قال قائد حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إن زمن الاعتراف بإسرائيل قد ولى، ولا أحد لديه القدرة على ذلك، لأن هدفنا هو محوها من الخريطة، واصفاً مطلب نزع سلاح حماس «كحلم إبليس في الجنة».
وكان السنوار يرد على الموقف الأميركي المتماهي مع الموقف الإسرائيلي، الرافض لمصالحة فلسطينية من دون اعتراف حركة حماس بإسرائيل، كشرط للمشاركة في أي حكومة فلسطينية مستقبلية، وهو ما رفضته حماس وفتح كذلك.
وقال السنوار، في لقاء مع الشباب الفلسطيني في غزة: «ولى الزمان الذي تعترف به حماس بإسرائيل، لا أحد لديه القدرة على النقاش في الاعتراف بإسرائيل، لأن هدفنا هو محوها من الخريطة». وأضاف: «نزع سلاح حماس هو كحلم إبليس بالجنة، ولن تمر دقيقة في الليل أو النهار إلا وستزيد قوتنا وسيزيد سلاحنا».
وأقر السنوار بأن الموقف الأميركي الإسرائيلي سيجعل المرحلة المقبلة أصعب، لكنه قال إن حركته لن تتراجع عن المصالحة.
وأبدى السنوار أسفه بسبب السنوات التي كانت فيها حماس طرفا في الانقسام، متعهدا بأن الحركة لن تعود إلى ذلك.
وقال السنوار: «نحن جادون في طَي هذه المرحلة، وأنا سأستقوي بالشباب الفلسطيني في كسر عنق كل من يعطل المصالحة أو التراجع عن أي خطوة مما أنجزناه». بل ذهب السنوار إلى الطلب من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن يفكر بالاستناد إلى القوة العسكرية في مفاوضاته، قائلا: «نحن جاهزون لدعمه، لأنه سيكسب كثيرا، وسينقل بذلك القضية الفلسطينية إلى أفضل مراحلها».
وتابع: «لقد أعددنا أنفسنا في حال فكر العدو أن يمس شعبنا بأي سوء، أن نكسر جيشه كسرة لا يقوم بعدها أبدا، هذا ما وعدني به قائد القسام محمد الضيف وهو إذا قال صدق».
وفي نبرة تحد لإسرائيل والولايات المتحدة، فاخر السنوار بأن حماس نجحت في العامين الماضيين في إدخال سلاح يعادل 10 سنوات من الأعوام التي سبقت ذلك.
كما وجه السنوار الدعوة إلى الرئيس عباس بالحضور إلى غزة متعهدا بحمايته، قائلا إنه سيسهر شخصيا على سلامته وراحته.
وجاء حديث السنوار بعد قليل من إعلان جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق، بأن «الولايات المتحدة تؤكد من جديد، أهمية التقيد بمبادئ اللجنة الرباعية للشرق الأوسط»، مضيفا، أن «أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم التزاما لا لبس فيه، بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة الموقعة بين الطرفين، بما في ذلك نزع سلاح الإرهابيين والالتزام بالمفاوضات السلمية».
وأضاف غرينبلات في بيان نشرته القنصلية الأميركية في القدس، أنه «إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل هذه المتطلبات الأساسية». وأشار غرينبلات: «يتفق جميع الأطراف أنه من الضروري أن تتمكن السلطة الفلسطينية من تسلم زمام مسؤولياتها المدنية والأمنية الكاملة في غزة، وبشكل حقيقي ودون معوقات في غزة، وأن نعمل سويا لتحسين الحالة الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون هناك».
وهذه ليست أول تصريحات لغرينبلات في هذا الاتجاه، فقد تحدث بشكل عام حول الأمر مع بداية مباحثات المصالحة في القاهرة بين حركتي فتح وحماس، لكن موقفه هذا شديد التفصيل، جاء بعد يوم واحد من حسم إسرائيل موقفها تجاه المصالحة ببيان وضع 7 اشتراطات.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابنيت) وضع شروطا لموافقته على بدء مفاوضات مع الحكومة الفلسطينية تركزت بمجملها على حركة حماس.
