اتفاقيات «عاصمة الضباب» ترسم مستقبل الرياضة السعودية

تركي آل الشيخ يسابق الزمن بمزيد من الخطوات التطويرية

آل الشيخ لدى توقيعه اتفاقية استضافة السعودية لنهائي السوبر العالمي («الشرق الأوسط»)
آل الشيخ لدى توقيعه اتفاقية استضافة السعودية لنهائي السوبر العالمي («الشرق الأوسط»)
TT

اتفاقيات «عاصمة الضباب» ترسم مستقبل الرياضة السعودية

آل الشيخ لدى توقيعه اتفاقية استضافة السعودية لنهائي السوبر العالمي («الشرق الأوسط»)
آل الشيخ لدى توقيعه اتفاقية استضافة السعودية لنهائي السوبر العالمي («الشرق الأوسط»)

وضع رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، لبنات رئيسية للرياضة السعودية، من خلال رحلته الأخيرة إلى العاصمة البريطانية لندن، من خلال الاتفاقيات السبع التي أبرمها هناك، إذ كانت هذه الخطوات كفيلة ببناء أرض خصبة وبيئة جاذبة للعمل الاحترافي والنهوض من جديد برياضة الوطن في جميع ألعابها المختلفة، وتسليط الضوء على الرياضة السعودية من خلال النهائيات العالمية التي ستقام على أرض المملكة.
ويرى كثيرون أن الاتفاقيات الأخيرة كفيلة بإعادة الحياة من جديد لرياضة الوطن، ونقلها للعالمية، في ظل الاهتمام الذي يجده الرياضي السعودي من القيادة في البلاد، فضلاً عن الدعم المالي الضخم الذي ينفق على جميع الألعاب الرياضية لتشريف المملكة في المحافل الدولية، وللعودة من جديد لمنصات التتويج التي غابت عن الأخضر 21 عاماً منذ حصوله على آخر بطولة آسيوية في عام 1996.
وأبرم تركي آل الشيخ سلسلة من الاتفاقيات تنوعت ما بين تأسيس اللاعبين الناشئين من خلال أكاديميات، واحتراف اللاعبين السعوديين في الدوري الإسباني، وجذب أنظار الرياضيين في مختلف العالم إلى المملكة التي ستحتضن على أرضها نهائيات عالمية في لعبة الملاكمة ولعبة الشطرنج ولعبة السيارات ولعبة الدرون.
وكان واضحاً تركيز القيادة الرياضية على الناشئين من خلال إنشاء الأكاديميات الرياضية، وهي خطوة نحو السعي لنشر مختلف الرياضات وتنوعها، وتوسيع قاعدة ممارسيها، بما يسهم في صناعة جيل من الأبطال في المرحلة المقبلة، للمنافسة على الألقاب الجماعية والفردية في المحافل القارية والعالمية، وإعادة الألعاب المختلفة للواجهة من جديد.
ولأن الرياضة في المقام الأول صناعة فلا بد أن تبدأ تغرس مبادئها وعلومها في مراحل العمر الأولى، والاهتمام باللاعبين الصغار ليكونوا الركيزة الأساسية نحو صناعة جيل جديد من الرياضيين، وقع تركي آل الشيخ اتفاقية مع شركة «كوموسا» لإنشاء أكاديمية لإعداد الملاكمين السعوديين الناشئين، كما اتفق مع رابطة «الليغا» الإسبانية لكرة القدم اتفاقية، تتضمن تأسيس أكاديميتين في الرياض وجدة، وذلك بهدف تدريب وتطوير اللاعبين السعوديين الناشئين.
ولم يغفل آل الشيخ عن الدور الذي لعبه المدرب السعودي في تحقيق الإنجازات السابقة للكرة السعودية، وتضمنت الاتفاقية مع رابطة «الليغا» الإسبانية، إعداد مدربين رياضيين سعوديين وفق برامج معدة من رابطة الاتحاد الإسباني، وذلك بهدف رفع قدرات اللاعبين والمدربين السعوديين بما يحقق الهدف المأمول للرياضة السعودية، إلى جانب انتقال نخبة لاعبي المنتخب السعودي الأول إلى أندية الدرجة الأولى في الدوري الإسباني، وانتقال البارزين في هذه الأكاديميات إلى المشاركة في دوري الفئات السنية في «الليغا» الإسبانية.
وتواصلت الاتفاقيات التي تهتم بصقل المواهب الوطنية، ووقع آل الشيخ مذكرة تفاهم مع ريتشارد أرنولد الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي تهدف إلى تطوير صناعة كرة القدم في المملكة والاستفادة من الخبرات الإنجليزية الطويلة في هذه اللعبة ذات الشعبية الواسعة، وإنشاء عدد من الأكاديميات في المملكة لرعاية المواهب وتطويرها، وفقاً لأحدث مفاهيم الاحتراف والأسس العلمية، كما تضمنت مذكرة الاتفاق إيجاد برنامج إعداد وتدريب متخصص للكوادر التدريبية السعودية لرفع كفاءتهم وتطوير قدراتهم في هذا المجال.
ومن «عاصمة الضباب» زف تركي آل الشيخ الأخبار السارة للرياضيين العرب والخليجيين قبل السعوديين باستضافة المملكة أكبر تظاهرة عالمية في لعبة الملاكمة، واتفق مع شركة «كوموسا» المنظمة لبطولة محمد علي كلاي للملاكمة، تتضمن استضافة السعودية نهائي السوبر العالمي للملاكمة في محافظة جدة، واستضافة هذه البطولة تمثل الحدث الأكبر في الشرق الأوسط لهذا النوع من الرياضة، وتحظى بحضور ومتابعة لوجود أبطال عالميين في مثل هذه المنافسة، علاوة على الاسم الذي تحمله ما يمثله من ثقل تاريخي في هذه اللعبة.
وشهدت العاصمة البريطانية توقيع اتفاقية مع غيوفري بورغ رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج تضمنت استضافة المملكة بطولة العالم للشطرنج في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بحضور أبرز أبطال هذه اللعبة، ووفقاً للاتفاقية فإن الاتحاد سيقيم بطولة كأس الملك سلمان للشطرنج بمشاركة 100 نجم من أبطال هذه اللعبة في العالم وأبرز محترفيها، على أن تتم إعادة بطولة الشطرنج العربية وتستضيفها المملكة، فيما ستشهد المملكة استضافة نهائي كأس العالم للشطرنج 2020م.
كما جرى الاتفاق لإقامة سباق نهائي بطولة العالم لأبطال السيارات في المملكة مطلع 2018 في العاصمة الرياض، ووقع آل الشيخ مع فريدرك جونسون رئيس الشركة القائمة على الحقوق، وهي البطولة التي تقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وتحظى بمتابعة واهتمام كبيرين في العالم أجمع، حيث يشارك في السباق أفضل المتسابقين دولياً من مختلف السباقات العالمية لهذه الرياضة، وستكون فرصة حقيقة للرياضيين السعوديين للاحتكاك بالأبطال العالميين والاستفادة من خبراتهم.
وإضافة إلى الاتفاقيات السابقة بإقامة تظاهرات عالمية على أرض المملكة العربية السعودية التي تشهد حركاً رياضياً لم يسبق له مثيل، شملت الاتفاقيات السابقة اتفاقية مماثلة تتضمن استضافة المملكة لنهائي بطولة العالم للدرون «DRL» على أن يقام في النصف الثاني من 2018، بمشاركة الأبطال والمحترفين في هذه اللعبة ذات الشعبية المتنامية، وهي عبارة عن طائرة صغيرة دون طيار، توجه عن بعد أو تُبرمَج مسبقاً، وتستهوي هذه اللعبة الجيل الجديد من الشبان السعوديين الذين سيكونون على موعد مع الأبطال العالميين في هذه اللعبة.
وكان آخر الاتفاقات السبع التي ابرمها تركي آل الشيخ تعيين الأسترالي جيمس كيتشينغ مستشاراً قانونياً لشؤون الرياضة السعودية، وجاء اختيار كيتشينغ لهذا المنصب لما يحمله من خبرات كبيرة وسجل عملي حافل بالنجاح، والمشاركات في اللجان القضائية الرياضية قارياً ودولياً، كما يمتلك سجلاً متميزاً في الإشراف على غرف فض المنازعات الرياضية، وسيتولى الأسترالي مراجعة وتحديث كل الأنظمة واللوائح والعمل على تطويرها بما يتناسب مع مستقبل الرياضة السعودية ويضمن ارتقاء المنافسة، على أن يبدأ مهامه بشكل رسمي مطلع الشهر المقبل.
ويحمل الأسترالي جيمس كيتشينغ خبرات متراكمة في القضاء الرياضي أهلته لأن يكون تحت أنظار هيئة الرياضة، ويحظى بالانضمام إلى منظومة العمل الرياضية السعودية، وسبق أن تقلَّد منصب الرئيس للخدمات القانونية الرياضية التأديبية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وقضى خمسة أعوام في هذا المنصب، كما شارك في بعثات «الفيفا» إلى آسيا، التي تقوم بمراجعة القوانين وتشارك في تشكيل غرف للنزاعات الوطنية، بالإضافة لإعداد وإقامة والإشراف على ورش مختصة في هذا المجال، وعين في مطلع هذا العام في الفريق التأديبي لنزاهة الرياضة الإلكترونية (إسيك).



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.