تطبيق جديد لإعادة إحياء النقل المشترك في لبنان

حافلات للنقل المشترك في لبنان
حافلات للنقل المشترك في لبنان
TT

تطبيق جديد لإعادة إحياء النقل المشترك في لبنان

حافلات للنقل المشترك في لبنان
حافلات للنقل المشترك في لبنان

تكاد طرقات بيروت تختنق، وسماؤها أيضاً. سيارات تجتمع على الأوتوسترادات لتتفرق عند أقرب إشارة، وتعود لتتصارع من جديد عند اجتيازها كل شارع. مأساة باتت يومية يعيشها اللبنانيون، لا تندرج إلا تحت خانة أزمة السير التي لطالما كانت محط أنظار الإعلام والمتخصصين في شؤون التنمية والمواصلات.
يحلّ لبنان في المرتبة 124 من بين 138 دولة من حيث جودة الطرق، وفقاً للمؤشر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016 - 2017.
وتقدّر كلفة زحمة السير في لبنان بنحو ملياري دولار سنوياً، أي 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لتقرير نشره مركز الدراسات في «بلوم بنك».
ولا ترتبط أزمة السير بتهالك البنى التحتيّة وتدهور شبكة الطرق فحسب، بل من أبرز أسبابها ضعف قطاع النقل العام في البلاد. ويعاني قطاع النقل المشترك من أزمة حقيقية، نظراً لغياب التخطيط والتمويل المناسب لوضع الحافلات العامة على المسار الصائب.
«كان لبنان يملك نظام المواصلات الأكثر تقدّماً في الشرق الأوسط، بوجود ترامات وحافلات وقطارات تَرافق استخدامها مع انتشار السيارات الشخصية»، حسب مجلة «إكزيكيوتيف»، إلا أن سنوات الحرب الأهلية قضت على هذه الشبكة المتطورة وحالت دون ترميمها وصيانتها.
أما اليوم، إذا قرر المواطن اللبناني استخدام باص للوصول إلى مكان عمله، فعليه الخروج من منزله قبل ضعف الوقت، وإلا سيتأخر حتماً. ويعود السبب إلى سوء التنظيم وعدم قدرة المواطن على فهم شبكة المواصلات المشتركة، وحفظ أرقام الحافلات التي تمر على المحطات كل 15 دقيقة تقريباً.
لهذا السبب، قررت مجموعة من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت ابتكار تطبيق لإعادة إحياء النقل المشترك في لبنان عموماً، وبيروت خصوصاً، تحت اسم «يلا باص».
تتألف هذه المجموعة من 3 طلاب هم تيريز كيروز وجورج جحى وبسام زغيب.
بدأ الفريق فكرة «يلا باص» بعد اشتراكه بمسابقة للابتكار الإبداعي، ففاز بالجائزة الأولى ولاقت فكرته ترحيب كثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية في بيروت.
ويشرح الطالب جورج جحى فكرة التطبيق، قائلاً: «يقوم التطبيق على جمع كل المعلومات المتعلقة بالحافلات في بيروت، بدءاً من أوقات مرورهم على المحطات، إلى خريطة طريق كل حافلة، أي المناطق التي يمرون بها، وصولاً إلى الوقت الفاصل بين كل محطة».
ويتابع جحى أن فكرتهم تقوم على تسهيل الأمر على المواطن اللبناني الذي «دوماً ما يتردد على استخدام الحافلات بسبب عدم معرفته الكاملة بأرقامها ومسارها»، لذلك تقوم المجموعة بجمع المعلومات عن الحافلات في بيروت، ووضعها في تطبيق واحد يؤمن للمواطن كل ما يريد معرفته عن الحافلات التي يود استخدامها.
ويعطي جحى مثلاً: «إذا أردت التوجه من منطقة عين المريسة إلى المطار، يمكنك ببساطة إدخال مكانك الحالي على التطبيق، ومن ثم اختيار وجهتك، فتظهر مباشرة كل أرقام الحافلات المتوجهة إلى المطار، مع الوقت المتبقي لكل حافلة للوصول إلى محطته، ذلك باستخدام نظام تحديد المواقع (جي بي إس)».
وبعد أن طرح الفريق فكرة التطبيق على وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، يوسف فنيانوس، لاقى طرحهم ترحيب الوزير ودعمه للتسريع في وتيرة إنشاء وتصميم «يلا باص».
ويضيف جحى: «نعمل حالياً على تصميم التطبيق بطريقة سهلة الاستعمال وبدأنا بالتحدث إلى سائقي الحافلات في منطقة الكولا والدورة والصياد، وسنكمل جمع قاعدة البيانات ليغطي التطبيق كل لبنان».
وأعلن جحى أن التطبيق سيصبح متوفراً لدى جميع اللبنانيين بدءاً من العام المقبل.
وكان وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس قد أعلن، تحت عنوان «النقل المشترك مسؤولية مشتركة»، إطلاق منظومة نموذجية للنقل العام عبر مشروع مسارات مخصصة حصراً للنقل المشترك من خلال استحداث مسارات غير الطرق العامة.
وتعيد الأفكار الشبابية الخلاقة كـ«يلا باص» أزمة الازدحام المروري اليومي في لبنان ومشكلة النقل المشترك إلى الواجهة مجدداً. وفي ظل تضافر الجهود الحكومية والوعود بتنفيذ الخطط والمشاريع العالقة، تبقى العبرة في التنفيذ.



مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
TT

مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)
بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)

أظهرت دراسة أميركية أن مزيجاً من دواءي «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين» يُوفّر تحكماً أفضل في الألم وبديلاً أكثر أماناً بعد جراحات الأسنان مقارنةً بالأدوية الأفيونية.

وأوضح باحثون في جامعة «روتجرز» أن هذه النتائج قد تُغيّر الطريقة التي يُعالج بها أطباء الأسنان الألم بعد العمليات الجراحية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «الجمعية الأميركية لطب الأسنان».

وبعد جراحات الأسنان مثل خلع أضراس العقل أو جراحة اللثة، عادةً ما يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الألم والتهيج الناتج عن الإجراء. وتشمل المسكنات الشائعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل «الإيبوبروفين»، التي تُساعد في تقليل الألم والتورم. وفي بعض الحالات، قد تُوصَف مسكنات أقوى من الأدوية الأفيونية، مثل عقار «الهيدروكودون»، لفترات قصيرة إذا كان الألم شديداً.

للمقارنة بين مسكنات الألم الأفيونية وغير الأفيونية، أجرى الباحثون تجربة على أكثر من 1800 مريض خضعوا لجراحة إزالة أضراس العقل المطمورة، وهي عملية شائعة تسبّب ألماً يتراوح بين المعتدل والشديد.

وتلقى نصفهم دواء «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين»، في حين تلقّى النصف الآخر مزيجاً من «الأسيتامينوفين» و«الإيبوبروفين». وقيَّم المرضى مستويات الألم وجودة النوم وغيرها من النتائج خلال الأسبوع التالي للجراحة.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا مزيجاً من «الإيبوبروفين» و«الأسيتامينوفين» شعروا بألم أقل، ونوم أفضل، ورضا أعلى مقارنةً بالذين تلقوا «الهيدروكودون» مع «الأسيتامينوفين». كما أظهرت النتائج أن المزيج غير الأفيوني وفّر تخفيفاً للألم بشكل أفضل خلال فترة الألم الشديد في أول يومين بعد الجراحة. كما أبلغ المرضى الذين تناولوا الأدوية غير الأفيونية عن نوم أفضل في الليلة الأولى وتداخُل أقل مع أنشطتهم اليومية خلال فترة التعافي.

وفقاً للباحثين، تتماشى هذه النتائج مع توصيات الجمعية الأميركية لطب الأسنان، التي تدعو لتجنُّب الأدوية الأفيونية بوصفها خياراً أول لعلاج الألم، لأنها تزيد من خطر الإدمان وتُسبّب آثاراً جانبية خطيرة مثل التّسمم.

وأضافوا أن هذه الدراسة تأتي في وقت تُعَد فيه الأدوية الأفيونية أحد أسباب أزمة الإدمان والوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، التي تودي بحياة أكثر من 80 ألف شخص سنوياً، حيث أصدر أطباء الأسنان وحدهم أكثر من 8.9 مليون وصفة طبية للأفيونات في عام 2022، وغالباً ما يكون الشباب الذين يخضعون لإجراءات مثل إزالة ضرس العقل أول من يتعرضون لهذه الأدوية.

ووصفت الدكتورة سيسيل فيلدمان، الباحثة الرئيسية للدراسة وعميدة كلية طب الأسنان في جامعة «روتجرز»، النتائج بـ«العلامة الفارقة».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «نحن واثقون أن الأفيونات لا ينبغي وصفها بشكل روتيني، وأن وصف المزيج غير الأفيوني سيحقّق فوائد أكبر للمرضى».

واختتمت قائلة: إن «هذه الدراسات لا تُساعد فقط على تحسين الرعاية الحالية لمرضى الأسنان، ولكنها تُسهم أيضاً في تدريب أطباء الأسنان المستقبليين بجامعة (روتجرز)، حيث نُحدثُ مناهجنا باستمرار في ضوء العلم».