وأعلن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر أن إسرائيل لن تتفاوض مع الفلسطينيين إلى أن تتخلى حركة حماس عن سلاحها. واشترطت إسرائيل على حماس «الاعتراف بإسرائيل، والتخلي عن الإرهاب وفقا لشروط الرباعية، وتفكيك سلاحها، وإعادة قتلى الجيش الإسرائيلي والمواطنين الموجودين في غزة، والسيطرة الأمنية الكاملة للسلطة الفلسطينية على قطاع غزة، بما يشمل المعابر ومنع التهريب، والاستمرار بتدمير البنية التحتية الإرهابية لحماس في الضفة الغربية من قبل السلطة الفلسطينية، وقطع علاقات حماس مع إيران، وتدفق أموال المساعدات الإنسانية إلى غزة فقط عن طريق السلطة الفلسطينية والآليات التي أقيمت من أجل ذلك هناك».
ورفضت السلطة وحماس الاشتراطات الإسرائيلية، لكن السلطة امتنعت عن التعقيب الفوري على بيان غرينبلات، فيما هاجمته حماس ورفضته فتح.
وعبرت الحركة الإسلامية، في بيان، عن رفضها لمحاولات الابتزاز والانحياز الأميركي لصالح المواقف الإسرائيلية التي عبر عنها غرينبلات.
وقالت حماس، في بيان، إن تصريحات غرينبلات تمثل تدخلا سافرا في الشؤون الفلسطينية الداخلية، وتهدف إلى وضع العصي في دواليب المصالحة.
وجددت حركة حماس تأكيدها على المضي قدما في تطبيق خطوات المصالحة كافة، ولن تلتفت إلى أي محاولة لتخريب هذا المسار أو تعطيله.
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه الرئاسة الفلسطينية أي موقف فوري، كما حدث مع البيان الإسرائيلي، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، ماجد الفتياني، إن حركته ترفض الموقف الأميركي، مضيفا أنه «ليس من صلاحيات أي حكومة فلسطينية الاعتراف بإسرائيل من عدمه، لأن الذي اعترف بإسرائيل هو منظمة التحرير صاحبة الولاية على الملف السياسي الفلسطيني».
وأكدت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، أن فتح لن تطلب من حماس الاعتراف بإسرائيل، لأن فتح نفسها لم تفعل ذلك.
وأضاف: «ما سنقوله للأميركيين وغيرهم أن أي حكومة مستقبلية هي حكومة الرئيس محمود عباس رئيس منظمة التحرير التي تبادلت الاعتراف بإسرائيل».
وتابع: «ليس كل حكومة إسرائيلية تأتي تعطينا اعترافا. هناك اعتراف متبادل وانتهى. ليس مطلوبا من كل حكومة فلسطينية وكل كيان أن يعترف بإسرائيل».
وأردف: «كما هو معروف للأميركيين والإسرائيليين، فإن كل حكومة تابعة للسلطة الفلسطينية تلتزم ببرنامج منظمة التحرير».
وقال المصدر إن الملاحظات الأميركية لن تغير في خطة الحركة والرئيس نحو المصالحة. وذكر أن حملة مشابهة إسرائيلية أميركية، أطلقت أثناء تشكيل حكومة التوافق الحالية، ولم تؤثر على تشكيلها.
وفي إسرائيل رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموقف الأميركي، وقال إنه لن يفاوض «كيانا إرهابيا متنكرا بكيان سياسي».
السنوار: هدفنا محو إسرائيل وليس الاعتراف بها... ونزع سلاحنا كحلم إبليس بالجنة
قائد {حماس} يرد على موقف واشنطن المتبني لموقف إسرائيل... و{فتح}: لم نعترف ولا نطلب من الآخرين ذلك
السنوار: هدفنا محو إسرائيل وليس الاعتراف بها... ونزع سلاحنا كحلم إبليس بالجنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة