مجلس مفوضين جديد لإدارة الانتخابات العراقية

الكتل الكبيرة في مجلس النواب صوتت على مرشحيها

TT

مجلس مفوضين جديد لإدارة الانتخابات العراقية

حسم مجلس النواب العراقي عبر التصويت السري، أمس، تسمية الأعضاء التسعة الجدد لمجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. ورغم المعارضة التي أبدتها جهات سياسية وأعضاء من مجلس النواب على التشكيلة الجديدة للمفوضين المنتمين إلى جهات سياسية مختلفة، فإن إصرار تلك الجهات على مرشحيها دفعها إلى حسم الأمر لصالحهم.
واختار المجلس القائمة «ب» التي تضم 9 أسماء من بين أربع قوائم كان قد رشحها للتصويت. وحظت القائمة المصوت عليها على أصوات 152 من أصل 172 نائبا حضروا جلسة التصويت.
وتشير مصادر مجلس النواب إلى أن المجلس الجديد يضم المرشح رياض غازي البدران عن حزب «الدعوة الإسلامية»، وأحمد رحيم المذخوري عن «كتلة بدر»، ومعتمد نعمة عن حزب «الدعوة تنظيم الداخل»، ورزكار حمة محيي عن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، وغسان فرحان عن «كتلة الحل»، وكريم محمود التميمي عن «كتلة الأحرار» الصدرية، وسعيد محمد أمين عن «كتلة التغيير» الكردية، ومعن عبد حنتوش مرشح رئيس مجلس النواب سليم الجبوري والحزب الإسلامي، وحازم الرديني عن «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم.
ويبدو أن الخلاف مع رئاسة إقليم كردستان بشأن موضوع الاستفتاء، انعكس على شكل غياب مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني عن التشكيلة الجديدة لمجلس مفوضية الانتخابات.
وصوت المجلس وسط مقاطعة واعتراض نواب على المرشحين الجدد، وغاب عن الجلسة ائتلاف «العراقية» الذي يتزعمه نائب الرئيس إياد علاوي.
ولم تحصل الأقليات العراقية على أي مقعد في المجلس الجديد، الأمر الذي أثار الاستياء بين أوساط ممثليهم.
من جهته، رحب مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات المنتهية ولايته بتصويت مجلس النواب العراقي على المرشحين لمجلس المفوضين الجديد.
وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية، وعضو المجلس مقداد الشريفي: «نرحب بالتصويت على المجلس الجديد، ونبارك لأعضاء المجلس الجدد على الثقة التي منحها لهم مجلس النواب»، لافتا إلى أن «المجلس الحالي هيأ جميع مستلزمات التسلم والتسليم للمجلس الجديد، بعد أن يتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والقضائية بترشيحهم، مؤكدا دعم المجلس الحالي لأعضاء المجلس الجدد، من خلال الاستشارة والدعم المعنوي»، مشيرا إلى أن «البلد يحتاج الآن إلى تكاتف جميع الجهود لإنجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي سيشهدها العراق خلال العام المقبل».
وكان مجلس المفوضين المنتهية ولايته، اقترح على رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أن تجرى الانتخابات العامة في 12 مايو (أيار) المقبل.
إلى ذلك، عقدت مكونات «التحالف الوطني» الشيعي، مساء أمس، اجتماعا مع ممثلي «اتحاد القوى العراقية» السني، بحضور رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي. وقال بيان صادر عن الاجتماع إن الجانبين بحثا مستجدات الأوضاع السياسية والتحديات الراهنة وسبل الخروج منها. وأشار إلى اتفاق الجانبين على «ضرورة إجراء الانتخابات في وقتها المحدد، مع العمل على إنجاز المقدمات اللازمة لإتمام العملية الانتخابية، من خلال الإسراع في إقرار مجلس النواب قانون الانتخابات، والتصويت على أعضاء المفوضية».
وأيضا اتفقا على «إدامة الزخم الوطني الرسمي والشعبي، في الوقوف بوجه محاولات الانفصال والتقسيم والالتزام بالدستور، والتأكيد على وحدة العراق، ورفض أي ممارسة أو اتجاه يؤدي إلى تقسيم البلاد، كذلك تم الاتفاق على تشكيل لجنة من الجانبين لحل المشكلات العالقة، وإيجاد آليات سريعة لتنفيذ الحلول».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.