الأحزاب الكردستانية ترفض شروط بغداد للتفاوض

{حركة التغيير} المعارضة تدعو إلى حل رئاسة الإقليم

القوات العراقية في أثناء تقدمها إلى كركوك (الفرنسية)
القوات العراقية في أثناء تقدمها إلى كركوك (الفرنسية)
TT

الأحزاب الكردستانية ترفض شروط بغداد للتفاوض

القوات العراقية في أثناء تقدمها إلى كركوك (الفرنسية)
القوات العراقية في أثناء تقدمها إلى كركوك (الفرنسية)

شدد اجتماع الأحزاب السياسية في إقليم كردستان الذي عُقد في أربيل، أمس، بمشاركة 32 حزباً سياسياً، على استعداد الإقليم لبدء مفاوضات غير مشروطة مع بغداد على أساس الدستور، بعيداً عن سياسة فرض الأمر الواقع واستخدام القوات العسكرية.
وأكد بيان الأحزاب المجتمعة التي شملت معظم الأطراف السياسية الكردستانية، ما عدا حركة التغيير والجماعة الإسلامية والحركة الإسلامية في كردستان، على وحدة الصف الكردي، معتبرة أن وحدة القوى والأطراف السياسية الكردية هي الضامن لنجاح وتجاوز جميع المشكلات الحالية. وقالت في بيان: «نرفض بشدة أي خطوة باتجاه العودة إلى تقسيم الإقليم إلى إدارتين، يجب أن يدخل إقليم كردستان موحداً إلى أي حوار مع الحكومة العراقية»، معربة في الوقت ذاته عن تمسك كردستان بنتائج الاستفتاء الذي أجراه الإقليم في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، رافضة شروط الحكومة العراقية لبدء المفاوضات، حيث تشترط بغداد لبدء الحوار مجدداً مع أربيل مجموعة من الشروط تتمثل في إلغاء نتائج الاستفتاء وتسليم كافة المنافذ الحدودية ومطاري الإقليم وعائدات النفط إلى سلطة الحكومة الاتحادية.
وأدان البيان الهجمات العسكرية والقرارات السياسية والاقتصادية التي اتخذتها الحكومة العراقية ضد إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها، مبيناً أن {هجمات وقرارات بغداد غير دستورية وغير ديمقراطية ومنافية للقيم الإنسانية، مشدداً على أن العمليات العسكرية التي تنفذها الحكومة العراقية مؤقتة، ولن تتحول إلى أمر واقع}.
وجدد البيان إصرار كردستان على الحوار مع بغداد، وأضاف: «نحن مستعدون للحوار غير المشروط مع بغداد على أساس الدستور، بعيداً عن سياسة فرض الأمر الواقع والاعتداء العسكري»، مؤكدة على ضرورة أن يكون الحوار على أساس الاعتراف بحقوق شعب كردستان، وأن حكومة الإقليم ستمثل شعب كردستان فيه.
في غضون ذلك، أوضح رئيس حزب التنمية التركماني وعضو مجلس القيادة السياسية لكردستان محمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع «كان مهماً لمشاركة معظم الأحزاب الكردستانية فيه وبحثها آخر تطورات الأوضاع الحالية التي يشهدها الإقليم، وكيفية التعامل مع بغداد، ومع هذه الأوضاع، واتفق المجتمعون على ضرورة البدء بالمفاوضات مع بغداد، وأن يمثل الإقليم في هذه المفاوضات مؤسساته الشرعية كالبرلمان والحكومة». واتهم بغداد بأنها لم تتخذ حتى الآن أي خطوة جدية لبدء الحوار.
وتزامناً مع اجتماع الأطراف السياسية في كردستان، نظم الآلاف من مواطني أربيل أمس مظاهرة أمام القنصلية الروسية في المدينة، ورفعوا شعارات تطالب موسكو بالتحرك لمساندة إقليم كردستان، ودعمه، والحد من ممارسات القوات العراقية والتحركات العسكرية في المنطقة.
بدوره، أشار النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان كردستان فرحان جوهر إلى استمرار المساعي الدولية لحل المشكلات بين أربيل وبغداد بالحوار، وأن المجتمع الدولي يطالب بغداد بشكل صريح بإبعاد الميليشيات التابعة لإيران عن الساحة العراقية، وأضاف: «الوفد الكردستاني مستعد للذهاب إلى بغداد وبدء المفاوضات معها، وينتظر أن تحدد بغداد موعد الزيارة».
إلى ذلك، دعت حركة التغيير الكردية (كوران)، أمس، إلى حل رئاسة إقليم كردستان العراق وتشكيل «حكومة إنقاذ وطني» للتعامل مع الأزمة بين الأكراد والحكومة العراقية الاتحادية. وألقت الحركة المعارضة باللوم على مسعود بارزاني، رئيس الإقليم، في «النكسات» التي تواجه الأكراد بعد سيطرة القوات العراقية على مدينة كركوك في 16 أكتوبر (تشرين الأول) ردا على استفتاء على الاستقلال أجراه الأكراد الشهر الماضي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن بيان صادر عن قيادة الحركة بعد اجتماع في مدينة السليمانية أنه يجب «تشكيل حكومة إنقاذ وطني وحل رئاسة إقليم كردستان». وتدعم كوران حق أكراد العراق في تقرير مصيرهم لكنها عارضت إجراء الاستفتاء في 25 سبتمبر (أيلول) قائلة إن التوقيت غير موفق.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.