولون الأدبار، لتعود الحرية مجدداً، ويعلو صوت الموسيقى».
ووجه الممثل المعتزل، الذي لعب دوراً في الفيلم الشهير «قراصنة الكاريبي»، رسالة لأريانا، من مسرح عمليات الذبح الجماعية التي كان ينفذها التنظيم، وقال: «هذه أول حفلة غنائية لك هنا، باركك الله»، بحسب تقرير نشر على موقع «روسيا اليوم». وأضافت أنه انضم إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، بعد إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً، على يد التنظيم في يناير (كانون الثاني) عام 2015، حيث تأثر بالفيديو الذي نشر، فاعتزل التمثيل، ونبذ حياة الترف، وسافر إلى سوريا للقتال.
إلى ذلك، أفيد بمقتل البريطاني جاك هولمز الذي كان يقاتل إلى جانب «وحدات حماية الشعب» الكردية، في لغم قرب الرقة أمس.
وكان جاك هولمز «تطوع في وحدات حماية الشعب» وعرض أكثر من صورة له خلال القتال ضد «داعش».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.