السعودية تتصدر الدول العربية في الدفع الإلكتروني بنسبة 27 %

متوسط النمو لدول المنطقة بلغ 22 % العام الماضي

السعودية تتصدر الدول العربية في الدفع الإلكتروني بنسبة 27 %
TT

السعودية تتصدر الدول العربية في الدفع الإلكتروني بنسبة 27 %

السعودية تتصدر الدول العربية في الدفع الإلكتروني بنسبة 27 %

شهدت الدول العربية نمواً بلغت نسبته 22 في المائة، في عمليات الدفع الإلكتروني خلال العام الماضي، وذلك بفضل النمو القوي الذي تقوده كل من السعودية التي تصدرت القائمة بنسبة 27 في المائة، تلتها مصر بنسبة 22 في المائة، ثم دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 21 في المائة.
ووفقاً لتقرير أصدرته شركة «بيفورت» PAYFORT، إحدى شركات أمازون Amazon، أمس، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، حول «مؤشرات صناعة المدفوعات الإلكترونية في العالم العربي لعام 2017»؛ فقد جاءت المؤتمرات والمعارض وصناعة الترفيه والحفلات والأنشطة الترويحية، كأكثر القطاعات نمواً في عمليات الدفع إلكترونياً، حيث بلغت نسبة النمو فيه 33 في المائة عام 2016، بالمقارنة مع العام الأسبق.
ويكشف التقرير أن إجمالي قيمة السلع والخدمات التي تم شراؤها إلكترونيا في الدول العربية السبع الرئيسية (مصر والسعودية والإمارات والأردن والكويت ولبنان وقطر) في هذا المجال قد بلغ 30.4 مليار دولار العام الماضي في مقابل 24.9 مليار دولار عام 2015، بزيادة قدرها 22 في المائة. وجاءت الإمارات في مقدمة دول المنطقة، سواء من حيث القيمة النقدية للمشتريات التي تمت إلكترونيا ومعدل نمو عمليات الدفع إلكترونيا، وذلك بإجمالي 12.4 مليار دولار، بزيادة سنوية قدرها 21 في المائة، فيما سجلت السعودية 8.3 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 27 في المائة، أما مصر فقد سجلت 6.2 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 22 في المائة. وحسب التقرير، فقد كانت السعودية هي الأسرع نموا بالنسبة لعمليات الدفع إلكترونيا على مستوى قطاع شركات الطيران وخدمات السفر، حيث بلغت نسبة النمو السنوي (عاماً بعد عام) 21 في المائة، على مستوى حجم عمليات الدفع في مجال الطيران، و36 في المائة نموا سنويا في مجال السفر والسياحة.
ويذكر التقرير أن مصر في مقدمة دول المنطقة فيما يتعلق بمعدل النمو في مجال التسوق الإلكتروني، حيث بلغ معدل نمو عمليات الدفع الإلكترونية في هذا المجال 32 في المائة. بينما كانت دولة الإمارات هي الأسرع نموا في مجال عمليات الدفع الإلكتروني بقطاعات الترفيه والمؤتمرات والحفلات، بنسبة نمو سنوي 36 في المائة.
وحسب التقرير، فإن خيار الدفع نقدا، عند التسلم كان الأكثر انتشارا في مصر، حيث بلغت نسبة استخدامه في عمليات التسوق الإلكتروني 70 في المائة، يليها لبنان بنسبة 60 في المائة. ويشير التقرير إلى أن المخاوف المرتبطة بضمان أمن المعاملات الإلكترونية، كانت في مقدمة الأسباب التي تدفع المستهلكين نحو اعتماد هذا الخيار.
ونقل التقرير عن ناردين عبد الله، مديرة التسويق في «بيفورت» قولها، إنه على الرغم من النمو الضخم الذي تشهده عمليات التجارة والمدفوعات الإلكترونية على مستوى المنطقة، فإن المخاوف الأمنية لا تزال قوية فيما بين المتسوقين والمستهلكين. وأضافت: «على الرغم من أننا نشهد الآن اتجاها قويا نحو السداد إلكترونيا، فقد أصبح المستهلكون أكثر وعيا بمخاطر الاحتيال الإلكتروني، وغيره من صور الجريمة الإلكترونية. فضلا عن أن المستهلكين يبحثون أيضاً وبشكل متزايد عن وسائل أسرع وأكثر يسرا لإتمام عمليات التسوق والشراء إلكترونياً».
الدفع عبر الهاتف
يلقي التقرير الضوء على الاهتمام المتزايد بالدفع عبر الهاتف المحمول أو «المتحرك»، حيث أبدى 50 في المائة من الذين تم استطلاع آرائهم ضمن التقرير في 6 من الدول السبع، اهتماما بتطبيقات الدفع عبر الهاتف. كاشفا عن أن استخدام المحافظ الإلكترونية عبر الهاتف المحمول يشهد انتشارا واسعا على مستوى المنطقة؛ ففي السعودية، هناك 33 في المائة (ممن شاركوا في الاستطلاع) يستخدمون بالفعل المحفظة الإلكترونية، بالمقارنة مع 27 في المائة في كل من مصر ولبنان، و25 في المائة في الأردن، و23 في المائة في دولة الإمارات، و17 في المائة في قطر.
عمر سدودي، الرئيس التنفيذي لشركة «بيفورت» يقول إن «شركات التجارة الإلكترونية في المنطقة عليها أن تدرك أن أداء أنظمة سلة التسوق وصفحات إتمام عملية الشراء يجب أن يعتمد أكثر على أفضل الأساليب المتبعة في هذا المجال، بحيث توفر للمستهلك أقصى فائدة وأفضل خبرات الشراء، خاصة أن عمليات طلب السلع والخدمات إلكترونيا وكذلك السداد الإلكتروني قد أصبحت جزءا من الحياة اليومية، وبشكل متزايد».


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».