واشنطن تؤيد «إدارة مشتركة» للمناطق المتنازع عليها

صبي يرفع علم العراق بجانب جدار ملوّن بالعلم الكردي في منطقة دبس جنوب كركوك أمس (أ. ف. ب)
صبي يرفع علم العراق بجانب جدار ملوّن بالعلم الكردي في منطقة دبس جنوب كركوك أمس (أ. ف. ب)
TT

واشنطن تؤيد «إدارة مشتركة» للمناطق المتنازع عليها

صبي يرفع علم العراق بجانب جدار ملوّن بالعلم الكردي في منطقة دبس جنوب كركوك أمس (أ. ف. ب)
صبي يرفع علم العراق بجانب جدار ملوّن بالعلم الكردي في منطقة دبس جنوب كركوك أمس (أ. ف. ب)

أبدت الولايات المتحدة قلقها البالغ من وقوع أعمال عنف في كركوك، وطالبت جميع الأطراف باستعادة الهدوء وتجنب الاشتباكات والاستفزازات والدخول في حوار وتوحيد الجهود لإلحاق الهزيمة بـ«داعش». وصدر هذا الموقف في وقت قال الجيش الأميركي أمس الثلاثاء، إنه تلقى روايات متباينة تفيد بمقتل ما بين ثلاثة و11 شخصاً في اشتباك وقع الاثنين بين القوات العراقية والقوات الكردية.
وأقر الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، بمحدودية قدرة واشنطن على جمع معلومات ميدانية بشأن المواجهة بين الطرفين الحليفين لها في العراق، بحسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز». وأضاف ديلون أنه ليست لديه معلومات عن وجود وحدات للحرس الثوري الإيراني داخل مدينة كركوك العراقية وحولها على الرغم من تقارير من كردستان العراق تفيد بذلك.
في غضون ذلك، قالت هيذر نويرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان: «إننا نشعر بقلق بالغ من التقارير التي تشير إلى وقوع أعمال عنف حول كركوك في العراق ونراقب الموقف عن كثب ونناشد جميع الأطراف تنسيق الأنشطة العسكرية واستعادة الهدوء». وأضافت: «نؤيد الممارسة السلمية للإدارة المشتركة من قبل الحكومات المركزية والإقليمية بما يتفق مع الدستور العراقي في جميع المناطق المتنازع عليها ونعمل مع مسؤولين من الحكومات المركزية والإقليمية للحد من التوترات وتجنب الاشتباكات وتشجيع الحوار».
وتابعت: «نحث بقوة جميع الأطراف على تجنب الاستفزازات التي يمكن أن يستغلها أعداء العراق الراغبون في تأجيج الصراع العرقي والطائفي ولا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به لهزيمة (داعش) في العراق واستمرار التوتر بين القوات العراقية والكردية بصرف النظر عن هذه المهمة الحيوية».
من جانبه، حذر الكولونيل روب مانينغ المتحدث باسم «البنتاغون» من أن الولايات المتحدة تنظر في وقف برنامجها الضخم لتدريب وتجهيز القوات العراقية إذا ما واصل الجيش العراقي هجومه ضد الأكراد العراقيين في شمال العراق. وأصدرت قيادة العمليات العسكرية الأميركية في العراق وسوريا بياناً مساء الاثنين حثت فيه جميع الأطراف على تجنب التصعيد.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.