مسؤولان مصرفيان يتوقعان سيطرة منتجي النفط الصخري على السوق

رغم اتجاه الأسعار للتوازن بفضل اتفاق {أوبك}

مسؤولان مصرفيان يتوقعان سيطرة منتجي النفط الصخري على السوق
TT

مسؤولان مصرفيان يتوقعان سيطرة منتجي النفط الصخري على السوق

مسؤولان مصرفيان يتوقعان سيطرة منتجي النفط الصخري على السوق

قبل أيام في الكويت في مؤتمر الكويت للنفط والغاز، قدم مسؤولان في أكبر المصارف العالمية وجهتي نظر متشابهتين خلال جلسة واحدة، إذ توقعا زيادة سيطرة منتجي النفط الصخري على السوق، رغم النجاحات التي حققتها منظمة البلدان المصدرة للبترول {أوبك}، في اتفاقها الأخير لخفض الإنتاج واتجاه السوق نحو التوازن.
وبالنسبة لفيليب خوري، المصرفي في بنك {إتش إس بي سي}، فإن {السوق الآن في قبضة منتجي النفط الصخري وباقي منتجي النفط عالي التكلفة الذين يعتمدون على المصادر غير التقليدية}.
ورغم أن خوري يعمل الآن مصرفياً، فإنه أمضى 30 عاماً من عمره في القطاع النفطي حيث عمل كتاجر للنفط في شركة {توتال}، ولهذا أبهر الحضور بتحليلاته العميقة عن الصناعة النفطية رغم ابتعاده المباشر عنها.
ولم ينس خوري زملاءه التجار من أمثال شركة {فيتول} و{ترافيغورا} و{جفنور}و{غلنكور} الذين قال عنهم إنهم أصبحوا «القوى العظمى» في السوق النفطية الآن، حيث لم يكتفوا بتجارة النفط والمشتقات البترولية، ولكنهم أضافوا إلى استثماراتهم الكثير من المصافي واستثمروا في قطاع التكرير أكثر من أي شركة نفط دولية خلال السنوات الخمس الماضية.
ورغم أن خوري مقتنع بأن شركات النفط الصخري هي المهيمنة في السوق فإنه شكك في أن تنتقل هذه الثورة إلى أي مكان آخر في العالم، إذ ان الولايات المتحدة هي الوحيدة التي لديها بنية تحتية قادرة على السماح بتطوير النفط الصخري الذي يوجد في أماكن كثيرة في العالم مثل الصين وروسيا والأرجنتين.
ولم يختلف رئيس أبحاث السلع في مصرف {سيتي بنك} إد مورس عن خوري في ما ذهب إليه بخصوص السوق. إذ قال مورس للحضور في إحدى الجلسات خلال المؤتمر أن {أوبك غير قادرة على زيادة إنتاجها كما يتوقع البعض، بل إن هناك دولاً مثل العراق والجزائر وفنزويلا وإيران لن تستطيع رفع إنتاجها كما تعلن من دون استثمارات أجنبية حيث تعاني هذه البلدان من شح في الاستثمارات}.
ويضيف مورس أن {هذا الأمر أعطى أريحية لروسيا وباقي دول أوبك حيال وضع المعروض النفطي العالمي في العام القادم}. لكن مورس أضاف أن {أوبك} عليها تمديد الاتفاق حتى نهاية الربع الثاني أو نهاية الربع الثالث في أقصى تقدير.
وخفضت {أوبك} وروسيا ومنتجون آخرون الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل في اليوم منذ بداية عام 2017 من أجل إعادة المخزونات إلى مستوى متوسط الخمس سنوات، وهو ما ساعد في رفع أسعار النفط. وسيستمر الخفض حتى مارس (آذار) عام 2018. واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً تمديد الاتفاق حتى آخر 2018 إذا ما كان هناك حاجة لذلك.
ويقول مورس إن الطلب في العام القادم {سينمو وسيتوجب على أوبك أن تتخلى عن سياسة الخفض سريعاً وإلا خسرت حصة سوقية ودخل إضافي. كما أن بقاء الأسعار مرتفعة سيساعد في زيادة إنتاج النفط الصخري}.
وإذا ما استمر برميل خام غرب تكساس في الثبات عند 52 دولاراً، فسيرتفع إنتاج النفط الصخري بنحو 800 ألف برميل يومياً في العام القادم.
وقال مورس إن شركات النفط الصخري الآن بدأت في التحوط وبيع جزء من إنتاجها في العام القادم بعد وصول سعر غرب تكساس في عقود العام القادم إلى 52 دولارا.
واعتبر هذا الأمر مربكاً لحسابات {أوبك} في السنة القادمة عندما تريد تجديد اتفاقها حيث ستفاجأ بكميات غير متوقعة من النفط الصخري.
وعلى المدى الطويل يرى مورس أن أسعار النفط ستظل عند مستويات بين 40 و60 دولارا خلال العشر سنوات القادمة نظراً لوجود كميات كبيرة من النفط في السوق وكميات يمكن إنتاجها من النفط الصخري في حوض البريميان الذي أصبح الآن ثاني أكبر حقل في العالم بعد الغوار بفضل الاحتياطيات الضخمة التي قد تصل إلى 80 مليار برميل.
ولا تزال هناك الكثير من المخاوف حيال قدرة النفط الصخري على النمو. إذ يرى بعض المنتجين في الولايات المتحدة مثل هارولد هام أن توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية لإنتاج النفط الصخري مبالغ فيها.
ويرى الأمين العام لـ{أوبك}محمد باركيندو أنه لا مخاوف حيال النفط الصخري بعد أن تقلص الاستثمار فيه بشكل كبير وصل إلى 6 مليارات دولار فقط من 60 ملياراً قبل عامين فقط.
غير أن مورس يصر على أن {تقنيات النفط الصخري في تطور مستمر والتكلفة في انخفاض دائم والكشف عن احتياطيات جديدة مستمر. وتستطيع الشركات الآن العمل بكفاءة حتى مع أسعار النفط الحالية}.


