«الإسكندرية الدولي للأغنية» يتحدى «الصعوبات المالية» ويطرب الجمهور مجاناً بالميادين

تتواصل فعاليات الدورة الرابعة عشر من مهرجان الإسكندرية الدولي للأغنية، في شوارع وميادين وقاعات «عروس المتوسط»، وسط أزمات مالية يعاني منها المهرجان الغنائي الوحيد ذو الطابع الدولي، بعدما توقفت وزارة الثقافة المصرية عن دعمه هذا العام، وكذلك رجال أعمال المدينة صاحبة التاريخ الفني العريق.
انتصر المهرجان على هذه الأزمات، وتجسد ذلك في عروض الفرقتين المصرية والمغربية المشاركتين بالمهرجان، فقد أزالت هذه العروض مخاوفَ المواطنين بالإسكندرية، بعدما أتيح لهم الاستمتاع بالأغاني الفلكلورية، وسط أجواء خريفية رائعة.
وتشهد الإسكندرية، خلال هذه الأيام، زخماً فنياً، حيث استضافت مهرجانين فنيين خلال أسبوعين فقط، الأول مهرجان «الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط»، الذي شارك فيه عدد كبير من الفنانين والنجوم العرب والأجانب، والثاني مهرجان الأغنية، الذي تتواصل فعالياته حالياً في المدينة، وهو ما اعتبره الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، خلال حفل افتتاح مهرجان الأغنية بالقاعة الرئيسية في مكتبة الإسكندرية، «أمراً مهماً يدل على استقرار الأمن في البلاد، ومشجعاً للسياحة الداخلية والخارجية، ويثبت أن (عروس البحر المتوسط) منبر للثقافة والعلم والفن».
أدت الفرقة المغربية الفلكلورية «عيساوة النسيم»، والفرقة المصرية «تخستا» عروضاً غنائية، في ميادين سعد زغلول بمحطة الرمل، وقلعة قايتباي بمنطقة بحري، وبئر مسعود، ضمن فعاليات المهرجان.
أحيا الفنان مدحت صالح، حفل افتتاح المهرجان، وستختتمه المطربة سميرة سعيد بحفل غنائي بمكتبة الإسكندرية أيضاً. وأتيح للجمهور «الإسكندراني» الاستمتاع بالأصوات الرائعة في جو مفعم بالسلاسة، وبمقابل مادي مناسب للحفلات التي تعقد في القاعات، وتفاعل عشرات المواطنين مع الفرق التي حرصت على التقاط صور «السيلفي» معهم.
من جانبه قال مدير المهرجان، عوف همام، لـ«الشرق الأوسط»: «تتميز الدورة الحالية من المهرجان بتقديم فقرات غنائية وفلكلورية بالمجان في الميادين العامة الرئيسية بالإسكندرية، لجذب عدد أكبر من المواطنين للفن الراقي». وأضاف قائلاً: «نقص التمويل لم يمنع إقامة المهرجان في موعده، بعدما وُجّهت الدعوة إلى دولتي فلسطين وفرنسا، للمشاركة بجانب مصر والمغرب، وبسبب تأخر إصدار تأشيرات دخول الوفد الفلسطيني، اعتذر عن عدم الحضور، بجانب الوفد الفرنسي الذي تأخر وصول تذاكر الطيران إليه واعتذر أيضاً عن المشاركة».
وأبدى همام استياءه من عدم دعم المهرجان السنوي «الوحيد من نوعه» من قبل رجال الأعمال بمدينة الإسكندرية، مؤكداً أنّ «وزارة الثقافة كانت تدعمه في الدورات السابقة وتوقف الدعم في هذه الدورة، على الرغم من تميز المهرجان من الناحية التنظيمية، وتوجيه دخله لصالح المجتمع».
خصص المهرجان هذا العام دخله لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة، مع تكريم عدد من الشخصيات السياسية والفنية مثل الفنان ياسر جلال، وسوزان نجم الدين، ونادية مصطفى، ورجاء الجداوي، ووحيد حامد، وتستمر فعالياته حتى 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
لكن عماد حسن، سكرتير عام جمعية فناني ومبدعي الإسكندرية، لم يخف تخوفه من توقف المهرجان خلال السنوات المقبلة، في حالة عدم وجود تمويل له، وقال في المؤتمر الصحافي الذي عُقد على هامش المهرجان: «رغم أنّه المهرجان الغنائي الموسيقي الوحيد في مصر، فإنّه لا يتم دعمه مالياً بشكل كافٍ، في الوقت الذي تدعم وزارة الثقافة عشرات المهرجانات السينمائية سنوياً». وأوضح أنّ: «المسابقة الموسيقية الوطنية المقامة على هامش المهرجان، تستهدف الارتقاء بذوق الشباب، ورفع روح الانتماء لديهم». وتتكون لجنة تحكيم المسابقة من الموسيقار محمد ضياء الدين، والموسيقار دكتور إيهاب عبد السلام، والفنان سمير صبري، وإيناس جوهر، والمخرج محمد عبد العزيز.