«الإسلامي للتنمية» و«الفلاحي المغربي» يطلقان مصرفاً إسلامياً في المغرب

يستهدف تمويل القطاع الزراعي والصناعات المرتبطة به

فؤاد الحراز مدير عام «الأخضر بنك»
فؤاد الحراز مدير عام «الأخضر بنك»
TT

«الإسلامي للتنمية» و«الفلاحي المغربي» يطلقان مصرفاً إسلامياً في المغرب

فؤاد الحراز مدير عام «الأخضر بنك»
فؤاد الحراز مدير عام «الأخضر بنك»

أعلن البنك الإسلامي للتنمية ومجموعة القرض الفلاحي المغربية إطلاق بنك إسلامي مشترك في المغرب تحت اسم «الأخضر بنك». وأوضح فؤاد الحراز، المدير العام للبنك الجديد، أن «الأخضر بنك»، الذي يوجه خدماته بشكل أساسي للعالم القروي والقطاع الزراعي، انطلق برأسمال أولي قدره مائتا مليون درهم (21 مليون دولار) موزعة بين الشريكين بحصة 51 في المائة للقرض الفلاحي المغربي و49 في المائة للشركة الإسلامية لتمويل القطاع الخاص، وهي عضو في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية. وأضاف الحراز، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس خلال لقاء صحافي بمناسبة انطلاق البنك الجديد: «سيقدم الأخضر بنك خدماته في إطار شبكة مستقلة عن شبكة المجموعة الأم، القرض الفلاحي بالمغرب. وانطلقنا في البداية بأربع وكالات، ونعتزم رفع هذه العدد إلى نحو 40 وكالة في 2021 عبر فتح 10 وكالات جديدة كل سنة».
وأشار الحراز إلى أن البنك الجديد يوفر مجموعة من المنتجات المالية والخدمات البنكية المطابقة لتوصيات اللجنة الشرعية للمالية التشاركية المتفرعة عن المجلس العلمي الأعلى بالمغرب. وقال: «خدماتنا موجهة للأفراد والشركات الصناعية والتجارية والفلاحين والمهنيين المرتبطين بالفلاحة. ونقدم للعملاء المنتجات البنكية اليومية، والمنتجات التمويلية التشاركية كالمرابحة والإجارة والسلم وودائع الاستثمار». غير أنه أشار إلى أن «الأخضر بنك» لا يمكنه أن يوفر خلال الأيام الأولى لانطلاق نشاطه غير الخدمات البنكية الأساسية من قبيل فتح حساب وخدمات التحويل والسحب والأداء، مشيراً إلى أنه، كباقي البنوك الإسلامية التي فتحت في الأشهر الأخيرة بالمغرب، ما زال ينتظر إطلاق منظومة التكافل (التأمين الإسلامي)، التي عرف وضعها بعض التأخر في المغرب. وأضاف: «لا يمكن تسويق الخدمات المالية التشاركية دون وجود تأمين». موضحاً أن البنك يدرس الكثير من المنتجات المالية الإسلامية الأخرى كـ«المزارعة» والتي يعتزم اقتراحها على بنك المغرب واللجنة الشرعية من أجل اعتمادها.
ويستفيد البنك الجديد من الحضور القوي لمجموعة القرض الفلاحي المغربي في العالم القروي وقيادتها للشق المالي ضمن مخطط «المغرب الأخضر»، باعتبارها الذراع المالية لوزارة الزراعة المغربية. كما يستفيد من التجربة الكبيرة للبنك الإسلامي للتنمية وفرعه المتخصص في تنمية القطاع الخاص.
وبهذا الصدد، قال محمد مصمودي، مدير إدارة الاستثمار المباشر والتمويل لدى الشركة الإسلامية لتمويل القطاع الخاص: «اهتممنا بالتجربة المغربية للمالية التشاركية منذ إطلاقها. وفي هذا السياق سعينا إلى إيجاد شريك محلي لإطلاق مشروع مشترك متخصص. ووقع اختيارنا على القرض الفلاحي لعدة اعتبارات منها على الخصوص أننا نتقاسم معه الكثير من المقومات، باعتباره بنكا عموميا متخصصا في تمويل وتنمية القطاع الزراعي، وباعتبارنا شركة تنموية متخصصة في تمنية القطاع الخاص في العالم الإسلامي».
وأشار مصمودي إلى أن الشركة الإسلامية لتمويل التجارة تضع رهن إشارة البنك الجديد كامل خبرتها في تمويل المشاريع الصغرى والمتوسطة عبر منتجات وخدمات التمويل الإسلامي، وأنها أيضا مستعدة لدعم طموحاته التوسعية خارج حدود المغرب، خصوصا في أفريقيا. وقال: «لدينا شبكة دولية مهمة يمكن الاعتماد عليها، سواء من طرف الأخضر بنك أم من طرف القرض الفلاحي للمغرب، لصالح توسعهما خارج الحدود أو لمواكبة عملائهما في عمليات التجارة الدولية والاستثمار خارج المغرب».



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».