الشمس تجدد تعامدها على وجه رمسيس الثاني جنوب مصر

شاهد ما يقرب من 3500 سائح فجر أمس (الأحد) ظاهرة تعامد الشمس على وجه الفرعون (رمسيس الثاني) في معبده، الذي يحمل اسمه في مدينة أبو سمبل، جنوب أسوان، وهي من الظواهر الفلكية التي تحدث مرتين في العام، تحديداً يومي 22 فبراير (شباط) و22 أكتوبر (تشرين الأول).
وتسبب مقتل وإصابة 16 شرطياً مصرياً خلال اشتباكات مع إرهابيين في منطقة الواحات البحرية بمحافظة الجيزة المتاخمة للقاهرة، في إلغاء احتفال كانت تعتزم وزارتا السياحة والآثار تنظيمه، بالتعاون مع محافظة أسوان. واقتصرت مراسم الاحتفال بتلك الظاهرة، أمس، على رصد ومتابعة تعامد الشمس، بينما جرى إلغاء كل العروض الفلكلورية والفنية.
وتقدَّم الحضور وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني، ووزير الثقافة حلمي النمنم، ومحافظ أسوان اللواء مجدي حجازي، بجانب عدد من السفراء الدبلوماسيين العرب والأجانب. وقال محافظ أسوان إن «ساحة معبد أبو سمبل سوف تشهد في النصف الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل احتفالية عالمية حاشدة، بمناسبة مرور 200 عام، على قيام المستكشف الإيطالي جيوفاني باتيستا بيلزوني باكتشاف معبدي أبو سمبل. مشيراً إلى أنه بحث ووزيرا الآثار والثقافة كل الاستعدادات الخاصة بتلك الاحتفالية، التي سيُدعى لحضورها علماء مصريات وشخصيات دولية من مختلف بلدان العالم، وأنه جرى رفع مستوى المرافق والخدمات داخل مطار أبو سمبل وكل المناطق الأثرية والسياحية بالمدينة.
واستغرق التعامد، أمس، نحو 20 دقيقة قطعت خلالها أشعة الشمس مسافة 60 متراً داخل المعبد لتصل إلى صالة قدس الأقداس.
من جانبه، أوضح الدكتور خالد العناني أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى تعد ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يبلغ عمرها 33 قرناً من الزمان، والتي جسدت التقدم العلمي الذي توصل إليه القدماء المصريون، خصوصاً في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير... والدليل على ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيّدوها في كل مكان، مشيراً إلى أن هذه الآثار كانت شاهدة على الحضارة العريقة التي خلّدها المصري القديم في هذه البقعة الخالدة من العالم، وأن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام احتفالاً بموسم الفيضان والزراعة، واحتفالاً ببدء موسم الحصاد، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة «آمون ورع حور وبيتاح». وتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60 متراً داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لاعتقاد عند المصريين القدماء بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني والإله رع، إله الشمس عند القدماء المصريين.