الحوثي يستعد لمحاكمات جماعية لأتباع صالح وتيارات أخرى

كشف «مركز العاصمة الإعلامي» بصنعاء، أن ميليشيات الحوثي تستعد لإقامة محاكمة جماعية لقيادات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح وعدد من قيادات تيارات مخالفة لتوجهاتها في صنعاء، بتهم مختلفة تمهيداً لإزالة المناهضين لها وتغيير المشهد العام في المدينة.
وتأتي هذه المحاكمات وفقاً لعبد الباسط الشاجع رئيس «مركز العاصمة الإعلامي» (جهة مستقلة)، تمهيداً لتغيير الخريطة السياسية لصنعاء، وتحويل المدينة إلى ثكنة خاصة تخضع لحكم الميليشيات التي نجحت في بسط نفوذها على كل مفاصل الحكم في المدينة، وتمكنت من تغييب حزب المؤتمر الشعبي وتحييد قيادته من لعب دور في صنعاء.
وقال الشاجع، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن الحوثيين وضعوا، منذ اجتياحهم صنعاء، تدمير الحياة السياسية هدفاً رئيسياً لهم، بعد أن يفرضوا سيطرتهم على الأجهزة القضائية والأمنية والجيش، وكان هذا العمل تدريجياً انطلق بتعطيل عمل الأحزاب السياسية، لافتاً إلى أن ما يحدث الآن هو تقديم رجال المؤتمر الشعبي العام إلى المحاكم وملاحقتهم بتهم فساد في محاولة لطمس ما تبقى من فاعلية قادة المؤتمر كما حدث مع الأحزاب السياسية الأخرى. وأضاف أن الأيام المقبلة ستشهد اعتقال ومحاكمة بعض السياسيين الموالين لصالح أو من أحزاب أخرى، وقد تزداد هذه الوتيرة الشهر المقبل، بهدف كسب الوقت لإصدار أكبر عدد من الأحكام الصورية ضد هذه القيادات وإيداعهم السجون قبل فرض أنظمة وسياسة الميليشيات في المدينة، لافتاً إلى أن هذه المحاكم تسيطر عليها الميليشيات، وهذا يشير إلى أن الأحكام جاهزة ويبقى التنفيذ.
وأشار عبد الباسط إلى أن الحوثيين - بحسب المعلومات التي جمعتها وحدة الرصد في المركز - يستعدون لهذه المرحلة، عبر زيادة عدد السجون التابعة للميليشيات، والتي وصلت إلى 107 سجون تتوزع بين مديريات العاصمة التسع تمارس فيها أبشع صنوف التعذيب والإهانة، منها 78 سجناً رسمياً، و25 سجناً سرياً، و4 سجون خاصة.
وتطرق إلى أن التقرير الذي أعده المركز، أشار إلى طبيعة المنشأة التي يحتجز فيها الحوثيون النشطاء، إذ يوجد 78 سجناً رسمياً يشمل أيضاً سجون أقسام الشرطة، وتحتجز الجماعة المعتقلين في 4 مواقع عسكرية، و8 مرافق تعليمية، و8 مرافق صحية، و8 منشآت سكنية إما تابعة لمسؤولين في الحكومة بعد مغادرتهم العاصمة، أو منازل تابعة لقياداتهم، و4 دور للعبادة، وأحد المعالم السياحية، وأحد المقرات الخاصة بالجماعة، ونادٍ رياضي واحد، ومكان معزول خارج العاصمة.
ووفقا للتقرير (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه)، فإن هناك 3195 مختطفاً في سجون الميليشيات، من بينهم 1615 ناشطاً، بينهم مدونون على شبكات التواصل، أو نشطاء حقوقيون، وغالبية المعتقلين هم من نشطاء ثورة فبراير (شباط) التي أسقطت نظام علي عبد الله صالح عام 2011، فيما سجل التقرير 119 جريمة وانتهاكاً ارتكبتها ميليشيا الحوثي والمخلوع في أمانة العاصمة صنعاء خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي تنوعت بين قتل واعتداء واختطاف واقتحام منازل ونهب أموال عامة وإقصاء وإحلال وتجنيد أطفال واستحداث نقاط عسكرية.
واستحدثت ميليشيات الحوثي وصالح بحسب التقرير 51 نقطة تفتيش وثكنة عسكرية تم رصدها في شهر سبتمبر منها 50 نقطة تفتيش استحدثتها في جنوب العاصمة في مناطق حدة الجديدة والسبعين والمصباحي والخط الرئيسي المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي، تحسباً لصراع بينها وبين حليفها صالح بعد تصاعد الخلافات بينهم، كما حولت مسجد الفردوس في منطقة سعوان إلى ثكنة عسكرية وسكن لأنصارها وعبثت بمحتوياته.
وأكد مدير مركز العاصمة الإعلامي أن الجانبين (الحوثي وصالح) بدآ في الآونة الأخيرة الكشف عن الوثائق التي تدين هذا الطرف أو ذاك، وهي المعركة التي يسعى الحوثي لاستغلالها في القضاء على ما تبقى من رموز سياسية في العاصمة صنعاء، لافتا أن الصراع ازداد شراسة في الشهرين الأخيرين بسبب اقتسام السلطة ومنازعة كل طرف للآخر. واستطرد أن الحوثيين استغلوا هذه المرحلة بإحكام سيطرتهم الكاملة على المدينة، الأمر الذي أخرج تدريجياً حزب المؤتمر من الصورة، وهم الآن يريدون طمس ما تبقى من ملامح هذا الحزب، بنشر تهم الفساد وملاحقة هذه القيادات ومحاكمتها في أسرع وقت تمهيداً لإحالتهم إلى السجون.