السنوار: هدفنا محو إسرائيل وليس الاعتراف بها... ونزع سلاحنا كحلم إبليس بالجنة

قائد {حماس} يرد على موقف واشنطن المتبني لموقف إسرائيل... و{فتح}: لم نعترف ولا نطلب من الآخرين ذلك

يحيي السنوار (أ.ف.ب)
يحيي السنوار (أ.ف.ب)
TT

السنوار: هدفنا محو إسرائيل وليس الاعتراف بها... ونزع سلاحنا كحلم إبليس بالجنة

يحيي السنوار (أ.ف.ب)
يحيي السنوار (أ.ف.ب)

قال قائد حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إن زمن الاعتراف بإسرائيل قد ولى، ولا أحد لديه القدرة على ذلك، لأن هدفنا هو محوها من الخريطة، واصفاً مطلب نزع سلاح حماس «كحلم إبليس في الجنة».
وكان السنوار يرد على الموقف الأميركي المتماهي مع الموقف الإسرائيلي، الرافض لمصالحة فلسطينية من دون اعتراف حركة حماس بإسرائيل، كشرط للمشاركة في أي حكومة فلسطينية مستقبلية، وهو ما رفضته حماس وفتح كذلك.
وقال السنوار، في لقاء مع الشباب الفلسطيني في غزة: «ولى الزمان الذي تعترف به حماس بإسرائيل، لا أحد لديه القدرة على النقاش في الاعتراف بإسرائيل، لأن هدفنا هو محوها من الخريطة». وأضاف: «نزع سلاح حماس هو كحلم إبليس بالجنة، ولن تمر دقيقة في الليل أو النهار إلا وستزيد قوتنا وسيزيد سلاحنا».
وأقر السنوار بأن الموقف الأميركي الإسرائيلي سيجعل المرحلة المقبلة أصعب، لكنه قال إن حركته لن تتراجع عن المصالحة.
وأبدى السنوار أسفه بسبب السنوات التي كانت فيها حماس طرفا في الانقسام، متعهدا بأن الحركة لن تعود إلى ذلك.
وقال السنوار: «نحن جادون في طَي هذه المرحلة، وأنا سأستقوي بالشباب الفلسطيني في كسر عنق كل من يعطل المصالحة أو التراجع عن أي خطوة مما أنجزناه». بل ذهب السنوار إلى الطلب من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن يفكر بالاستناد إلى القوة العسكرية في مفاوضاته، قائلا: «نحن جاهزون لدعمه، لأنه سيكسب كثيرا، وسينقل بذلك القضية الفلسطينية إلى أفضل مراحلها».
وتابع: «لقد أعددنا أنفسنا في حال فكر العدو أن يمس شعبنا بأي سوء، أن نكسر جيشه كسرة لا يقوم بعدها أبدا، هذا ما وعدني به قائد القسام محمد الضيف وهو إذا قال صدق».
وفي نبرة تحد لإسرائيل والولايات المتحدة، فاخر السنوار بأن حماس نجحت في العامين الماضيين في إدخال سلاح يعادل 10 سنوات من الأعوام التي سبقت ذلك.
كما وجه السنوار الدعوة إلى الرئيس عباس بالحضور إلى غزة متعهدا بحمايته، قائلا إنه سيسهر شخصيا على سلامته وراحته.
وجاء حديث السنوار بعد قليل من إعلان جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق، بأن «الولايات المتحدة تؤكد من جديد، أهمية التقيد بمبادئ اللجنة الرباعية للشرق الأوسط»، مضيفا، أن «أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم التزاما لا لبس فيه، بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة الموقعة بين الطرفين، بما في ذلك نزع سلاح الإرهابيين والالتزام بالمفاوضات السلمية».
وأضاف غرينبلات في بيان نشرته القنصلية الأميركية في القدس، أنه «إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل هذه المتطلبات الأساسية». وأشار غرينبلات: «يتفق جميع الأطراف أنه من الضروري أن تتمكن السلطة الفلسطينية من تسلم زمام مسؤولياتها المدنية والأمنية الكاملة في غزة، وبشكل حقيقي ودون معوقات في غزة، وأن نعمل سويا لتحسين الحالة الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون هناك».
وهذه ليست أول تصريحات لغرينبلات في هذا الاتجاه، فقد تحدث بشكل عام حول الأمر مع بداية مباحثات المصالحة في القاهرة بين حركتي فتح وحماس، لكن موقفه هذا شديد التفصيل، جاء بعد يوم واحد من حسم إسرائيل موقفها تجاه المصالحة ببيان وضع 7 اشتراطات.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابنيت) وضع شروطا لموافقته على بدء مفاوضات مع الحكومة الفلسطينية تركزت بمجملها على حركة حماس.
وأعلن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر أن إسرائيل لن تتفاوض مع الفلسطينيين إلى أن تتخلى حركة حماس عن سلاحها. واشترطت إسرائيل على حماس «الاعتراف بإسرائيل، والتخلي عن الإرهاب وفقا لشروط الرباعية، وتفكيك سلاحها، وإعادة قتلى الجيش الإسرائيلي والمواطنين الموجودين في غزة، والسيطرة الأمنية الكاملة للسلطة الفلسطينية على قطاع غزة، بما يشمل المعابر ومنع التهريب، والاستمرار بتدمير البنية التحتية الإرهابية لحماس في الضفة الغربية من قبل السلطة الفلسطينية، وقطع علاقات حماس مع إيران، وتدفق أموال المساعدات الإنسانية إلى غزة فقط عن طريق السلطة الفلسطينية والآليات التي أقيمت من أجل ذلك هناك».
ورفضت السلطة وحماس الاشتراطات الإسرائيلية، لكن السلطة امتنعت عن التعقيب الفوري على بيان غرينبلات، فيما هاجمته حماس ورفضته فتح.
وعبرت الحركة الإسلامية، في بيان، عن رفضها لمحاولات الابتزاز والانحياز الأميركي لصالح المواقف الإسرائيلية التي عبر عنها غرينبلات.
وقالت حماس، في بيان، إن تصريحات غرينبلات تمثل تدخلا سافرا في الشؤون الفلسطينية الداخلية، وتهدف إلى وضع العصي في دواليب المصالحة.
وجددت حركة حماس تأكيدها على المضي قدما في تطبيق خطوات المصالحة كافة، ولن تلتفت إلى أي محاولة لتخريب هذا المسار أو تعطيله.
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه الرئاسة الفلسطينية أي موقف فوري، كما حدث مع البيان الإسرائيلي، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، ماجد الفتياني، إن حركته ترفض الموقف الأميركي، مضيفا أنه «ليس من صلاحيات أي حكومة فلسطينية الاعتراف بإسرائيل من عدمه، لأن الذي اعترف بإسرائيل هو منظمة التحرير صاحبة الولاية على الملف السياسي الفلسطيني».
وأكدت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، أن فتح لن تطلب من حماس الاعتراف بإسرائيل، لأن فتح نفسها لم تفعل ذلك.
وأضاف: «ما سنقوله للأميركيين وغيرهم أن أي حكومة مستقبلية هي حكومة الرئيس محمود عباس رئيس منظمة التحرير التي تبادلت الاعتراف بإسرائيل».
وتابع: «ليس كل حكومة إسرائيلية تأتي تعطينا اعترافا. هناك اعتراف متبادل وانتهى. ليس مطلوبا من كل حكومة فلسطينية وكل كيان أن يعترف بإسرائيل».
وأردف: «كما هو معروف للأميركيين والإسرائيليين، فإن كل حكومة تابعة للسلطة الفلسطينية تلتزم ببرنامج منظمة التحرير».
وقال المصدر إن الملاحظات الأميركية لن تغير في خطة الحركة والرئيس نحو المصالحة. وذكر أن حملة مشابهة إسرائيلية أميركية، أطلقت أثناء تشكيل حكومة التوافق الحالية، ولم تؤثر على تشكيلها.
وفي إسرائيل رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموقف الأميركي، وقال إنه لن يفاوض «كيانا إرهابيا متنكرا بكيان سياسي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.