مساهل يحتج على تقرير أوروبي انتقد واقع الحريات بالجزائر

TT

مساهل يحتج على تقرير أوروبي انتقد واقع الحريات بالجزائر

قال مصدر حكومي جزائري، إن وزير الخارجية عبد القادر مساهل احتج بشدة لدى مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل بخصوص ملاحظات صدرت عنهم، وصفها بـ«القاسية»، تتعلق بحرية التعبير والتجمع وممارسة الديمقراطية في الجزائر.
وذكر المصدر الحكومي، الذي رفض نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن مساهل أبلغ فيديريكا موغيريني نائب رئيس المفوضية الأوروبية والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، استياء الحكومة من تقرير للاتحاد الأوروبي صدر الاثنين الماضي بخصوص أوضاع الحريات والحقوق بالجزائر. والتقى مساهل مع موغيريني الأربعاء الماضي بمناسبة الاجتماع الدوري حول «الحوار رفيع المستوى للقضايا السياسية والأمنية» بين الاتحاد الأوروبي والجزائر. وخصص الاجتماع الذي دام يومين لتهديدات الإرهاب في الساحل وأزمة الهجرة السرية في حوض المتوسط.
وأفاد المصدر بأن مساهل أطلع موغيريني على «خطوات مهمة قطعتها الجزائر في مجال الحريات السياسية، خصوصا حرية التعبير، فبلادي (بحسب مساهل) تتوفر بها حرية صحافة ربما غير موجودة في أوروبا»، في إشارة ضمنا إلى انتقادات لاذعة توجهها وسائل إعلام محسوبة على المعارضة إلى الحكومة ولكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.
وتناول احتجاج مساهل، حسب المصدر الحكومي، التعديل الدستوري الذي جرى مطلع 2016، وما يتضمنه من توسيع هامش الحرية المتاح للمعارضة حول مراقبة عمل الحكومة.
وأضاف المصدر، أن مساهل شدد على «كون الأوروبيين يعيرون اهتماما أكثر من اللازم لتقارير مغلوطة لتنظيمات حقوقية، تنظر دائما إلى النصف الفارغ من الكأس عندما تتعاطى مع الأوضاع في الجزائر». ونفى مساهل تماما ما تضمنه التقرير الأوروبي حول «مضايقات تتعرض لها الصحافة المستقلة عن الحكومة، ومنع عقد الاجتماعات في الفضاءات العامة، وتنظيم مظاهرات في العاصمة بالنسبة للأحزاب والجمعيات غير الموالية للحكومة»، مشيرا، حسب المصدر نفسه، إلى أن السلطات وضعت قيودا بخصوص منح رخصة التظاهر في العاصمة منذ المسيرة المشهودة لعام 2001 التي خلفت قتلى وخرابا كبيرا في المرافق الحكومية، بسبب وقوع أعمال عنف. وقد كانت الجهة التي نظمت المسيرة آنذاك جمعيات مناضلي القضية الأمازيغية، للمطالبة بالقصاص من دركي قتل شابا بمنطقة القبائل شرق العاصمة.
وتابع المصدر، أن وزير الخارجية الجزائري «دافع عن حق الحكومة في الحفاظ على أمن واستقرار البلد بمنع المظاهرات، التي تقدر بأنها قد تشكل خطرا على الأمن».
ونقل المصدر عن مساهل بأن «الدليل على توفر الحريات السياسية عندنا هو الترخيص بإنشاء أكثر من 20 حزبا عام 2012، كما أنه توجد فسيفساء سياسية في البرلمان بحكم أن كل الأطياف الحزبية ممثلة فيه». وقد تناول مساهل هذه المواضيع أيضا في لقاء جمعه برئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني.
وجاء في التقرير الأوروبي أن أكثر من 50 صحيفة و8 فضائيات خاصة اختفت في العامين الماضيين «بسبب سلاح الإشهار العمومي الذي تستعمله السلطات لمعاقبة وسائل الإعلام الأكثر انتقادا لسياستها، وذلك بحرمانها من عائداته». كما تمت الإشارة إلى حجب أهم صحيفة إلكترونية على الشبكتين الحكوميتين للهاتف الثابت والجوال. وعرفت الصحيفة بانفتاح واسع على المعارضة وخبراء الاقتصاد أثناء تعاطيها مع خطة الحكومة الحالية لمواجهة الأزمة المالية، وهو ما أزعج الحكومة التي تتعامل بحساسية بالغة مع كل من ينتقد سياساتها في هذا الظرف الحرج الذي تمر به البلاد.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.