ثاني جولات الحوار الليبي تنتهي بـ«نقاط اتفاق واختلاف»

سلامة يمتص غضب الجنوب بكلمة متلفزة... ومسلحون يهدمون مسجداً شرق طرابلس

غسان سلامة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ختام الجولة الثانية من الحوار الليبي في العاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)
غسان سلامة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ختام الجولة الثانية من الحوار الليبي في العاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)
TT

ثاني جولات الحوار الليبي تنتهي بـ«نقاط اتفاق واختلاف»

غسان سلامة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ختام الجولة الثانية من الحوار الليبي في العاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)
غسان سلامة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ختام الجولة الثانية من الحوار الليبي في العاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)

قال المبعوث الأممي لدي ليبيا غسان سلامة، أمس، إن اجتماعات لجنة الصياغة المشتركة لمجلسي النواب والأعلى للدولة، المعنية بتعديل «اتفاق الصخيرات» أنهت جولتها الثانية بـ«نقاط اتفاق، واختلاف»، متجنباً التطرق إلى طبيعتها، لكنه أكد أن «البعثة ستعمل على صياغة كل نقاط الاتفاق، وخلخلة الاختناقات مع الأطراف الليبية».
وأضاف سلامة في مؤتمر صحافي من تونس، أمس، أن أعضاء اللجنة المشتركة سيعودون إلى ليبيا اليوم (الأحد)، مشيراً إلى أنه «تم خلال جلسة اليوم (أمس) تحديد نقاط التوافق العديدة، وأيضاً نقاط الاختلاف التي ما زالت قائمة». وأثنى على «الأجواء التي سادت خلال الاجتماعات، وعلى إنشاء اللجنة وترسيخ قواعد عملها بهدف استمرار التشاور بين المجلسين في كل المجالات التي يستدعي الاتفاق السياسي التشاور بين المجلسين بشأنها». ولفت إلى أن البعثة ستبقى منكبّة على السعي إلى تنفيذ مختلف عناصر خطة العمل التي طرحها الممثل الخاص في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتبناها مجلس الأمن الدولي والتي «تتوج بانتخابات حرة ونزيهة في غضون عام واحد من إعلانها، لإخراج ليبيا من الانسداد السياسي الراهن وتهيئة مستقبل أفضل لأبنائها».
وانتهى سلامة قائلاً: «هناك مساحة للتفاهم في كل النقاط بما فيها المادة الثامنة، ولكن هناك جزئيات بحاجة إلى التشاور مع القيادات السياسية».
وقال مصدر مطلع على أعمال اللجنة لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماعات طرفي الحوار «سادها بعض التجاذبات»، مشيراً إلى أن كلاً من الطرفين «تمسك بمصالح الجهة التي يمثلها في ما يتعلق بأحقية تزكية مجلس النواب لمرشحي المجلس الرئاسي الجديد الذي يتكوّن من رئيس ونائبين، بالإضافة إلى الموقف من المادة الثامنة وملحقاتها».
وعشية اجتماع لجنة الصياغة المشتركة لتعديل اتفاق الصخيرات، الذي وُقِّع في المغرب في ديسمبر (كانون الأول) 2015، توجّه المبعوث الأممي بكلمة متلفزة إلى أهل الجنوب، وُصفت بأنها محاولة لامتصاص غضبهم، بسبب عدم زيارتهم خلال جولاته الأخيرة في المنطقة الغربية، وقال لهم «أنتم في البال، وفي كل يوم أعلم المزيد عن التحديات الكبيرة التي تواجهكم». وعبّر سلامة عن امتنانه لأهل جنوب ليبيا «ودورهم الوطني في الحفاظ على وحدة البلاد». وقال: «كم كنت سأسعد لو تمكنت من زيارتكم، فمنذ اليوم الأول لوصولي ليبيا وأنا أتهيأ لزيارتكم في مدنكم، ولكني ما استطعت إلى ذلك سبيلاً».
وأضاف سلامة: «أبعث لكم بهذه الرسالة لأهنئكم على الدور الذي لعبتموه دوماً وتلعبونه الآن من خلال ممثليكم في لجان الصياغة، في تأكيد وحدة ليبيا وجمع الشمل بين أبنائها، والاعتدال في المطالبات وفي النقاشات، وهذا ما ألمسه يومياً». وتابع: «إنني على علم تام بالاحتياجات الكبيرة التي هي ماسّة بالنسبة إلى أبناء الجنوب الليبي، وهناك عدد من المنظمات الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة التي تعمل إلى جانبكم، ولكني أقرّ بأن هذا غير كافٍ».
واشتكى الجنوبيون مرات عدة من تعرضهم لما يعتبرونه «ظلماً اجتماعياً»، وقالوا «إنهم سقطوا في ذاكرة الحكومات المتعاقبة»، رغم ما تمتلكه منطقتهم من موارد طبيعية. وسبق أن أعلنت مجموعة من الشباب في مدينة سبها، كبرى مدن الجنوب الليبي، عن تأسيس «حراك» ضد «الظلم والفساد والعبث، ولتلبية مطالب المدينة المتمثلة في غياب الأمن والخدمات وقلة السيولة وغلاء الأسعار».
إلى ذلك، قال أحد سكان منطقة الغرارات المجاورة لسوق الجمعة (شرق طرابلس)، لـ«الشرق الأوسط»، إنه شاهد مسلحين يهدمون مسجداً عتيقاً يضم ضريحاً في المنطقة قبل أيام. وقال: «أتوا على الضريح ودمروه تماماً بمعدات ثقيلة ولم يعترضهم أحد». ودافعت قوة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني عن نفسها في مواجهة الاتهامات التي لاحقتها على صفحات التواصل الاجتماعي، ونفت أن يكون أفراد منها تورطوا في هدم الضريح. وقالت قوة الردع في بيان، فجر أمس، إن هناك من يحاول «استغلال» هدم الضريح في الغرارات لتوريطها في ما حصل، مؤكدة أنها حقق في الأمر و«سيلاحق الجناة». وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قد اتهمت قوة الدرع بالوقوف وراء هدم المسجد العتيق الذي يعود عمره إلى 600 سنة.
إلى ذلك، أصدر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية الفريق عبد الرازق الناظوري قراراً يجرّم إطلاق النيران في الأفراح والمناسبات الاجتماعية. وتضمن القرار الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط» تشكيل لجان أمنية برئاسة أمراء الشرطة العسكرية وعضوية رؤساء مكاتب المباحث العامة ورؤساء أقسام البحث الجنائي، لضبط حالات إطلاق النار العشوائي في الأفراح والمناسبات الاجتماعية وإعداد محاضر تحقيق بشأنها وإحالتها إلى النيابات المختصة لتقديم الجناة إلى المحاكم، تطبيقاً لأحكام القانون رقم (2) لسنة 2014 بشأن حظر الأسلحة والذخائر والمفرقعات.
وأكد القرار أن «صاحب المناسبة الاجتماعية هو المسؤول جنائياً، ويعتبر شريكاً في الجريمة المقترَفة وتطبَّق بشأنه العقوبة المقررة للفاعل الأصلي».



سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
TT

سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش عيّن، اليوم الجمعة، وزيرة الخارجية الهولندية السابقة سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن كاغ ستواصل أيضاً دورها الحالي بوصفها كبيرة منسقي المنظمة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

وأضاف حق أن تعيين كاغ مبعوثة للشرق الأوسط مؤقت، بينماً لا يزال غوتيريش يبحث عن بديل دائم لتور وينسلاند الذي استقال نهاية العام الماضي بعد أربع سنوات في منصبه.

تور وينسلاند (الأمم المتحدة)

من هي سيغريد كاغ؟

وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة، تتمتع كاغ بخبرة واسعة في الشؤون السياسية والإنسانية والتنموية، وكذلك في الشؤون الدبلوماسية.

تم تعيينها في 26 ديسمبر (كانون الأول) 2023 في منصب كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720 لسنة 2023.

وتقوم كاغ من خلال هذا الدور بتسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة. كما تقوم أيضاً بإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة معنية بتسريع إرسال شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة من خلال الدول التي ليست طرفاً في الصراع.

قبلها، شغلت منصب النائبة الأولى لرئيس الوزراء وأول وزيرة للمالية في الحكومة الهولندية منذ يناير (كانون الثاني) 2022. وقبل ذلك، شغلت منصب وزيرة التجارة والتعاون الإنمائي في هولندا في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) 2017 حتى مايو (أيار) 2021، ووزيرة للشؤون الخارجية حتى سبتمبر (أيلول) 2021.

تم انتخاب سيغريد كاغ زعيمة للحزب الاشتراكي الليبرالي في هولندا في سبتمبر 2020، ثم استقالت من هذا المنصب في أغسطس (آب) 2023. وقادت حزبها للفوز في انتخابات مارس (آذار) 2021.

سيغريد كاغ تعمل حالياً كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة (رويترز)

شغلت كاغ مجموعة واسعة من المناصب الرفيعة في منظومة الأمم المتحدة. فقد كانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، في الفترة بين عام 2015 إلى عام 2017. ومن عام 2013 إلى عام 2015، عملت منسقة خاصة مشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبعثة الأمم المتحدة في سوريا.

كما شغلت منصب مساعدة الأمين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الفترة بين 2010 إلى 2013، ومنصب المديرة الإقليمية لمنظمة «اليونيسف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأردن في الفترة بين 2007 إلى 2010.

قبل ذلك، عملت كاغ في العديد من المناصب العليا لدى «اليونيسف»، والمنظمة الدولية للهجرة، ووكالة «الأونروا».

كاغ حاصلة على درجة الماجستير في الآداب في دراسات الشرق الأوسط من جامعة إكستر البريطانية، وماجستير الفلسفة في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد، وبكالوريوس الآداب في دراسات الشرق الأوسط من الجامعة الأميركية بالقاهرة.

وتتحدث كاغ الهولندية والألمانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعربية.