البشير يطالب بتوظيف إلغاء العقوبات في شراكات استراتيجية مع العالم

رئيس الوزراء السوداني: كسر الحصار يفتح أبواب منظمة التجارة العالمية

TT

البشير يطالب بتوظيف إلغاء العقوبات في شراكات استراتيجية مع العالم

دعت الرئاسة السودانية للاستفادة من رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية في خلق شراكات اقتصادية استراتيجية مع العالم، واعتبرت كسر طوق الحصار الذي كان مفروضاً على البلاد، تمهيداً لانضمام السودان إلى منظمة التجارة العالمية.
وطلب الرئيس عمر البشير من سفراء جدد دفعت بهم وزارة الخارجية أمس، العمل على ترقية وتعزيز وتقوية علاقات السودان مع الدول التي سيعملون فيها، وتوظيف فرصة رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن البلاد لخلق شراكات استراتيجية واقتصادية.
ونقل وزير الخارجية، إبراهيم غندور، عن الرئيس في تصريحات، أن الرئيس وجه السفراء الجدد للعمل على تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، ما يحقق المصلحة المشتركة للسودان والبلدان التي يعملون فيها.
ودفعت الخارجية بعدد من السفراء الجدد إلى كل «أفريقيا الوسطى، زيمبابوي، البحرين، أوكرانيا، جنوب أفريقيا، رواندا، فنزويلا، العراق، اليونان، جزر القمر، فيتنام، تركيا، أذربيحان، وأوغندا».
وبعيد ذلك، تسلم الرئيس البشير أوراق اعتماد سفراء جدد لكل من فرنسا ونيجيريا لدى السودان، وأكد خلال مراسم الاعتماد على أهمية علاقات بلاده بكلتا الدولتين، ودعا للعمل على تطويرها في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية.
وفي الأثناء، أعلنت السفيرة الفرنسية الجديدة في الخرطوم إيمانولي بلا تمان، ترحيب بلادها برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، واعتبرت الخطوة مناسبة لتعزيز علاقات الخرطوم وباريس، وكشفت عن أولويات مهمتها بالسودان الممثلة فيما أسمته «تطوير الحوار الاستراتيجي مع السودان» بشأن قضايا إقليمية ودولية، وتعهدت بدعم حكومة بلادها للوساطة الأفريقية وخريطة الطريق السودانية، فضلاً عن تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
من جهته، اعتبر النائب الأول للبشير، رئيس الوزراء بكري حسن صالح، ما أسماه «كسر طوق الحصار الاقتصادي على السودان» تمهيداً لانضمامه إلى منظمة التجارية العالمية، وتقوية لآليات متابعة الجودة الشاملة والمواصفات والمقاييس في البلاد.
وأوضح صالح في كلمة لافتتاح الملتقى العربي للتقييس وحماية المستهلك الذي عقد بالخرطوم أمس، الذي ترعاه الجامعة العربية وتنظمه هيئة المواصفات والمقاييس السودانية، أن رفع الحصار عن السودان جاء بعد جهود جبارة من الحكومة والشركاء، مشيداً بدور جامعة الدول العربية في قضية إلغاء العقوبات.
وأعلن صالح حرص حكومته على تطبيق المواصفات والمقاييس وحماية المستهلك، وقال: «حرصنا على التقييس والمواصفات وحماية المستهلك، ينطلق من خطط استراتيجية وضعتها الدولة في القوانين والتشريعات، وتلتزم بتطبيقها».
ودعا وزير مجلس الوزراء أحمد سعد عمر في كلمته، إلى التوافق على ما أطلق عليه «وثيقة أمان المستهلك» لإرساء دعائم حفظ حقوق المستهلكين، مجدّداً التزام الخرطوم بمنع خروج أي بضائع غير مطابقة للمواصفات والمقاييس وقبل ضمان أنها على درجة عالية من الجودة، للأسواق الخارجية والمحلية.
وبدأت أنشطة الملتقى أمس في الخرطوم، وتستمر لمدة يومين لمناقشة 21 ورقة عمل، تتناول القضايا المتصلة بوضعية المستهلك ودور التقييس في حماية المستهلك في الوطن العربي والعالم، وتوطين وترسيخ ثقافة التقييس.
وقال المدير العام للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس عوض محمد أحمد سكراب: إن السودان سيحتفل بمنح أول علامة جودة سودانية قبيل نهاية العام الحالي، وذلك في مجال صناعة المياه والألبان.
وأوضح، أن إنشاء شرطة ونيابة ومحاكم خاصة بالمستهلك في بادرة غير مسبوقة عربياً، تدلل على اهتمام السودان وحرصه البالغ على سلامة المستهلك وحمايته، فضلاً عن تمثيل المستهلكين بقرار رئاسي في مجلس إدارة هيئة المواصفات والمقاييس.
وأشاد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، عادل صقر الصقر، بالتجربة السودانية في إصدار القوانين والتشريعات المتعلقة بالتقييس وحماية المستهلك، وطالب بزيادة الاهتمام الإعلامي والتوعية بالتقييس. في حين قال رئيس مكتب الشرق الأوسط بالمنظمة العالمية للمستهلك جاستن مامولن: إن دعم حقوق المستهلك يتطلب وجود تشريعات ولوائح وتنفيذها، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بالتوعية من جانب الحكومات والمجتمع المدني وقطاع الأعمال.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».