مقالات ذات صلة

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

الاقتصاد منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

وافق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة «أدنوك».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

قالت 3 مصادر إن شركة النفط الحكومية الروسية «روسنفت» وافقت على توريد ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس».

«الشرق الأوسط» (موسكو - نيودلهي)
الاقتصاد مصفاة النفط «إكسون» في ليندن بنيوجيرسي (أ.ب)

أسعار النفط تحافظ على مكاسبها وسط عوامل متباينة

لم تشهد أسعار النفط تغييراً يذكر في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الخميس، في حين تترقّب الأسواق حالياً أي مؤشرات بشأن التحرك الذي سيتبناه الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

أعلنت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

«الشرق الأوسط» (دنفر)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.


الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الجمعة، إن اقتصاد ألمانيا سينكمش للعام الثاني على التوالي هذا العام، وسيكون تعافيه باهتاً، وربما يتفاقم بسبب حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، منذ سنوات، منذ أن فقد قطاعها الصناعي القوي القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية الرخيصة، وأيضاً مع تضاؤل ​​شهية الصين للصادرات الألمانية.

ومن المتوقع الآن أن يشهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال أشهر الشتاء ثم يتعافى بأبطأ وتيرة ممكنة؛ حيث سيكون الارتفاع المتوقع في الاستهلاك الخاص أقل ما كان مرتقباً، وقد يضعف سوق العمل أكثر وتتعافى استثمارات الأعمال ببطء.

وقال ناغل: «الاقتصاد الألماني لا يكافح فقط الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة، ولكن أيضاً المشاكل البنيوية. كما تستجيب سوق العمل الآن بشكل ملحوظ للضعف المطول للنشاط الاقتصادي».

ويتوقع البنك المركزي الألماني الآن انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بعد أن توقع في يونيو (حزيران) توسعاً بنسبة 0.3 في المائة، بينما تم خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى 0.2 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً.

ولكن حتى هذه الأرقام قد تكون مفرطة في التفاؤل، كما حذر البنك، نظراً للتهديدات الناجمة عن الحمائية المتزايدة والصراعات الجيوسياسية وتأثير التغيير الهيكلي على الاقتصاد الألماني.

وأضاف البنك المركزي الألماني أن محاكاة الرسوم الجمركية المتزايدة المتوقعة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تظهر أن الولايات المتحدة ستعاني من أكبر ضربة للنمو، ولكن ألمانيا ستخسر أيضاً ما بين 1.3 و1.4 في المائة من الناتج حتى عام 2027، وقد يرتفع التضخم أيضاً بسبب هذه التدابير.

وقال البنك المركزي الألماني إن التضخم سيرتفع بنسبة 0.1 إلى 0.2 في المائة سنوياً حتى عام 2027 بسبب سياسة الحماية التي ينتهجها ترمب، لكن نموذج المعهد الوطني للاقتصاد القياسي العالمي توقع انخفاضاً بنسبة 1.5 في المائة العام المقبل، و0.6 في المائة في عام 2026. وقال البنك المركزي الألماني: «المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي حالياً تميل إلى الجانب السلبي، والمخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الجانب الإيجابي»، مضيفاً أن الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الأشهر المقبلة قد تغير التوقعات المالية.

وهذا الضعف المستمر هو أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس، والتلميح إلى المزيد من التيسير في المستقبل، مع تراجع مخاوف التضخم إلى حد كبير وتحول التركيز نحو النمو.

لكن البنك المركزي الألماني ليس مستعداً بعد لإعلان الفوز في معركة التضخم؛ حيث قال يوم الجمعة إن تضخم أسعار المواد الغذائية قد يقفز، وإن تضخم الخدمات سيظل مرتفعاً، مما يبقي الزيادات في الأسعار أعلى من متوسط ​​منطقة اليورو.

وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات يوم الجمعة تراجع الصادرات الألمانية على نحو ملحوظ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن أن الصادرات انكمشت في أكتوبر بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بسبتمبر (أيلول) السابق عليه، إلى 124.6 مليار يورو. كما انخفضت الصادرات بنفس النسبة على أساس سنوي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للصادرات الألمانية، بنسبة 14 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 12.2 مليار يورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 3.8 في المائة. وفي التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الصادرات الألمانية بنسبة 0.7 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في مصرف «في بي»، توماس جيتسل، أن بداية الربع الأخير من عام 2024 لا تبشر بالخير مع الانخفاض الذي سجلته الصادرات في أكتوبر الماضي، وأضاف: «حتى لو كان الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة يتعلق على الأرجح بالطلبيات الكبيرة، فإن التراجع يعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في حالة حدوث نزاعات جمركية كبيرة مع الولايات المتحدة».

وتسببت المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية من الصين، على سبيل المثال، فضلاً عن مشكلات هيكلية في الصناعة الألمانية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والأعباء البيروقراطية الكثيرة، في إنهاك ألمانيا بوصفها دولة تصديرية لفترة طويلة. وكانت الصادرات قد انخفضت بالفعل في سبتمبر الماضي.

وانخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بسبتمبر إلى 111.2 مليار يورو. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 1.7 في المائة. وكان الميزان التجاري إيجابياً عند 13.4 مليار يورو.